المصدر 7 - تُعد سواحل ولاية باهيا البرازيلية من أكثر الوجهات التي تجمع بين الهدوء الطبيعي والفخامة الراقية، حيث تتلاقى الغابات الاستوائية الكثيفة مع الشواطئ ذات الرمال البيضاء والمياه الفيروزية. وفي قلب هذا الجمال الساحر، يبرز فندق ومنتجع أوكسوا كاسا (Uxua Casa Hotel & Spa) في قرية ترانكوسو التاريخية، كتحفة فنية معاصرة ممزوجة بروح الماضي وثقافة المنطقة. يشتهر الفندق بتصميماته المبتكرة المعتمدة على مواد مُعاد تدويرها من البيئة المحيطة، وبفلسفة الضيافة التي تُراعي الاستدامة دون المساس بالأناقة والرقي. وقد أصبح هذا الملاذ وجهة مفضلة لعشاق السفر الباحثين عن تجربة استثنائية تجمع بين الفخامة الهادئة والتقاليد العميقة.

أصالة التصميم وروح المكان

تبدأ روعة الفندق من بصمة جيلبرت داس (Gilbert Das)، المدير الإبداعي السابق لعلامة الأزياء الشهيرة ديزل (Diesel)، والذي استطاع بموهبته الفذة تحويل مجموعة من البيوت الريفية داخل الغابة إلى واحات أنيقة. اعتمد داس في تصميماته على مواد محلية مُعاد تدويرها، مثل الأخشاب المستعادة من ورش بناء القوارب، والتي تحولت إلى طاولات عشاء فاخرة تمنح المكان حسًّا حميمًا وتاريخيًا في آن واحد. كما تُزيّن الأجواء الداخلية قطع فنية مفعمة بالألوان من أعمال الفنان السلفادوري المعاصر روبِم فالنتيم (Rubem Valentim)، إضافةً إلى أثاث وأقمشة صنعتها أيادٍ محلية من حرفيي باهيا.

هذه التفاصيل الدقيقة تمنح كل زاوية شخصية خاصة، وتُعزز الهوية الثقافية للمكان بطريقة متكاملة. ومع أن الإبداع طاغٍ في كل ركن، إلا أن الأجواء تظل بسيطة ومريحة لا تخلو من الدفء. زجاجات مزخرفة، إضاءات يدوية بنسج أعشاب النهر، مرايا عتيقة، ومنسوجات رائعة تُكوّن مشاهد فنية متناغمة مع البيئة الطبيعية المحيطة.

تجربة إقامة تلامس هدوء الطبيعة

يمتد الفندق وسط الغابات المطلة على ساحل باهيا الرملي الأبيض، حيث تُصبح الطبيعة جزءًا لا يتجزأ من التجربة نفسها. فالغرف محاطة بالأشجار الاستوائية التي تتمايل مع النسيم، بينما تفتح النوافذ الواسعة على مناظر خلابة تمنح الضيوف إحساسًا بالخصوصية والسكينة.

تضم كل وحدة ضيافة حمامات أنيقة مليئة بالتفاصيل، مثل الحنفيات النحاسية والبلاط الملون بدرجات الوردي والأزرق والأخضر، ما يمنحها طابعًا فنيًا فريدًا. وتتكامل عناصر الخشب والمفروشات الطبيعية في خلق أجواء تبعث على الاسترخاء.

خدمات السبا تُعد أحد أبرز ملامح الإقامة في أوكسوا كاسا، حيث تُستخدم مستحضرات طبيعية مستمدة من مكونات محلية، ما يُجسد فلسفة الفندق القائمة على الانسجام مع البيئة. كما تُقدّم المطاعم المحلية تجارب طهي بطابع برازيلي يعكس روح المنطقة، بعيدًا عن المبالغة والافتعال.

الاستدامة كقيمة أساسية

يُعد الفندق من أوائل الفنادق في البرازيل التي تبنت نهج الاستدامة في جوهرها، حتى إنه أصبح ضمن المؤسسات التي تسعى إلى تطوير السياحة المسؤولة في البلاد. فقد تم قبول أوكسوا كاسا كأحد الموقعين على مبادرات بيئية ذات معايير عالمية للحفاظ على الموارد الطبيعية وتشجيع التنمية المستدامة.

ولم يكن هذا الالتزام شكليًا؛ إذ تدعم إدارة الفندق الحرفيين المحليين وتُشرك المجتمع في مشاريعه الإبداعية. كما تُسهم المواد المعاد تدويرها في تقليل الأثر البيئي للمكان، بينما تُحافظ البرامج البيئية على ثراء الغابة الاستوائية والمناطق المحيطة بها. وإلى جانب ذلك، يشارك جيلبرت داس في فعاليات عالمية مثل مؤتمر المناخ (COP)، ما يعكس سعيه المستمر لنشر الوعي بقضايا المناخ والاستدامة.

في عالم يسعى فيه الكثيرون إلى الرفاهية المجردة، يبرز أوكسوا كاسا كنموذج فريد يجمع بين الأناقة الراقية والاستدامة الحقيقية. فهو ليس مجرد فندق، بل رحلة تغوص بك في عمق الطبيعة والثقافة البرازيلية، حيث يُحتفى بالجمال والروح المحلية والإبداع المعاصر. وإذا كنت تبحث عن تجربة أصيلة تُشعرك بالانغماس في جمال الطبيعة ودفء الثقافة مع لمسة فنية لا تُنسى، فإن سواحل باهيا وملاذها الفريد تنتظرك بأبواب مفتوحة.