نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معلومات مدهشة عن النوم والأحلام: أسرار لا يعرفها الكثير - المصدر 7, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 03:52 مساءً
المصدر 7 - يظلّ النوم إحدى أكثر الظواهر الإنسانيّة غموضاً، على الرغم من أنّ الإنسان يقضي ثلث حياته نائماً تقريباً. ومع تقدّم العلم وتطوّر تقنيات تصوير الدماغ، بدأت تتكشف تفاصيل مذهلة حول ما يحدث داخل أجسادنا وعقولنا أثناء النوم، وكذلك أسرار الأحلام التي حيّرت الفلاسفة والعلماء منذ آلاف السنين.
في هذا المقال، نستعرض مجموعة من المعلومات العلمية المدهشة التي تُظهر كيف يعمل الدماغ أثناء النوم، وما الذي يجعل الأحلام جزءاً أساسياً من حياتنا.
لماذا نحتاج إلى النوم؟
لا يُعد النوم حالة من السكون كما يعتقد الكثيرون، بل هو نظام حيوي معقّد يعمل خلاله الجسم بأعلى درجات التنظيم. ومن أبرز المعلومات المدهشة:
١. الدماغ ينظّف نفسه أثناء النوم
أظهرت أبحاث علمية حديثة أن الدماغ يفعّل نظاماً خاصاً يُسمّى بـ"النظام الغليمفاوي" خلال النوم، وهو المسؤول عن طرد السموم والخلايا التالفة.
ويعتقد العلماء أنّ تراكم البروتينات الضارة في الدماغ، في حال نقص النوم، قد يرتبط بأمراض مثل الزهايمر.
٢. النوم يعيد شحن الجهاز المناعي
تشير الدراسات إلى أنّ النوم الجيد يعزز قدرة الجسم على محاربة الأمراض. فخلال ساعات النوم العميق، يزداد إفراز بروتينات السيتوكين التي تساعد في تنظيم الاستجابة المناعية.
٣. النوم يعالج الذكريات بشكل مذهل
يلعب النوم دوراً أساسياً في ترسيخ الذاكرة. فالدماغ يعيد ترتيب المعلومات التي اكتسبها خلال اليوم ويحوّلها من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى، مما يجعل التعلم أثناء فترة الراحة أكثر فعالية مما يتوقّعه الجميع.
أنواع النوم التي يمر بها جسمك كل ليلة
يمر الجسم خلال النوم بدورات متكررة، ولكل دورة مراحل مختلفة يكون لكل منها وظيفة محددة.
١. مرحلة الحركة غير السريعة NREM
وهي تشمل ثلاث مراحل:
النعاس الخفيف: حيث يبدأ نشاط الدماغ بالتباطؤ. النوم المتوسط: ويختفي فيها الوعي تقريباً. النوم العميق: وهي المرحلة التي يحدث خلالها الترميم الفعلي للجسم.٢. مرحلة حركة العين السريعة REM
هذه المرحلة هي الأكثر إثارة، لأنّ الدماغ يكون فيها في حالة نشاط مماثل لليقظة، بينما تتجمّد العضلات بالكامل. وخلالها تحدث أغلب الأحلام الواضحة.
حقائق مذهلة عن الأحلام: ماذا يحدث داخل العقل؟
الأحلام ليست مجرد صور عشوائية أو أحداث لا معنى لها، بل هي نشاط عقلي منظّم أكثر مما نتصوّر.
١. لا يحلم الإنسان إلا بما يعرفه
تشير الأبحاث إلى أنّ الدماغ يستخدم خياله بناءً على مخزون الذكريات والصور التي شاهدها سابقاً، حتى لو كانت مشوّهة أو مختلطة.
حتى الوجوه التي نراها في الأحلام، هي وجوه مررنا بها سابقاً ولو للحظات.
٢. العمى لا يمنع الأحلام
الأشخاص الذين فقدوا بصرهم بعد الولادة يستمرون في رؤية الأحلام بصرياً لفترة، بينما يولّد فاقدو البصر منذ الولادة أحلاماً مليئة بالأصوات والمشاعر والروائح.
٣. الدماغ يختلق القصص لحمايتك من الاستيقاظ
عندما يسمع الدماغ صوتاً خارجياً أثناء نومك، فهو يدمجه داخل الحلم بدلاً من إيقاظك مباشرة. لذلك قد تحلم بأن جرس الباب يُدق، بينما الصوت في الحقيقة صادر من هاتفك.
