"زيزو"... حين يتفوّق الهدوء على الضجيج - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"زيزو"... حين يتفوّق الهدوء على الضجيج - المصدر 7, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 10:41 صباحاً

المصدر 7 - لم يكن انتقال أحمد سيد "زيزو" مباشرةً من الزمالك إلى الأهلي مجرّد صفقة عادية، بل كان اختباراً حقيقياً لشخصيته ومهاراته الذهنية والفنية. فمنذ الإعلان عن الصفقة، تعرّض اللاعب لهجوم جماهيري ضخم وانتقادات واسعة حاولت التأثير على مستواه النفسي قبل أن يثبت نفسه على أرض الملعب. "زيزو"، بـ"عقلية أوروبية" نادرة، حوّل كل إساءة إلى حافز للتألق، مؤكداً أنّ الاحترافية تُقاس بالأداء والنتائج وليس بالكلمات.

تاريخياً، لم تشهد الكرة المصرية الكثير من الانتقالات المباشرة بين الأهلي والزمالك، ومع كل صفقة قليلة مثل هذه كانت هناك ضجة كبيرة تصاحبها في الشارع المصري.

توقف مثل هذه الصفقات لسنوات عدة، لكن في المواسم الأخيرة، نجحت إدارة الأهلي في ضم بعض نجوم الزمالك، وبينهم إمام عاشور وأشرف بن شرقي، إلا أنّ الصفقة الكبرى كانت بلا شك "زيزو".

منذ ظهوره الأول مع الأهلي، أظهر "زيزو" تركيزه داخل الملعب ونجح في تحويل الانتقادات إلى حافز للنجاح. مباراة السوبر المصري 2025 كانت البرهان الأقوى. في أول مواجهة رسمية له ضد فريقه السابق، ووسط سباب جماهيري مستمر قبل و اللقاء وفي أثنائه، ولم يرد "زيزو" بأي تصرّف سلبي، بل حوّل الضغوط إلى طاقة إيجابية داخل الملعب، وقدم أداءً مذهلاً، فكان الأنشط وصنع الهدف الأول، وقدم أداء متكاملاً هجومياً ودفاعياً، ليحصد جائزة أفضل لاعب في المباراة.

 

زيزو مع كأس السوبر المصرية. (وكالات)

 

لم تكن هذه القمة وحدها التي أبرزت شخصية "زيزو"، بل إنّ أرقامه ومساهماته منذ انضمامه إلى الأهلي تثبت أنه لاعب يعتمد عليه الفريق: 15 مباراة سجل خلالها ثلاثة أهداف وصنع سبعة، فضلاً عن مساهماته التهديفية. فقد أصبح عنصراً فنياً فعالاً في خط الوسط والهجوم، يخلق فرصاً ويسجل أهدافاً حاسمة، مع الالتزام التام للخطط التكتيكية التي يضعها الجهاز الفني. كل مباراة له مع الأهلي تعكس تطوّره المستمر ومستوى عالياً من الاحترافية.

ما يجعل تجربة "زيزو" أكثر تميزاً هو احترامه للملعب، والتزامه الشخصي خارج الخطوط. لم يسمح للإساءات أن تغير سلوكه أو تهزه نفسياً أو تجعله أحد اللاعبين أصحاب الأزمات الدائمة مع الجماهير، بل حوّلها إلى دافع، يظهر في كل تمريرة دقيقة، وكل هجمة مرتدة، وكل هدف يصنعه أو يسجله. رد فعله هذا لا يجعله نموذجاً للاعب محترف فحسب، بل أيضاً قدوة للشباب في كيفية مواجهة الضغوط والتحلي بالصبر والانضباط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق