المصدر 7 - في عالم يزداد ارتباطًا بالتكنولوجيا، لم يعد التفاعل مع ألعاب الفيديو مقتصرًا على البشر فقط، إذ أثبتت تجارب علمية أن بعض الحيوانات قادرة على التعامل مع بيئات افتراضية بمهارة لافتة، ما يفتح الباب أمام أبحاث جديدة حول الإدراك والقدرات المعرفية في المملكة الحيوانية.

في كاليفورنيا، تمكنت أسود البحر التابعة للبحرية الأمريكية من استخدام أربعة أزرار بأنوفها للتحكم في المؤشر داخل بيئة افتراضية، حيث تتحرك في الاتجاهات الأربعة الأساسية، وتحصل على مكافأة من سمك الرنجة عند إتمام المهام بنجاح.

هذه التجارب تهدف إلى اختبار قدراتها الذهنية، لكنها وجدت منافسة قوية من الدلافين التي استطاعت التحكم بعصا ألعاب باستخدام أفواهها، لتثبت مستوىً متقدمًا من الإدراك بين الثدييات البحرية.

أما على اليابسة، فقد أظهرت تجارب في حدائق حيوان أوروبية أن الشمبانزي والأورانغوتان قادرون على البحث عن ثمار رقمية داخل ألعاب افتراضية، ليحصلوا على مكافآت حقيقية عند النجاح. وأكدت الدراسات أن الشمبانزي يستطيع حل المتاهات الافتراضية بكفاءة مشابهة للأطفال بين ثلاث وست سنوات، ما يعكس مستوى إدراكيًا متطورًا.

وفي عام 2021، كشفت أبحاث أن الخنازير قادرة على استخدام عصا ألعاب بأنوفها لتوجيه المؤشر نحو أهداف محددة على الشاشة، وهو إنجاز تطلب فهمًا مفاهيميًا ومهارات حركية دقيقة، ما أدهش الباحثين وأظهر إمكانيات غير متوقعة.

ولم تقتصر التجارب على الثدييات، إذ صُممت تطبيقات لوحية للقطط تمكنها من "صيد" أسماك ومخلوقات رقمية عبر لمس الشاشة بأقدامها، ما يعكس انتشار التفاعل بين الحيوانات والتكنولوجيا في الحياة اليومية.

ويرى العلماء أن هذه التجارب لا تهدف إلى تحويل الحيوانات إلى لاعبين محترفين، بل إلى فهم أعمق لقدراتها الإدراكية وكيفية استغلال هذه المهارات في الأبحاث المستقبلية، مؤكدين أن ألعاب الفيديو قد تصبح أداة علمية لفهم الذكاء الحيواني بشكل أدق.