ساعة تعمل منذ أكثر من 1000 عام دون توقف - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ساعة تعمل منذ أكثر من 1000 عام دون توقف - المصدر 7, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 04:43 مساءً

المصدر 7 - في قلب العاصمة التشيكية براغ، تتربّع ساعة براغ الفلكية (Prague Astronomical Clock) على برج ساحة البلدة القديمة، شاهدة على أكثر من ستة قرون من التاريخ الأوروبي. هذه الساعة ليست مجرد أداة لتحديد الوقت، بل تحفة فنية وهندسية تجمع بين الابتكار والمعرفة الفلكية والفن الجميل في مكان واحد. منذ إنشائها عام 1410، وهي تعمل بلا توقف تقريبًا، لتروي قصة الزمن كما لم تُحكَ من قبل.

أقدم ساعة في التاريخ

تم بناء الساعة على يد صانع الساعات ميكولاش من كادان (Mikuláš of Kadaň) والعالم فين شيندل (Jan Šindel)، الذي كان أستاذًا للرياضيات والفلك في جامعة كارلوف (Charles University). 

عُدّت الساعة أول آلة فلكية ميكانيكية معقدة تعرض الوقت بدقة، وتحديد المواقع السماوية للنجوم والكواكب، مع إمكانية تتبع مراحل القمر. ويحتفل أهل براغ بتاريخ 9 أكتوبر باعتباره يوم ميلاد الساعة التاريخية.

الساعة تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية:

القرص الفلكي: يعرض مواقع الشمس والقمر، دوائر البروج الفلكية، وطرق حساب الزمن القديم وفق نظام الساعات المزدوجة.  عرض الرسوم المتحركة: كل ساعة يتحرك فيها 12 رسولًا عبر أبواب صغيرة، وهي لحظة مدهشة لجذب السياح والزوار المحليين على حد سواء.  قرص التقويم: يوضح الشهور وأيام السنة والقديسين المرتبطين بالتقويم الكنسي، وهو لوحة فنية متقنة مصممة بألوان وأشكال دقيقة.

التقنية والهندسة

من المدهش أن ساعة تعود للقرون الوسطى ما زالت تعمل حتى اليوم. كل قطعة ميكانيكية مصنوعة من مواد معدنية متينة، مع صيانة دورية لضمان استمرار الأداء. وقد خضعت الساعة لتجديدات عدة خلال قرون، أبرزها بعد التلفيات التي أصابتها خلال الحروب أو الحرائق، لكن جوهر آلية الحركة ظل كما هو. 

القرص الفلكي نفسه يعكس معرفة دقيقة بعلم الفلك في القرن الخامس عشر، إذ يمكن للزائر معرفة:

الساعة بالوقت المدني الحالي، التوقيت القديم المتبع في العصور الوسطى، مراحل القمر، مواقع الشمس ضمن دائرة الأبراج الفلكية. هذا التداخل بين الزمن والأجرام السماوية يجعل الساعة ليست مجرد أداة، بل مختبرًا صغيرًا للعلم والفلك في قلب المدينة.

الجانب الفني والثقافي

لا تقتصر قيمة الساعة على عملها الميكانيكي فقط، بل تكمن أيضًا في جمالياتها:

تماثيل الرسُولون والقديسين تحاكي الأسلوب القوطي الفني الذي كان سائداً في أوروبا في القرن الخامس عشر. الألوان الزاهية على الأقراص واللوحات تضفي جمالية خاصة، خاصة عند ضوء الشمس أو الإضاءة الليلية. تصميم القرص الفلكي والقرص التقويمي يعكس فهمًا عميقًا للرياضيات والفن في آن واحد. تُعتبر الساعة جزءًا من تراث براغ الثقافي، ويحرص السكان والزوار على حضور عرض الحركة المتحركة، حيث يخرج كل رسول عبر باب صغير ليحيي الجمهور، وسط دقات أجراس كبيرة تعطي الإحساس بسحر الزمن القديم.

السياحة والزيارة

تجذب ساعة براغ الفلكية ملايين الزوار سنويًا، فهي واحدة من أكثر المعالم شعبية في أوروبا. زيارة الساعة تقدم تجربة تعليمية وسياحية فريدة:

يمكنك مشاهدة عرض الرسُولون كل ساعة، وهي تجربة ممتعة للأطفال والكبار على حد سواء. يتيح لك برج الساعة رؤية مدينة براغ من الأعلى، مشهد بانورامي رائع للساحة القديمة والمباني القوطية المحيطة. هناك جولات مصحوبة بمرشدين يشرحون تفاصيل عمل الساعة وتاريخها ومراحل تجديدها.

ولمن يحب التقاط الصور، يُعدّ الوصول قبل ساعة العرض المثالي لتفادي الازدحام والحصول على لقطة واضحة لكل تفاصيل الساعة الفنية الدقيقة.

ساعة براغ درس التاريخ

رغم مرور أكثر من ستة قرون، فإن الساعة تظل تعمل بكفاءة. هذا الإنجاز هو درس في الاستدامة والابتكار الهندسي:

المواد المستخدمة كانت طبيعية ومعدنية، لكنها صُممت لتتحمل قرونًا من العمل. الصيانة الدورية والمحافظة على الآلية تسمح للساعة بالبقاء حية، مما يبيّن قيمة العمل الدؤوب للحفاظ على التراث. تعتبر الساعة مثالاً على كيف يمكن للعلم والفن والمهارة البشرية أن يتحدوا ليخلقوا إرثًا مستمرًا عبر الزمن.

نصائح للزوار

ارتدِ حذاءً مريحًا لأن الساحة غالبًا مزدحمة، والخروج إلى برج الساعة يتطلب صعود السلالم. الوصول قبل الساعة العاشرة صباحًا أو بعد الرابعة مساءً يقلل من الزحام. يمكن الجمع بين زيارة الساعة وجولات في الأسواق المحيطة، التي تقدم منتجات يدوية محلية وحلويات تقليدية. من يحب الرسم أو التصوير، الساعة تقدم فرصًا رائعة للكاميرات بسبب تفاصيلها الدقيقة وألوانها الزاهية.

وتُعد ساعة براغ الفلكية أكثر من مجرد ساعة؛ إنها تحفة تاريخية وعلمية وفنية تجمع بين الهندسة الدقيقة والفن الجميل في تجربة سياحية استثنائية. من خلالها، يمكن للزائر أن يلمس عبقرية العصور الوسطى ويشهد على استمرار الإرث الإنساني عبر القرون. إن زيارتها ليست مجرد رحلة لمشاهدة معلم سياحي، بل تجربة تعليمية وفكرية تجعل الزمان نفسه جزءًا من رحلة الاكتشاف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق