نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفرق بين الجوع الحقيقي والجوع النفسي: كيف تميّز بينهما وتحافظ على صحتك؟ - المصدر 7, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 04:12 مساءً
المصدر 7 - يعدّ الجوع من أقوى الإشارات البيولوجية التي يرسلها الجسم، غير أنّ كثيراً من الأشخاص يخلطون بين الجوع الحقيقي الناتج عن حاجة فسيولوجية، والجوع النفسي الذي يستمدّ طاقته من العواطف والتوتر والروتين اليومي.
ومع تزايد الضغوط وتسارع نمط الحياة، أصبح فهم الفرق بين النوعين ضرورة للحفاظ على الصحة الجسدية والعاطفية، وكذلك لضبط الوزن وتنظيم العلاقة مع الطعام.
في هذا المقال، نستعرض أبرز الفروق بين الجوعين، وأهم العلامات المميّزة لكل منهما، إضافة إلى نصائح عملية تساعد في التعامل مع الجوع النفسي بذكاء.
ما هو الجوع الحقيقي؟
يمثل الجوع الحقيقي حاجة بيولوجية واضحة، تهدف إلى الحفاظ على الطاقة ووظائف الجسم ويظهر عندما يبدأ مستوى السكر في الدم بالانخفاض، أو عندما يرسل الدماغ إشارات بأن الجسم يحتاج إلى الوقود.
أبرز علامات الجوع الحقيقي
ظهور تدريجي للشعور بالجوع
لا يحدث بشكل مفاجئ، بل يتصاعد تدريجياً مع مرور الوقت.
أي طعام يصبح مقبولاً
الشخص لا يبحث عن نوع محدد، بل يريد أي شيء يسدّ الجوع.
أعراض جسدية واضحة
مثل: تقلصات المعدة، الشعور بالدوار الخفيف، ضعف التركيز، وربما الصداع.
القدرة على التوقف عند الشبع
لأنّ الهدف الأساسي هو تغذية الجسم وليس إشباع رغبة عاطفية.
الارتباط بتوقيت آخر وجبة
فعادة يظهر الجوع الحقيقي بعد 3 إلى 5 ساعات من تناول الطعام.
ما هو الجوع النفسي؟
الجوع النفسي أو "Emotional Hunger" هو حالة يلجأ فيها الشخص للطعام بهدف الهرب من مشاعر معينة، أو تعويض نقص نفسي، وليس بسبب حاجة فعلية للطاقة، ويُعدّ من أكثر الأسباب المؤدية لزيادة الوزن وتقلبات الشهية.
علامات الجوع النفسي
يظهر فجأة دون مقدمات
قد يشعر الشخص برغبة قوية في الأكل رغم تناوله وجبة كبيرة قبل وقت قصير.
اشتهاء أطعمة معينة
غالباً ما تكون الأطعمة الغنية بالسكر والدهون مثل الحلويات والوجبات السريعة.
الأكل بلا وعي أو بسرعة
إذ ينجرف الشخص وراء مشاعره ولا يستشعر لذة الأكل أو الإحساس بالشبع.
الشعور بالذنب بعد الأكل
لأنّ الدافع كان عاطفياً وليس بيولوجياً.
غياب العلامات الجسدية للجوع
فلا يشعر الشخص بتقلصات المعدة أو الصداع، بل تكون الرغبة داخلية فقط.
الأسباب الحقيقية وراء الجوع النفسي
لا يحدث الجوع النفسي صدفة، بل يرتبط بعوامل نفسية وسلوكية وتربوية.
١. التوتر والضغط اليومي
يحفّز التوتر إفراز هرمون الكورتيزول الذي يزيد من الرغبة في الأطعمة الدسمة، باعتبارها تمنح شعوراً آنياً بالراحة.
٢. الملل أو الروتين
عندما يغيب النشاط أو التحفيز، يبحث العقل عن مصدر بديل للّذة، وغالباً ما يكون الطعام هو الخيار الأسرع.
٣. الحزن أو الوحدة
يجد البعض في الطعام وسيلة لتعويض الاحتياج العاطفي أو تهدئة المشاعر السلبية.
٤. العادات المكتسبة منذ الطفولة
مثل مكافأة الطفل بالحلوى، أو الاعتماد على الأكل في المناسبات كوسيلة تعبير عن المحبة.
٥. النوم غير الكافي
قلة النوم تربك هرمونات الشهية، مما يزيد من الشعور الكاذب بالجوع.
كيف يؤثر الجوع النفسي على الوزن والصحة؟
لا يسبب الجوع النفسي زيادة الوزن فقط، بل قد يؤدي إلى مشكلات صحية أخرى.
١. تناول كميات كبيرة دون وعي
بسبب الأكل السريع والعشوائي، كما أن الطعام العاطفي غالباً يكون عالي السعرات.
٢. اضطراب هرمونات الشهية
يزيد تناول السكر بكثرة من إفراز الأنسولين، مما يخلق حلقة مفرغة من الرغبة الشديدة في الأكل.
٣. تأثير مباشر على الصحة النفسية
الندم والشعور بالذنب بعد الأكل يضعفان الثقة بالنفس، وقد يقودان إلى اضطرابات أكل.
٤. خلل في علاقة الشخص بالطعام
فيتحول الطعام من وسيلة للتغذية إلى وسيلة للهروب العاطفي.
كيف تتعامل مع الجوع النفسي بذكاء؟
هناك مجموعة من الاستراتيجيات العملية التي تساعد على تقليل الجوع النفسي والتحكم فيه.
١. التعرف على المشاعر قبل الأكل
يُنصح بطرح سؤال بسيط:
هل أنا جائع فعلاً، أم أشعر بالملل أو القلق؟ هذه الخطوة وحدها تقلل الرغبة في الأكل العاطفي.٢. شرب الماء أولاً
كثيرون يخلطون بين الجفاف والجوع. تناول كوب من الماء قد يُثبت أن الشعور مؤقت وليس جوعاً حقيقياً.٣. اعتماد بدائل صحية للراحة
مثل القراءة، المشي، الاستحمام الدافئ، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
٤. تنظيم مواعيد الوجبات
يساعد روتين الأكل الواضح على استقرار مستويات السكر في الدم، مما يقلل من الجوع العاطفي.
٥. النوم لساعات كافية
لأنّ اضطراب النوم يزيد من هرمون الجريلين المحفّز للجوع، ويقلل من اللبتين المسؤول عن الشبع.
٦. كتابة اليوميات
يساعد تسجيل المشاعر على اكتشاف الأنماط العاطفية التي تقود إلى الأكل.
٧. ممارسة اليقظة الذهنية
تقنية فعالة لتناول الطعام بوعي وتذوّق، ما يقلل الإفراط في الأكل.
كيف تعزّز علاقتك بالطعام؟
للحصول على علاقة صحية ومتوازنة مع الطعام، من المهم اتباع الخطوات التالية:
١. الاستماع لإشارات الجسم
التوقف عن الأكل عندما تبلغ نسبة الشبع 70٪، بدلاً من الوصول لمرحلة التخمة.
٢. تجنّب تناول الطعام أمام الشاشات
لأنّ ذلك يمنع الدماغ من إدراك كمية الطعام المستهلكة.
٣. تناول الوجبات ببطء
يسمح للدماغ بالتحكم في الشهية وإرسال إشارات الشبع في الوقت المناسب.
٤. اختيار أطعمة مشبعة
مثل البروتينات والألياف، لأنها تُقلّل من نوبات الجوع النفسي.
هل يمكن التخلص من الجوع النفسي نهائياً؟
ليس من السهل التخلص منه كلياً، لأنه مرتبط بالعواطف والعادات القديمة، ولكن يمكن السيطرة عليه بنسبة كبيرة باتباع الوعي الذاتي وتغيير السلوك، وعندما يتعلم الشخص التمييز بين الجوعين، يستطيع اتخاذ قرارات صحية دون أن تصبح العواطف صاحبة القرار.
يمثل فهم الفرق بين الجوع الحقيقي والجوع النفسي خطوة جوهرية نحو حياة أكثر صحة واتزاناً. فالجوع الحقيقي هو إشارة طبيعية يحتاجها الجسم ليواصل عمله بكفاءة، بينما يرتبط الجوع النفسي بالعاطفة والتوتر والضغوط، ويجب التعامل معه بوعي حتى لا يؤثر على الصحة النفسية والجسدية.
وعبر مراقبة المشاعر، وتنظيم الوجبات، واعتماد استراتيجيات ذكية للتحكم بالجوع، يصبح الإنسان قادراً على بناء علاقة متوازنة مع الطعام، تحميه من الإفراط وتمنحه القدرة على اتخاذ خيارات صحية أكثر استدامة.















0 تعليق