نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"غياب لافروف" يتصدّر المشهد الروسي... فُراق أم اتّفاق تحت عباءة بوتين؟ - المصدر 7, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 06:11 صباحاً
المصدر 7 - ماذا يحصل داخل أروقة الكرملين؟ سؤال مطروح على وقع التكهّنات وكثرة التحليلات التي تطاول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
"مهندس السياسة الخارجية الروسية"، "لسان بوتين في الخارج"، "الديبلوماسي المحترف"، "الدكتور لا". في منصبه منذ عام 2004، بنى لافروف صورته الديبلوماسية المخضرمة. على الضفّة الرسمية، أكّد المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات عدّة أن "لافروف يمارس مهماته كالمعتاد وكل التكهّنات لا تتوافق مع الواقع".
عندما احتاج بوتين إلى صوت ديبلوماسي حازم يوصل رؤيته للعالم، وجَد في لافروف الشخص المناسب. فبعد وصول بوتين إلى الحكم عام 2000 حصل اللقاء، حينها كان لافروف في الأمم المتحدة منذ عام 1994 ممثّلاً دائماً لروسيا. وبين أبناء الجيل نفسه - بوتين (1952) ولافروف (1950) - ثقة مهنية عالية واحترام متبادل.
إذن، تدق قضية جديدة أبواب الرئيس الروسي في اختبار لزعامته وقيادته. فماذا يحصل مع لافروف وهل فقَد دعم رئيسه؟
بوتين. (أ ف ب)
في المؤشرات...
لافروف الذي صرّح الثلاثاء بعد "غياب وجيز"، معروف بأسلوبه الحادّ وانتقاداته اللاذعة، فهل هُمّش؟ سؤال لا بدّ من طرحه مع ظهور مؤشرات عدّة.
غاب الوزير الروسي وهو العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن القومي عن اجتماع مهم، إذ أصدر بوتين فيه تعليماته للمسؤولين بصياغة اقتراحات لاستئناف التجارب النووية. إلّا أن وسيلة الإعلام الموالية للكرملين "كوميرسانت" نقلت عن مصدر مجهول أن لافروف كان "غائباً باتّفاق مسبق".
الأمر الثاني أن بوتين اختار شخصاً آخر لتمثيل روسيا في قمّة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا المقرّرة هذا الشهر، وهو الدور الذي تولّاه لافروف في مرّات سابقة، فأُسندت المسؤولية للمرّة الأولى إلى مكسيم أوريشكين، نائب رئيس الديوان الرئاسي.
وقد ترأس نائب رئيس الوزراء أليكسي أوفرشوك الوفد الروسي إلى قمّة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الشهر الماضي، الذي قاده لافروف في السنوات الأخيرة.
مع هذا المشهد، أفادت صحيفة "ذا إكونوميك تايمز" بأنّه "في آخر لقاء علني له مع بوتين أواخر تشرين الأول/أكتوبر، بدا لافروف متوتّراً ومنسحباً أثناء استضافته وزير خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي".
وتتحدّث رواية أخرى أن لافروف كان يرغب في التقاعد، لكن بوتين رفض ذلك. قناة "نيزيغار" تشير إلى "اكتئاب لافروف". وقال مصدر لها: "لافروف متعبٌ بالفعل، ويبدو أن لديه الآن مزيداً من المعارضين في الكرملين".
ويؤكّد المتخصص في الشؤون الروسية الدكتور مصطفى خالد المحمد، في حديث إلى "النهار"، أن لا "خلاف بين بوتين ولافروف، فهو جزء من هذا النظام الذي أقامه بوتين إبان حكمه. الرجلان يتعاونان في جميع الملفّات"، مذكّراً بأن "خلافاً حصل بين نائب وزير الخارجية السابق ميخائيل بوغدانوف ولافروف، فأعفى بوتين بوغدانوف من مهامه وأخرجه على التقاعد المبكر".
قمّة بوتين - ترامب
تعدّدت الروايات حيال غياب لافروف. إلّا أن أبرزها له أهمية كبرى خصوصاً مع إعادة الانفتاح الأميركي بقيادة دونالد ترامب على روسيا ورئيسها، وتتلّخص كالآتي: "هُمّش" لافروف بسبب فشل عقد قمّة بوتين وترامب في بودابست!
وأشارت وسائل إعلام روسية إلى أن لافروف مُلام على فشل ترتيب القمّة. وقالت صحيفة "موسكو تايمز": "بوتين ألحَق العار بلافروف بعد فشل قمّة ترامب".
في التفاصيل المتداولة، تسبّبت مكالمة وُصفت بأنها "كارثية ومتوتّرة" أجراها لافروف بنظيره الأميركي ماركو روبيو في 21 أكتوبر/تشرين الأول بتغيير موقف واشنطن، ودفعت ترامب إلى إلغاء القمّة. أمّا لافروف فأصرّ على أن المحادثة سارت "بشكل جيّد للغاية".
لافروف. (أرشيف)
وفي المكالمة، قال لافروف لروبيو إن مطالب روسيا لإنهاء الحرب، والتي تشمل تنازل أوكرانيا عن الأراضي التي لا تزال تحت سيطرتها ونزع سلاح جيش كييف، لم تتغيّر.
ويُضيف خالد المحمد: "لا يوجد انتهاء لعلاقة بوتين ولافروف، هي علاقة نظام ولافروف ركن منه. حكم بوتين قوي وسياسته مستمرّة في السيطرة على كل مفاصل الدولة بالإضافة إلى العملية العسكرية الخاصّة بأوكرانيا. لافروف ليس خارج عباءة الكرملين بل هو جزء منه".
"تعب وفقدان الحماسة؟"
لم تقف واشنطن عند قرار إلغاء القمّة، بل أتبعته إدارة ترامب بفرض عقوبات جديدة على موسكو. وفق مصدر مطّلع لصحيفة "فاينانشال تايمز"، فإنه "من الواضح أن لافروف متعب، ويبدو أنّه يعتقد أن لديه ما هو أهم من لقاء الولايات المتحدة أو التواصل معها، مهما كان ما يريده بوتين". وهنا التساؤلات: هل تعِب لافروف من الأوامر؟ هل يرى اللقاءات أو العلاقات مع واشنطن مضيعة للوقت؟ هل فقَد حماسته الديبلوماسية؟
ونقلت قناة "نيزيغار" عن مصادر لم تُكشف هويتها أن بوتين أجرى "محادثة جادّة" مع لافروف بعد مكالمته مع روبيو، وأضافت مصادر أخرى: "من الواضح أنّه فقَد ود بوتين، ويبدو أنّه حلقة ضعيفة".
غير أن لقناة "سكاي نيوز" البريطانية وجهة نظر أخرى، إذ رأت أن "لافروف جعل بوتين يبدو ضعيفاً وعاجزاً عن السيطرة على وزير خارجيته. وبوتين ليس من النوع الذي يُحب أن يضعف، وذلك على قاعدة السير أليكس فيرغسون الذهبية في إدارة كرة القدم: لا تدع لاعباً يكبر أكثر من النادي".
ختاماً، يكشف المحمد، خلافاً للتكهّنات، أن "لافروف يمهّد العلاقات بين روسيا والشرق الأوسط، وبدأ بتنسيق زيارة لبوتين إلى المنطقة، وقد تكون سوريا من ضمن هذه البلدان التي يزورها".




