المصدر 7 - توصلت دراسة علمية حديثة إلى كشف قد يغير فهم الأوساط الطبية لظاهرة "كوفيد طويل الأمد"، بعدما رصد الباحثون وجود تجمعات دقيقة غير طبيعية في دم المصابين بهذه الحالة المزمنة، ما يفتح الباب أمام تفسير محتمل لأعراضها المستمرة.

الدراسة التي أجرتها جامعة ستيلينبوش في جنوب إفريقيا، ونُشرت في مجلة The Journal of Medical Virology، قامت بفحص عينات دم من مصابين وغير مصابين بكوفيد طويل الأمد.ووجد الباحثون أن المرضى يحملون مستويات مرتفعة من الجلطات الدقيقة المصاحبة لشبكات معقدة تعرف باسم "مصائد العدلات خارج الخلية" (NETs).

ويرى العلماء أن "كوفيد طويل الأمد" حالة متعددة الأسباب، تشمل بقايا الفيروس في الجسم أو استجابة مناعية شاذة، لكن نتائج الدراسة تشير إلى أن الالتهاب المزمن واضطرابات التخثر قد يكونان أيضاً جزءاً من الصورة، ما يفسّر أعراضاً مثل الإرهاق المستمر والضباب الدماغي.

والمُلفت في الدراسة أن الباحثين لاحظوا ترابطاً واضحاً بين الجلطات الدقيقة وشبكات العدلات، ما يشير إلى أن هذه الشبكات قد تعمل كـ"درع" يمنع الجسم من التخلص من الجلطات، وهو ما قد يفسّر استمرار الأعراض لفترات طويلة.

ويرجّح الفريق أن زيادة تكوّن هذه الشبكات يساهم في تثبيت الجلطات الدقيقة داخل مجرى الدم، الأمر الذي يفاقم الأعراض ويطيل بقاء المتلازمة لدى بعض المرضى. ورغم أهمية هذه النتائج، يؤكد الباحثون أن دور الجلطات الدقيقة في نشوء الاضطراب ما يزال غير محسوم بالكامل، وقد تكون مسؤولة فقط لدى بعض المرضى دون غيرهم.

ومن أبرز مخرجات الدراسة تطوير خوارزمية قادرة على التمييز بدقة بين المصابين بكوفيد طويل الأمد والأصحاء، اعتماداً على المؤشرات الحيوية المرتبطة بهذه الجلطات والشبكات، ما يمهد الطريق نحو فحوصات تشخيصية أكثر دقة في المستقبل.

وبينما يواصل ملايين الأشخاص حول العالم معاناتهم من هذا الاضطراب الغامض، يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم آلياته، وقد يسهم في تطوير علاجات جديدة تخفف من آثار المرض على المدى الطويل.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك