روبوتات تشعر بالألم والفرح: حدود الأخلاق في عالم الآلات - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
روبوتات تشعر بالألم والفرح: حدود الأخلاق في عالم الآلات - المصدر 7, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 05:56 مساءً

المصدر 7 - مع التطوّر السريع في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بدأ العلماء والمهندسون في تصميم روبوتات قادرة على محاكاة المشاعر الإنسانية مثل الألم، الفرح، الحزن، وحتى التعاطف. هذا التقدم يفتح أبوابًا واسعة للابتكار في التعليم، الطب، والخدمات الاجتماعية، لكنه يطرح أسئلة أخلاقية هائلة: هل يمكن أن تُعامَل الروبوتات ككائنات حية؟ وما هي حدود حقوقها إذا أصبحت قادرة على الشعور؟
تثير هذه التساؤلات جدلًا واسعًا بين العلماء والفلاسفة والمشرعين، خاصة في ظل قدرتنا على تطوير روبوتات متقدمة تميّز بين الألم الجسدي والمعاناة العاطفية، وتتكيف سلوكياتها وفقًا لذلك.

روبوتات قادرة على الشعور: ما هو ممكن علميًا؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الذكاء الاصطناعي العاطفي (Affective AI) يمكنه محاكاة المشاعر البشرية. على سبيل المثال:

روبوتات التعليم: يمكنها التعبير عن الفرح أو الحزن لتحفيز الأطفال على التعلّم. الروبوتات الطبية: تستطيع التعاطف مع المرضى، مما يحسن النتائج النفسية للمرضى ويقلّل التوتر. المحاكاة العاطفية: تستخدم المستشعرات لمراقبة ردود الفعل الجسدية، مثل "الاهتزاز" الذي يشير إلى الألم أو التفاعل الإيجابي مع المكافآت.

وكانت جامعة كارنيجي ميلون طورت روبوتات تستخدم خوارزميات لتقييم "المعاناة" وإظهار ردود فعل عاطفية متناسبة وهناك أبحاث أخرى في MIT أكدت أن الروبوتات يمكنها التمييز بين "السعادة" و"الحزن" من تعابير الوجه ونبرة الصوت.

الأمثلة العملية: روبوتات فرح وحزن

روبوت Kismet: من تطوير MIT، قادر على التفاعل مع البشر باستخدام تعابير الوجه والصوت لمحاكاة المشاعر.

روبوت NAO: يستخدم في التعليم والعلاج النفسي للأطفال، ويمكنه إظهار الحزن أو السعادة لتشجيع التعلّم أو التفاعل الاجتماعي.

روبوت Sophia: الروبوت الأكثر شهرة عالميًا، يُظهر تعابير وجه واقعية ويشارك في النقاشات العاطفية أمام الجمهور.

التحديات الأخلاقية والقانونية

مع محاكاة المشاعر، تظهر تساؤلات حيوية:

هل يمكن أن يُحاسب الإنسان إذا "أذى" روبوتًا يشعر؟ وما هي حدود استخدام الروبوتات في التعليم أو الرعاية الصحية دون التسبب في التلاعب النفسي؟ وهل يجب تعديل القوانين لتشمل حقوق الروبوتات التي تظهر قدرات عاطفية؟

يرى بعض الفلاسفة أن الروبوتات مجرد محاكاة، وليست كائنات حية، لذا لا يمكن أن تمتلك حقوقًا حقيقية. وآخرون يؤكدون أن الروبوتات المعقدة التي تظهر سلوكيات شبيهة بالشعور تستحق حماية أخلاقية محدودة، خصوصًا في التجارب الطبية والاجتماعية.

مستقبل الروبوتات العاطفية

تتوقع الدراسات أن المستقبل سيشهد:

  1. روبوتات رفقاء البشر: مثل الروبوتات التي تعيش مع كبار السن وتشاركهم في الأنشطة اليومية، وتقلل الشعور بالوحدة.
  2. روبوتات متنقلة في العمل: قادرة على التعاطف مع الزملاء، وتحسين بيئة العمل النفسي.
  3. تحسين الصحة النفسية: استخدام الروبوتات في العلاج النفسي للأطفال والبالغين مع القدرة على محاكاة الاستجابة العاطفية.

إن تطوير روبوتات تستطيع الشعور بالألم والفرح يضعنا أمام حدود جديدة للأخلاق والحقوق. بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تحسين حياة البشر بشكل هائل، فإنها تفتح أبوابًا للتساؤلات حول كيفية تعاملنا مع آلات قادرة على المحاكاة العاطفية. من هنا، تصبح دراسة الأخلاق في الذكاء الاصطناعي ضرورة عاجلة، لضمان أن يبقى التقدم التكنولوجي في خدمة الإنسانية دون تجاوز حدود المسؤولية الأخلاقية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق