نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«اتفاق القرن العسكري».. إسرائيل تسعى لتحالف عسكري أمريكي يمتد 20 عامًا لتأمين تفوقها في الشرق الأوسط - المصدر 7, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 06:02 مساءً
المصدر 7 - كشفت مصادر إسرائيلية وأمريكية لموقع أكسيوس الإخباري، أن إسرائيل تناقش مع الولايات المتحدة إمكانية توقيع اتفاق تعاون عسكري جديد يمتد لعشرين عامًا، أي ضعف المدة المعتادة للاتفاقات السابقة، في خطوة تُوصف بأنها محاولة إسرائيلية لتثبيت دعم واشنطن لعقود مقبلة وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة.
ويأتي هذا التحرك قبل انتهاء الاتفاق العسكري الحالي عام 2028، والذي تم توقيعه في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2016 لمدة عشر سنوات.
اتفاق جديد... ومفاوضات معقدة
وتسعى تل أبيب إلى إبرام الاتفاقية الجديدة خلال العام المقبل (2026)، إلا أن المفاوضات تواجه عقبات فنية وسياسية، خصوصًا في ظل معارضة حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" لأي مساعدات خارجية، إضافة إلى تصاعد الانتقادات الداخلية في الولايات المتحدة لسلوك إسرائيل في حرب غزة.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن هذه التعقيدات تجعل الطريق نحو الاتفاق الجديد محفوفًا بالمخاطر السياسية، رغم رغبة الجانبين في الحفاظ على الشراكة الإستراتيجية الممتدة بينهما.
إرث من الاتفاقات العسكرية
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة وقّعت مع إسرائيل ثلاث مذكرات تفاهم أمنية طويلة الأجل منذ أواخر التسعينيات، كانت كالتالي:
عام 1998 بقيمة 21.3 مليار دولار.
عام 2008 بقيمة 32 مليار دولار.
عام 2016 بقيمة 38 مليار دولار.
وفي كل مرة، كانت المذكرة تمثل إطارًا للتمويل العسكري الأميركي السنوي الذي يضمن لإسرائيل التفوق النوعي في تسليحها مقارنة بجيرانها في الشرق الأوسط.
مساعدات طارئة وحسابات جديدة
وفي عام 2024، خلال حرب غزة، وافق الكونغرس الأمريكي وإدارة الرئيس السابق جو بايدن على حزمة طارئة بمليارات الدولارات لدعم الجيش الإسرائيلي، وهي حزمة إضافية إلى مذكرة التفاهم السابقة.
لكن مع وصول الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى الحكم، أصبح مصير المساعدات المستقبلية أكثر غموضًا، خاصة بعد تخفيضات كبيرة في ميزانية المساعدات الخارجية التي أجرتها إدارته.
ترامب: “نمنح إسرائيل مليارات الدولارات”
وخلال اجتماع جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أبريل الماضي، قال ترامب بوضوح .. “نمنح إسرائيل 4 مليارات دولار سنويًا. هذا مبلغ كبير. تهانينا بالمناسبة، هذا جيد جدًا، لكننا نمنح إسرائيل مليارات الدولارات سنويًا، مليارات .
ويعكس هذا التصريح وفق مراقبين رغبة ترامب في إعادة صياغة العلاقة المالية والأمنية مع إسرائيل على أساس المصالح المشتركة المباشرة لا المساعدات أحادية الاتجاه.
الأفكار الجديدة: من الدعم إلى الشراكة
ووفقاً لمصادر "أكسيوس"، فإن المناقشات الأولية للاتفاق الجديد بدأت مؤخرًا بعد تأجيلها بسبب حرب غزة، وقد طرحت إسرائيل فكرتين جديدتين جوهريتين ..
مضاعفة مدة الاتفاق إلى 20 عامًا بدلاً من 10.
تحويل جزء من المساعدات إلى أبحاث عسكرية مشتركة بين واشنطن وتل أبيب بدلًا من تقديمها بشكل نقدي مباشر.
وتتضمن هذه الأبحاث مجالات الذكاء الاصطناعي الدفاعي، وتكنولوجيا الأسلحة المتقدمة، ومشروع “القبة الذهبية” الذي أعلنت واشنطن اهتمامها بالمشاركة في تطويره.
“تفكير خارج الصندوق”
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع أكسيوس:“هذا تفكير خارج الصندوق. نريد تغيير أسلوب تعاملنا مع الاتفاقات السابقة والتركيز أكثر على التعاون الأمريكي الإسرائيلي. الأميركيون معجبون بهذه الفكرة .
ويرى مراقبون أن هذا الطرح يمثل تحوّلاً جذرياً في فلسفة العلاقات الدفاعية بين الجانبين، إذ لم تعد تقوم فقط على مبدأ “المساعدات”، بل على التكامل البحثي والعسكري الذي يخدم الجيوش الأمريكية والإسرائيلية معًا.
بين الواقع والطموح
في ضوء هذه التطورات، يرى خبراء عسكريون أن الاتفاق الجديد – إن تم – سيكون الأضخم في تاريخ التعاون العسكري بين البلدين، ليس فقط في مدته أو قيمته، بل في طبيعته الجديدة التي تدمج التكنولوجيا بالاستراتيجية.
غير أن الطريق إلى التوقيع ما زال مليئًا بالعقبات السياسية الداخلية في واشنطن، والتحفظات الأوروبية والعربية على أي خطوة قد تُفسَّر كدعم مفتوح لإسرائيل وسط حرب غزة.
ومع ذلك، يبقى واضحًا أن تل أبيب تسعى لتأمين نفسها استراتيجيًا لعقدين قادمين، في وقت تتغير فيه موازين القوة في الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة، مما يجعل الاتفاق المحتمل ورقة وجودية بالنسبة للولايات المتحدة.
رؤية أمريكية: منظور استراتيجي على الاتفاق العسكري المحتمل
وفي هذا السياق، يرى الدكتور جوناثان كيربي، الباحث البارز في معهد راند للأبحاث الاستراتيجية، أن الاتفاق الجديد بين واشنطن وتل أبيب يمثل نقلة نوعية في العلاقات الدفاعية، لكنه يحمل تحديات واضحة.
ويقول كيربي .. “مضاعفة مدة الاتفاق إلى 20 عامًا وإدراج البحث العسكري المشترك خطوة ذكية لإسرائيل، لأنها تحول العلاقة من مساعدات مالية تقليدية إلى شراكة تقنية واستراتيجية. الولايات المتحدة من جانبها ستستفيد من هذه الخبرات والتكنولوجيا في تطوير منظومات دفاعية متقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي الدفاعي وأنظمة الدفاع الصاروخي.
وعلى صعيد التوازن الإقليمي، يضيف الخبير الأمريكي: “التحدي الأكبر يكمن في الموقف السياسي الداخلي في واشنطن، والردود الدولية، خصوصًا من الاتحاد الأوروبي والدول العربية. لذلك، على الولايات المتحدة توخي الحذر في صياغة بنود الاتفاق، لضمان استمرار التفوق الإسرائيلي من دون إثارة توترات إضافية في المنطقة .
وبذلك، يضع كيربي النقاط على الحروف: الاتفاق العسكري الجديد ليس مجرد حزمة مساعدات تقليدية، بل استراتيجية طويلة الأمد قد تعيد صياغة قواعد اللعبة الدفاعية في الشرق الأوسط على مدى عقدين مقبلين، مع إعادة تعريف طبيعة التعاون الأمريكي‑الإسرائيلي بما يتجاوز المساعدات المباشرة إلى تشارك معرفي وتقني عميق.


















0 تعليق