نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيارة الملك إلى جاكرتا… حين يذهب الأردن شرقًا ليصنع توازنه الجديد #عاجل - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 07:44 مساءً
كتب زياد فرحان المجالي – تحليل خاص
في زمن تتغيّر فيه موازين القوى، ويعيد العالم ضبط اتجاهاته السياسية والاقتصادية، يتحرك الأردن بثقة نحو الشرق، حيث ترتسم ملامح اقتصاد المستقبل. زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جاكرتا لم تكن مجرد زيارة رسمية، بل خطوة مدروسة تُعيد للأردن مكانته في شبكة تحالفات عالمية جديدة لا تتشكل في العواصم التقليدية، بل في الدول الصاعدة ذات الوزن الاقتصادي المتنامي.
منذ 75 عامًا تربط الأردن وإندونيسيا علاقةٌ هادئة لكنها عميقة. واليوم، تأتي زيارة الملك لتمنح هذه العلاقة أبعادًا اقتصادية واستراتيجية غير مسبوقة، عبر فتح شراكة مع الصندوق السيادي الإندونيسي، وتعزيز التعاون في التعدين والصناعة والتكنولوجيا والأمن السيبراني والمنتجات الحلال. وهي قطاعات تمثل الاقتصاد الحقيقي القادم، لا اقتصاد الأمس.
سنغافورة… البوابة التي سبقت جاكرتا وتكمل معناها
لا يمكن عزل زيارة الملك لإندونيسيا عن المحطة المفصلية التي سبقتها: سنغافورة.
هذه الدولة الصغيرة — التي لا تملك موارد ولا مساحات ولا عمقًا جغرافيًا — أصبحت خلال خمسين عامًا واحدة من أقوى اقتصادات آسيا.
وسبب ذلك لم يكن الموارد، بل فن الإدارة، والانضباط، والاستثمار في الإنسان.
هذه المحطة لم تكن بروتوكولًا. كانت رسالة تقول إن الأردن يتعلم من نموذج الانجاز الأصعب:
دولة صغيرة صنعت تأثيرًا عالميًا.
اقتصاد بلا نفط صنع ثروته من الانضباط والإدارة.
مركز مالي وتكنولوجي ينافس عواصم العالم.
الملك عندما يزور سنغافورة ثم ينتقل إلى إندونيسيا، فهو يرسم طريقًا واضحًا:
الأردن لم يعد ينتظر الدعم… الأردن يذهب إلى المصادر الجديدة للقوة.
جاكرتا… تحالف أكبر دولة إسلامية مع أعمق موقف عربي
إندونيسيا ليست فقط اقتصادًا صاعدًا؛ هي أكبر دولة إسلامية في العالم، وصوت مؤثر في كل المحافل الدولية.
ولذلك، حمل الملك معه ملفين أساسيين:
1. شراكات اقتصادية تفتح للأردن أسواقًا واستثمارات جديدة.
2. موقف أخلاقي وسياسي ثابت تجاه غزة والقدس.
جلالته أكد — وبوضوح — على ضرورة الالتزام باتفاق إنهاء الحرب، ووقف التصعيد في الضفة، ومنع الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وهذا خطاب لا تمارسه كل الدول اليوم… بل فقط من بقي وفيًا للقضية عندما خفُت صوتها.
الشرق خيارٌ أم ضرورة؟
التحرك الأردني شرقًا ليس بديلًا عن الغرب، بل توازنًا جديدًا.
الغرب يعيش أزماته.
الشرق يصعد بقوة.
والأردن، بقيادة الملك، لا يريد أن ينتظر على هامش التغيير، بل أن يكون جزءًا من اللعبة الجديدة:
شراكات مع صندوق سيادي آسيوي.
تعاون في التكنولوجيا والأمن السيبراني.
فتح أسواق ضخمة للمنتجات الأردنية.
تحالف مع دول إسلامية كبرى في الموقف السياسي تجاه فلسطين.
خلاصة المشهد
زيارة الملك إلى سنغافورة ثم إندونيسيا ليست رحلة سياسية…
إنها إعادة تموضع.
إنها خطوة في بناء اقتصاد المستقبل.
وهي في النهاية رسالة تقول:
الأردن دولة صغيرة لكن قرارها كبير،
وإن ذهب إلى الشرق فهو يذهب بثقة،
وإن عاد من الشرق فإنه يعود بقوة.
حفظ الله الأردن والهاشميين…
وحفظ قائدًا يعرف أين يريد أن يأخذ وطنه، وكيف يصنع مكانه في عالم لا ينتظر أحدًا.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : زيارة الملك إلى جاكرتا… حين يذهب الأردن شرقًا ليصنع توازنه الجديد #عاجل - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 07:44 مساءً


















0 تعليق