نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الولايات المتحدة تمسك بخيوط اللعبة - المصدر 7, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 01:31 مساءً
في اللحظة التي كان يُفترض فيها أن تكون إسرائيل صاحبة القرار على حدودها الجنوبية، خرج تقرير موقع واللا العبري ليؤكد العكس تمامًا: واشنطن هي من تُمسك فعليًا بمفاتيح الميدان، وتتحكم بمصير المقاتلين الفلسطينيين، بل وبالممرّ الذي سيعبرون منه إلى مصر. لم يكن هذا مجرد تسريب دبلوماسي، بل إعلان واضح أن القرار الإسرائيلي بات مشروطًا بالموافقة الأمريكية، وأن ما يُرسم لغزة اليوم يتجاوز حدود الجغرافيا العسكرية نحو هندسة سياسية جديدة للمنطقة بأكملها.
???? واشنطن تملي… وتل أبيب تُنفّذ
اللافت في تقرير واللا أن المصدر الأمريكي هو من أعلن التفاهم، لا الإسرائيليون. هذا وحده كافٍ ليكشف عن طبيعة العلاقة الحالية بين الطرفين: إسرائيل لم تعد الطرف المقرر في الميدان، بل طرفًا منفذًا لإستراتيجية أمريكية أوسع.
تقول واشنطن إن مقاتلي حماس الذين يستسلمون سيتم نقلهم عبر "ممرّ آمن" إلى مصر.
من يحدّد هذا الممر؟ ومن يرسم حدوده؟ الإجابة جاءت واضحة من وزارة الدفاع الأمريكية، التي كلّفت وزيرها لويد أوستن بإبلاغ نظيره يوآف غالانت بأن الولايات المتحدة تشرف على الترتيبات الميدانية والإنسانية، وتريد "عبورًا منظمًا يجنّب صور المجازر".
لكن هذا التبرير الإنساني يخفي في جوهره هدفًا سياسيًا مزدوجًا:
من جهة، تريد واشنطن أن تُنهي المعركة من دون أن تبدو إسرائيل وكأنها انهزمت ميدانيًا أمام حماس؛ ومن جهة أخرى، تسعى لترسيخ نفوذها المباشر في إدارة ما بعد الحرب.
???? إسرائيل بين فقدان السيطرة وتضارب القرار
في الكنيست، وصف بعض النواب هذا القرار بأنه "هراء سياسي" و"تنازل مجاني لحماس".
لكن الحقيقة أبعد من ذلك: المسألة ليست تنازلًا، بل سحبًا تدريجيًا للقرار السيادي من يد تل أبيب.
إسرائيل التي كانت تتباهى بأنها "تحسم الحرب متى تشاء” تجد نفسها اليوم في موقع الدولة التابعة، تنتظر ضوءًا أخضر أمريكيًا لتتحرك أو تتراجع.
حتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي بنى خطابه على فكرة "الاستقلال في القرار الأمني"، بات يواجه واقعًا مغايرًا: الجيش الأميركي هو من يحدد مسارات الإجلاء، وسلاح الجو الأميركي هو من يضبط سقف الضربات.
هكذا، تحوّلت إسرائيل من "قوة إقليمية" إلى ملف أمني يُدار من البنتاغون، ضمن ترتيبات أوسع تشمل مصر وقطر وتركيا، وكلها تحت المظلة الأميركية.
???? الممرّ إلى مصر… طريق واشنطن إلى النفوذ
الحديث عن "الممرّ الآمن" ليس جديدًا.
فمنذ الأسابيع الأولى للحرب، طرحت واشنطن فكرة "الممرات الإنسانية” كجزء من خطة أوسع لإعادة توزيع السيطرة على القطاع.
لكن الجديد هو أن هذا الممر تحوّل إلى أداة استراتيجية لإعادة رسم خريطة النفوذ في غزة.
فخروج المقاتلين إلى مصر لا يعني فقط إنهاء القتال، بل يعني أيضًا فتح الباب أمام مرحلة جديدة من الإدارة الدولية للقطاع، حيث تتحول واشنطن إلى المشرف الفعلي على أي ترتيبات أمنية، سواء عبر قوات مراقبة أو لجان تنسيق.
من الناحية الجغرافية، ممرّ رفح الذي يفصل غزة عن سيناء يُعتبر شريان القرار الأميركي–المصري المشترك.
فمصر تُنفّذ، لكن واشنطن هي التي ترسم، وهي التي ستحدّد لاحقًا من يعود ومن يُمنع من العودة.
???? بين الأمن والسياسة: خريطة جديدة تُرسم
التفاهم الأميركي–الإسرائيلي حول المقاتلين ليس مجرد خطوة إنسانية كما يُقدَّم، بل هو إعلان عن بداية مرحلة إدارة الحرب الأميركية المباشرة.
فالممرّ الآمن يشبه – في جوهره – الخطوط التي رسمتها واشنطن في العراق وسوريا قبل عقدين:
تبدأ بخط إنساني وتنتهي بوصاية كاملة على الأرض.
الولايات المتحدة لا تبحث عن وقف إطلاق النار بقدر ما تسعى إلى إعادة ضبط المشهد الاستراتيجي في غزة بما يضمن بقاءها اللاعب الأول في الشرق الأوسط.
وحتى في حال التوصل إلى "هدنة"، ستكون هي من يرعى الاتفاق ويراقب تنفيذه، لتصبح حارس التوازن الجديد بين إسرائيل والعالم العربي.
???? ما وراء الأبواب المغلقة
تشير مصادر عبرية إلى أن اجتماعات مغلقة بين غالانت وأوستن ناقشت ليس فقط الممر الآمن، بل أيضًا شكل السلطة التي ستُدير غزة بعد الحرب.
الخطة الأميركية – وفق التسريبات – تقوم على ثلاث مراحل:
1. عبور المقاتلين إلى مناطق محددة في سيناء بإشراف مصري – أميركي.
2. تثبيت هدنة إنسانية برعاية قطرية وتركية.
3. تشكيل مجلس إدارة مدني فلسطيني تحت إشراف دولي غير مباشر، وبضمانات أميركية وإسرائيلية مشتركة.
أي أن ما كان يُروّج له كممرّ إنساني تحوّل عمليًا إلى معبر سياسي نحو "غزة الجديدة"، التي لن تكون تحت حكم حماس ولا تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، بل تحت إدارة أمنية ترعاها واشنطن.
إسرائيل تخرج من دائرة القرار
القراءة الدقيقة لما يجري تُظهر أن الولايات المتحدة لم تعد ترى في إسرائيل شريكًا متكافئًا، بل أداةً ضمن مشروعها الإقليمي.
فكلّ خطوة، من الهدنة إلى الإجلاء، تمرّ عبر توقيع أميركي أولاً.
حتى الإعلام العبري بدأ يستخدم تعبير "بموافقة البنتاغون"، بدل "بقرار الجيش الإسرائيلي".
هذه ليست مجرد دلالات لغوية، بل تحوّل بنيوي في العلاقة:
من تحالف استراتيجي إلى تبعية عملية.
واشنطن تمسك بالميدان، وتتحكم بالحدود، وتفرض الإيقاع السياسي، فيما تحاول تل أبيب أن تحفظ ماء وجهها أمام جمهورٍ غاضبٍ يرى جيشه يفقد قراره شيئًا فشيئًا.
بين رفح والبنتاغون… من يملك القرار؟
إن كان الممر الآمن هو البداية، فالممر السياسي هو الهدف.
واشنطن لا تُنقذ مقاتلي حماس من أجلهم، بل تُنقذ نفسها من فوضى عسكرية قد تُفجّر الإقليم.
لهذا السبب، تمسك بالخيوط كلها: من الميدان إلى الإعلام، من القصف إلى المفاوضات.
لقد أصبحت غزة مختبرًا جديدًا لإستراتيجية أميركية أكثر تعقيدًا من الحرب نفسها، عنوانها:
> السيطرة بلا احتلال، والنفوذ بلا وجود مباشر.
وفي الوقت الذي تُعلن فيه إسرائيل "الانتصار"، يعرف الجميع أن من انتصر فعلاً هو من كتب السيناريو وأدار المشهد — الولايات المتحدة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الولايات المتحدة تمسك بخيوط اللعبة - المصدر 7, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 01:31 مساءً

















0 تعليق