٤. النساء يحلمن بشكل مختلف عن الرجال
توضح الدراسات أنّ النساء أكثر ميلاً لرؤية أحلام مرتبطة بالمشاعر، بينما يحلم الرجال غالباً بمواقف عملية أو أحداث تتعلق بالعمل والمنافسة.
الأحلام الشفافة: هل يمكنك التحكم في حلمك؟
الأحلام الشفافة أو Lucid Dreams تعد إحدى الظواهر الأكثر إدهاشاً. وفيها يدرك الشخص أنه يحلم، وقد ينجح في بعض الأحيان في التحكم في مجريات الحلم.
كيف تحدث الأحلام الشفافة؟
يبدو أن الدماغ في هذه الحالة يكون في مرحلة متوسطة بين اليقظة ومرحلة حركة العين السريعة، مما يمنح الشخص درجة من الوعي داخل الحلم.
فوائد الأحلام الشفافة
تساعد في التغلب على الكوابيس المتكررة. تتيح فرصة للتدرّب على مهارات معينة عبر محاكاة العقل. تمنح شعوراً قوياً بالتحكم والوعي.حقائق غير متوقعة عن الأحلام والدماغ
١. الدماغ لا يتوقف عن النشاط أثناء النوم
على عكس الجسم، لا يدخل الدماغ حالة خمول، بل يبقى نشطاً أحياناً بنسبة تصل إلى 100٪ خلال أحلام REM.
٢. أغلب الأحلام تُنسى خلال 5 دقائق
يفقد الإنسان القدرة على تذكّر 90٪ من الحلم خلال دقائق معدودة من الاستيقاظ. ويرى العلماء أنّ جزءاً من ذلك يعود إلى تعطّل مراكز الذاكرة المؤقتة أثناء الحلم.
٣. الأطفال يحلمون أكثر من الكبار
يمضي الأطفال وقتاً أطول في مرحلة حركة العين السريعة، مما يجعل أحلامهم أغنى وأكثر كثافة.
٤. الحيوانات أيضاً تحلم
أظهرت تجارب أن القطط والكلاب وحتى الطيور تمر بمرحلة REM، وتتحرك عيونها أثناء النوم، مما يرجّح أنها تحلم مثل البشر.
اضطرابات النوم: عندما يتحوّل الحلم إلى مشكلة
النوم ليس دائماً حالة من الراحة، فهناك اضطرابات قد تعيق الحصول على نوم مريح.
١. شلل النوم – تجربة مرعبة لكنها غير خطرة
يحدث عندما يستيقظ العقل بينما تبقى العضلات مشلولة. ورغم الشعور بالخوف أو رؤية هلوسات، إلا أنّه غير مؤذٍ جسدياً.
٢. المشي أثناء النوم
يصيب الأطفال أكثر من البالغين، ويحدث عادة خلال النوم العميق. ويُعتبر تعبيراً عن نشاط زائد في مراكز الحركة بالتزامن مع ضعف الوعي.
٣. الجاثوم
قد يرافقه ضيق شديد في التنفس أو شعور بوجود شيء ثقيل على الصدر. وتشير الأبحاث إلى ارتباطه بالتوتر واضطراب إيقاع النوم.
نصائح علمية للحصول على نوم عميق وأحلام مريحة
١. تجنّب الشاشات قبل النوم
الإضاءة الزرقاء تمنع إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم الطبيعي.
٢. تناول وجبة خفيفة
الأكل الثقيل قبل النوم قد يسبب كوابيس أو تقطعاً في النوم.
٣. المحافظة على غرفة هادئة ومظلمة
بيئة النوم تؤثر بنسبة كبيرة على جودة النوم ووضوح الأحلام.
٤. ممارسة التأمل أو التنفس العميق
تساهم هذه التقنيات في تهدئة نشاط الدماغ وخفض التوتر، مما يعزز الدخول في نوم هادئ.
يبقى النوم إحدى العمليات البيولوجية الأكثر روعة وتعقيداً، فهو ليس مجرد استراحة للجسم، بل نشاط داخلي مكثّف يعمل فيه الدماغ على تنظيف نفسه، وترميم الذاكرة، وتنظيم العواطف. أما الأحلام، فهي النافذة التي يطلّ منها العقل الباطن على العالم الداخلي للإنسان، ليُظهر له ما يختزن من ذكريات ومشاعر ورغبات.
وكلما تطور العلم، اتسعت معرفتنا بهذه الظاهرة الساحرة التي تجمع العلم بالغموض، وتفتح الباب أمام أسئلة جديدة لا تنتهي














0 تعليق