المصدر 7 - في تطور أمني لافت يعيد إشعال التوتر بين موسكو وكييف، كشفت تقارير روسية أن جهاز الأمن الفيدرالي أحبط، الجمعة الماضية، محاولة اغتيال شويجو معقّدة كانت تستهدف سكرتير مجلس الأمن الروسي ووزير الدفاع السابق سيرغي شويغو، وذلك في عملية جريئة جرى التخطيط لها بدقة داخل العاصمة الروسية.

 وتأتي هذه التطورات وسط اتهامات مباشرة توجهها موسكو إلى الاستخبارات الأوكرانية، مؤكدة أن العملية الإرهابية كانت جزءًا من مخطط أكبر يستهدف كبار المسؤولين الروس في عدة مناطق داخل البلاد.

تفاصيل الكشف عن المخطط ومحاولة التنفيذ

أفادت وسائل الإعلام الروسية، وفي مقدمتها صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، أن العملية كانت ستتم داخل مقبرة ترويكورفسكويه الشهيرة في موسكو، وهي منطقة حساسة تخضع عادة لإجراءات أمنية مشددة، مما يعكس دقة التخطيط وجرأة منفذي المخطط. 

ووفق المصادر، فإن مجموعة من "المخربين" المرتبطين مباشرة بجهاز الاستخبارات الأوكراني كانت تستعد لتنفيذ الهجوم بواسطة كاميرا فيديو مفخخة مخبأة داخل إناء للزهور، في محاولة لتمويه المتفجرات وتجاوز الرقابة الأمنية.

شبكة المنفذين وطريقة التجنيد

كشف جهاز الأمن الفيدرالي أن الاستخبارات الأوكرانية قامت بتجنيد أربعة أشخاص للمشاركة في تنفيذ المخطط، بينهم مهاجر من آسيا الوسطى جرى استدراجه للمشاركة عبر إغراءات مالية ومخدرات، وهو ما اعتبرته موسكو أسلوبًا "إجراميًا" يستغل الفئات الضعيفة. 

كما أكدت وكالة "تاس" الروسية توقيف زوجين روسيين ومهاجر ثالث من آسيا الوسطى، وجميعهم يواجهون اتهامات تتعلق بـ"التحضير لعمل إرهابي يستهدف أحد كبار مسؤولي الدولة".

الأدلة المضبوطة ومسار التحقيقات

أشارت المصادر الأمنية إلى العثور على وسائل اتصال متعددة تحتوي على مراسلات مباشرة بين أفراد المجموعة وموظفين في الاستخبارات الأوكرانية، ما اعتبرته موسكو دليلًا قاطعًا على تورط كييف. 

كما كشفت التحقيقات في محاولة اغتيال شويجو عن وجود اتفاق يقضي بدفع مستحقات للمشاركين في العملية على شكل مواد مخدرة، وهو تفصيل أثار جدلًا واسعًا حول طبيعة الوسائل التي تستخدمها الجهات المحرضة.

اتهامات روسية وتداعيات سياسية

اتهم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي السلطات الأوكرانية في محاولة اغتيال شويغو بالعمل "بتوجيه من الغرب" لتنفيذ سلسلة من الهجمات داخل الأراضي الروسية، معتبرًا أن هذه العملية ليست سوى حلقة في سلسلة تهديدات تتعرض لها البلاد خلال الفترة الأخيرة.

 وترى موسكو أن استهداف شخصية بحجم شويغو يعكس نية واضحة لضرب الهيكل الأمني للدولة وزرع حالة من الفوضى عبر استهداف رموز سيادية رفيعة المستوى.