أغرب حالات التوأم المتطابق التي حيّرت الطبّ - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أغرب حالات التوأم المتطابق التي حيّرت الطبّ - المصدر 7, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 05:00 مساءً

المصدر 7 - تُعَدُّ حالاتُ التوّأمِ المتطابِقِ من أكثرِ الظواهرِ الطبيّةِ إثارةً للدهشة؛ إذ لا تقتصر غرابتها على الشبهِ الظاهريِّ وحدَه، بل تتنوّعُ أسبابُها بين طوارئٍ جينيّةٍ ونماذجٍ نادرةٍ في التطوّر الجنينيّ، وتفتحُ أحيانًا أبوابًا واسعةً إلى مُسائلٍ قانونيّةٍ واجتماعيّةٍ وأخلاقيّة. سنستعرضُ أربع حالات بارزة وكلُّها موثّقةٌ طبيًّا، تُظهِرُ حدودَ فهمنا للتوريثِ والهويةِ والهوّية الحيويّة، مع توضيحِ كيفيةِ تعاملِ الدولةِ والمجتمعِ والطبيب مع كلّ حالةٍ.

ظواهر طبية غريبة عن التوأم المتطابق

1. تشيميريّةُ الإنسان

الحقائق: في أوائلِ القرنِ الحادي والعشرين، واجهت ليديا فيرشايد اتهاماتٍ بالاحتيال لأنَّ اختباراتِ الحمضِ النوويّ (DNA) لم تُطابقِ بينها وبين أطفالها، رغمَ أنها أنجبتهم فعلاً. تبين لاحقًا أنّها إنسانُ كيميرا (chimera) — أي حاوَتْ خليطًا من مجموعتيْنِ جينيّتَيْن ناتجَتَيْن عن امتصاصِ توأمٍ جنينيٍّ في المَرحلةِ المبكِّرة. هذا الاكتشافُ ألغى الشبهةَ القضائيّة، وبيّنَ حدودَ الاعتمادِ المطلقِ على عيناتِ نوعٍ واحدٍ (مثلُ مسحةِ الخد) في تثبيتِ الأمومة أو الأبوة.

كيفيةُ تعامل الدولة والطبيب: تعاملت محاكمُ الولاياتِ المتحدة مع الحالة بحذرٍ؛ إذ فرضت أخذَ عيناتٍ متعدِّدةٍ (دمٍ، أنسجةٍ من أماكنٍ مختلفة) لإثباتِ الصلةِ البيولوجية، وتمَّ توجيهُ نقدٍ لآلياتِ الاعتمادِ الأوتوماتيكيِّ على نتائجِ فحصٍ أحاديٍّ كأساسٍ لقراراتٍ قانونيّةٍ خطيرة. تعليمُ القضيّةِ أنَّ التشخيصَ الجينيَّ يجب أن يقترنَ بتدابيرٍ سريريّةٍ وإجرائيةٍ أشمل.

2. الرجلُ الذي «أنجبَه» توأمُه: حالاتُ التتِراجاميتِيك تشيميريّة وارتباكُ الأبوة

الحقائق: وثّقتْ أبحاثٌ طبيةٌ حالاتٍ أبلغت فيها اختباراتُ الأبوةِ عن استبعادِ الرجلِ كأبٍ، قبل أن تكشف تحاليلٌ موسّعةٌ أنّ الرجلَ حامِلٌ لخطّيْنِ جينيّيْن (تتِراجاميت تشيميرا)، فكانتُ خَلاياُ الحيْد (germline) لدى الرجلِ أحيانًا منسوبةً وراثيًا لتوأمهِ غيرَ المولودِ؛ ما أدّى إلى ظاهرةٍ تكلَّفَتْ بها دراساتٌ جنائيّة وطبيّة. تُعدُّ هذه الحالاتُ نادرةً لكنها تُحدِثُ تبعاتٍ قانونيّةً في قضاياِ الأبويّةِ والتبرُّعِ بالخلايا والزرع.

كيفيةُ تعامل الدولة والطبيب: صارَ النهجُ المتّبعُ يتضمّنُ: طلبَ عيناتٍ متعدِّدةٍ من نسيجٍ مختلف، استخدامَ تقنيّاتٍ جينيّةٍ متقدّمةٍ (microarray, SNP-analysis)، وإشراكَ خبراءٍ وراثيّين في الإجراءات القضائية لضمانِ تفسيرٍ علميٍّ لسِجلاتِ الأبويّةِ. كما وُضِعَتْ توصياتٌ للعياداتِ الإنجابيةِ لاختبارِ المرضى عند وجودِ نتائجٍ متناقضةٍ.

توأمانِ متطابِقانِ أُبعدا عندَ الولادةِ فَتشابَها أحوالُ حياتِهما

الحقائق: قضى الباحثون عقودًا في دراسةِ التوأمينِ المنفصلَيْن: جيم لِويس وجيم سبرينغر، اللذين انفصلا وتربَّيا في بيئتين مختلفتين، ثم تلاقَيا لاحقًا ووجدا تشابُهاتٍ مذهلةً في أسماءِ أطفالِهما، أنماطِ سائقتهما، هواياتِهما وسطوعِ سماتٍ شخصيّةٍ متقاربةٍ. استُخدمت قصّتهما لبحثِ نسبِ التأثيرِ الوراثيِّ مقابل البيئيِّ (nature vs. nurture).

كيفيةُ تعامل الدولة والطبيب: لم تَكُن هنالك آثارٌ قانونيّةٌ مباشرةٌ على مستوى الدولة، لكنَّ القضيّةَ دفعت المؤسسات البحثية إلى صياغةِ بروتوكولاتٍ أخلاقيّةٍ عندَ دراسةِ توائمٍ مفصولةٍ، وضبطِ معاييرِ الخصوصيّةِ والموافقةِ الإعلاميةِ للمُشاركين في هذه الدراسات.

لتوأمُ الملتصقُ 

الحقائق: تُعدُّ حالاتُ التوائمِ الملتحِمة (conjoined) من أقدمِ وأعقدِ التحدياتِ الطبيّة. أشهرُها تشانغ وإنغ (Chang and Eng Bunker) اللذان شهدا العالَمَ في القرنِ التاسع عشر، كما برزتْ حالاتٌ حديثةٌ في مستشفياتٍ عالميّةٍ نجحَت فيها فِرَقٌ جراحيّةٌ متعدّدةُ التّخصّصاتِ في فصلِ توائمٍ مُعقَّدةٍ وإنقاذِ حياتِهما.

كيفيةُ تعامل الدولة والطبيب: توفِّرُ الدولُ الحديثةُ دعماً طبيًّا متخصّصًا (تحويلُ الحالاتِ إلى مراكزِ جراحةٍ مركزية، تأمينُ فرقٍ متعددةِ الاختصاصات، تمويلُ العملياتِ باهظةِ التكلفة). كما تتولّى دوراتُ تدريبٍ وتنسيقًا دوليًّا في حالات الطوارئِ النادرةِ، ويتضمّنُ التعاملُ مراعاةً أخلاقيّةً لحقوقِ الأهلِ والطفلِ وخططِ إعادةِ التأهيلِ النفسيّ والاجتماعيّ بعد الجراحة.

تُدلُّ الحالاتُ المذكورةُ على أنَّ الهرموناتِ الوراثيّةَ والتطوّرَ الجنينيَّ أعمقُ تعقيدًا من أن تُحصرَ بفهمٍ سطحيّ. تتقاطعُ الطبّ والحقوق والقانونُ والآدابُ العامةُ حينَ تخرجُ نتائجُ التحاليلِ عن مسارِها الاعتياديّ، ما يَتطلّبُ بروتوكولاتٍ طبيةً وقضائيّةً مرنةً متوافقةً مع التقدّمِ الجينيِّ. كما تُثبِتُ أهميةَ الإعلامِ العلميِّ الذي يُبسِّطُ هذه القضاياَ دونَ تهويلٍ، ويَعرضُها بطريقةٍ تحفظُ كرامةَ الأفرادِ وخصوصيّتهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق