المصدر 7 - انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه إنه يصوّر إقلاع مقاتلات مصرية لإسناد الجيش السوداني في عملياته ضد قوات الدعم السريع. الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يظهر الفيديو مقاتلات على مدرج خلال اقلاعها. وكتب عليه: "نسور الجو القوات الجوية المصرية"، وأرفقته حسابات بتعليق (من دون تدخل): "عاجل- طيران مجهول يقصف مليشيات الدعم السريع في مناطق المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا، ومناطق في الفاشر بالسودان".

حقيقة الفيديو

ولكن بعد تفكيك الفيديو إلى صور، عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أنه يعود إلى مقاتلات أميركية من طراز إف-16 فالكون خلال إقلاعها من قاعدة غونسان الجوية في كوريا الجنوبية.

وبحسب موقع dvidshub.net الأميركي،تم تصوير هذا الفيديو بتاريخ 12 آب/أغسطس 2014 على يد الرقيب خوسيه رودريغيز، وتم نشره بتاريخ 13 منه.

لقطة من الفيديو المنشور في موقع DVIDS

ووفقا للوصف المرفق بالفيديو، فإنه يصوّر مقاتلات من طراز إف-16 فالكون تابعة للجناح المقاتل الثامن، خلال اقلاعها للتوجه الى الاسكا، للمشاركة في مناورات "العلم الأحمر" التي كانت مقررة حينها في قاعدة إيلسون الجوية بألاسكا، من 7 آب/اغسطس 2014 الى 22 منه، للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

كذلك، نشرت الفيديو قاعدة غونسان الجوية في كوريا الجنوبية في حسابها ب بتاريخ 13 آب/أغسطس 2014، بعنوان: "مقاتلات إف- 16 فالكون تقلع للمشاركة في مناورات العلم الأحمر". ويظهر المقطع ابتداء من الدقيقة 2:06.

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قاعدة كونسان الجوية في يوتيوب، في 13 آب 2014

يشار الى انه لم تُنشَر أخيراً أي تقارير إخبارية أو بيانات رسمية عن تدخل مصر في الحرب ضد قوات الدعم السريع.

وكان قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو وجّه اتهامات الى مصر، في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024، عبر مقطع فيديو نشره على حسابه في إكس، قبل أن يحظره التطبيق في ما بعد.

ونشرت  الفيديو في 10 منه، ويظهر فيه دقلو متهما الطيران المصري بدك قواته في جبل مويه، وواصفا القوات الجوية المصرية بـ"القوة القاهرة"، لما تمتلكه من طيران حديث.  

وردّت يومذاك وزارة الخارجية المصرية على دقلو، في بيان نشرته على صفحتها في فايسبوك في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024، نفت فيه هذه الاتهامات. ووصفت قوات الدعم السريع بـ"المليشيات".

بيان وزارة الخارجية المصرية

تعبئة عامة 

من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الجمعة الماضية، التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة، ما استدعى ردّاً من قوات الدعم السريع. 

وقال البرهان من السريحة: "سنواصل القتال ضد قوات الدعم السريع، ولا نهاية للحرب إلاّ بالقضاء عليهم".

واعتبرت الدعم السريع أن "إعلان البرهان التعبئة ورفضه التفاوض رسالة لمن يظن أنّه قد يستجيب لمبادرات إنهاء الحرب". وذكرت أن "إعلان البرهان التعبئة ورفضه التفاوض رد على تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورسالة للمجتمع الدولي".

ويعكس موقف البرهان استمرار الاشتباكات التي اندلعت منذ نيسان/أبريل 2023، وتشهد دارفور والجزيرة ومحافظات أخرى عمليات عسكرية مكثّفة، ونزوحاً واسعاً للمدنيين.

والتحرك من السريحة في الجزيرة مهم استراتيجياً، إذ تُعد الولاية مركزاً زراعياً حيوياً في السودان، والسيطرة عليها تُعد مفتاحاً لتمويل الدولة والتحكم في مناطق النزاع. وسبق أن أعلن الجيش السوداني جهوزية وحداته لإعادة السيطرة على الجزيرة.

والخميس الماضي، استهدفت طائرات مسيّرة، مدينة مروي شمال السودان، التي تضم أحد أكبر السدود في البلاد. وهي تقع ضمن منطقة خاضعة لسيطرة الجيش، الذي اتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم.

وقال مصدر في الاستخبارات السودانية: "إنّ سبعة صواريخ أُطلقت على المدينة". وأكد شهود عيان أنّ عدد "الانفجارات بلغ نحو 28 بين منتصف الليل والفجر".

الخلاصة: الفيديو المتداول لا علاقة له بالقوات الجوية المصرية أو بالحرب في السودان. فهو قديم اذ يعود الى آب 2014، ويظهر إقلاع مقاتلات أميركية من قاعدة غونسان الجوية في كوريا الجنوبية، متوجهة الى ألاسكا.