الفضائح المتتالية تثير تساؤلات خطيرة حيال حيادها... أزمة "بي بي سي" مع ترامب تتفاقم - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفضائح المتتالية تثير تساؤلات خطيرة حيال حيادها... أزمة "بي بي سي" مع ترامب تتفاقم - المصدر 7, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 06:30 صباحاً

المصدر 7 - تواجه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أزمة غير مسبوقة، بعد توليف مُضلّل لخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يواصل التهديد بمقاضاتها. ورغم محاولات تهدئة الجدل، أدّت الضغوط والاستقالات وتداعيات الملف المسرّب إلى تعميق الأسئلة حيال حياد المؤسسة ومستقبلها، خاصة بعد فضائح هزّت قيادتها على مرّ السنين.

اندلعت الضجة الأخيرة بعد أيام من نشر صحيفة "ديلي تلغراف" اليمينية تفاصيل من مذكرة داخلية جمعها المستشار السابق لمعايير التحرير الخارجية لـ"بي بي سي" مايكل بريسكوت.

أثارت المذكرة مخاوف بشأن كيفية تحرير برنامج "بانوراما" الوثائقي التابع لهيئة الإذاعة البريطانية لخطاب ترامب في 6 كانون الثاني/يناير 2021، خلال انعقاد الكونغرس لتصديق فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية على ترامب. بُثّ البرنامج قبل أيام من الانتخابات الأميركية لعام 2024، حيث دمج ثلاثة اقتباسات من مقطعين من الخطاب، أُلقيا بفارق ساعة تقريباً، ليُشكّلا ما بدا أنه اقتباس واحد لترامب، بدا فيهما كأنه يحثّ أنصاره صراحةً على السير إلى مبنى الكابيتول و"القتال بشراسة". ومن بين الأجزاء التي حُذفت، مقطعٌ قال فيه ترامب إنه يريد من أنصاره التظاهر سلمياً. 

إثر ذلك، قدّم كلٌّ من المدير العام لـ"بي بي سي" تيم ديفي، ورئيسة قسم الأخبار ديبورا تورنيس، استقالتيهما. وقد حاولا إصدار بيان سريع يعترف بالخطأ، لكن مجلس إدارة المؤسسة أوقف الخطوة بسبب خلافات بشأن مدى الاعتراف بالمسؤولية: هل يقتصر الأمر على خطأ في التحرير أم أنه مؤشر إلى تحيّز مؤسسي أوسع؟ هذا الصراع الداخلي أدى إلى صمت استمر سبعة أيام، ما فتح الباب أمام موجة اتهامات سياسية وإعلامية، وصلت إلى البيت الأبيض.

بعدها، قدّمت "بي بي سي" اعتذاراً علنياً لترامب بشأن تعديل خطابه، لكنها قالت إنها "تعارض بشدّة وجود أساس لدعوى التشهير" كما رفضت دفع تعويض، في الوقت الذي يخطط فيه ترامب لمقاضاتها بمبلغ مليار دولار.

 

صراع ترامب ووسائل الإعلام
تُمثل هذه اللحظة لحظة محورية في الصراع الدائر بين ترامب ووسائل الإعلام. لقد واجهت ما لا يقل عن ست شركات إعلامية كبرى تهديدات قانونية من ترامب هذا العام. اختار بعضها المواجهة، بينما اختارت أخرى الاستسلام. 

في الولايات المتحدة، هذا العام، أثبت ترامب براعته في ممارسة الضغط السياسي والقانوني على مالكي وسائل الإعلام، وانتزع من بعضهم تسويات مالية وغيرها من التنازلات.

 

ويبدو أن "بي بي سي" ستدافع عن نفسها بدلاً من السعي الفوري لتسوية الأمر خارج المحكمة، إذا أقدم ترامب على رفع دعوى قضائية.

ويخشى نقّاد الإعلام والمستهلكون من أن محاولات ترامب للترهيب والهيمنة قد دفعت الصحافيين إلى تخفيف تقاريرهم العدوانية وممارسة الرقابة الذاتية عليها.

 

"بي بي سي" في مرمى الانتقادات
منذ تأسيسها قبل أكثر من قرن، عام 1922، لم تكن هيئة الإذاعة البريطانية العامة المموّلة من القطاع العام بعيدة عن الجدل. 

لطالما اتهم النقاد الهيئةَ بميلها إلى اليسار، على رغم أن البعض اتهمها أيضاً بالحذر الشديد في تحدّي حكومات حزب المحافظين المتعاقبة.

واتُهمت الهيئة أخيراً بالتحيّز ضد ترامب، وهو ما يُشير، وفق ما يقول معارضوها، إلى تحيّز ليبرالي متأصل داخل المؤسسة.

بالإضافة إلى مسألة خطاب ترامب، اتّهم تقرير بريسكوت "بي بي سي" بإظهار تحيز منهجي في تغطيتها للانتخابات الأميركية، وقضايا التنوع العرقي، والحرب بين إسرائيل و"حماس"، وحقوق المتحوّلين جنسياً.

 

صحافيون امام مكاتب

 

الفضائح هزت "بي بي سي" 
هذه الفضيحة ليست أوّل جدل يُصيب الهيئة البريطانية أو يُطيح بأحد قادتها.

في 2012، استقال جورج إنتويستل من منصبه كمدير عام احتجاجاً على قرار برنامج "نيوزنايت" بعدم نشر تقرير يفيد بأن الفنان جيمي سافيل، أحد أشهر مقدمي البرنامج، والذي توفي العام السابق، كان يعتدي جنسياً على فتيات. كما ربطت الهيئة، خطأً، سياسياً بارزاً بالتعدي الجنسي على الأطفال. 

في 2023، استقال رئيس مجلس إدارة "بي بي سي" ريتشارد شارب، بعدما كشف تقرير عن تضارب محتمل في المصالح، يتعلّق بدوره في ترتيب قرض قبل أكثر من عامين لرئيس الوزراء حينها بوريس جونسون. عُيّن شارب، المصرفي السابق، في منصب رئيس "بي بي سي" بناءً على توصية من الحكومة بعد أسابيع من مساعدته في ترتيب خط الائتمان.

في 2021، اعتذر ديفي بعد تقرير كشف عن أن مارتن بشير استخدم سجلات مصرفية مزورة لخداع شقيق الأميرة ديانا للحصول على مقابلة مثيرة معها عام 1995. 

وفي 2023، أُوقف هيو إدواردز، مذيع الأخبار الأعلى أجراً عن العمل بسبب مزاعم بأنه دفع لمراهق مقابل صور جنسية صريحة. وأقرّ لاحقاً بالذنب.

في الصيف الماضي، وجد ديفي نفسه مجدداً في موقف دفاعي عندما لم تقطع "بي بي سي" بثّ ثنائي الراب بوب فيلان، بعدما قادا الجمهور في مهرجان غلاستونبري في هتاف "الموت للجيش الإسرائيلي".

في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فرضت هيئة تنظيم الإعلام البريطانية عقوبات على "بي بي سي"  بسبب فيلم وثائقي "مضلل" عن حياة الأطفال في غزة لفشلها في الكشف عن أن والد الطفل الراوي كان يشغل منصباً في إدارة "حماس".

في ظل تصاعد الضغوط واستمرار التشكيك في حيادها، تبدو "بي بي سي" مقبلة على مرحلة دقيقة يرى خبراء أنها تتطلب مراجعة عميقة لنهجها التحريري. فكل خطوة أو خطأ سيصبح مادة للجدل، فيما يبقى الحفاظ على الثقة العامة تحدياً محورياً لمؤسسة تتعرض لانتقادات من كل الاتجاهات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق