نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإفراط في المسكنات قد يسبب صداعاً مزمناً بدلاً من علاجه - المصدر 7, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 03:29 مساءً
المصدر 7 - وتحدث هذه الظاهرة غالباً بعد استخدام المسكنات لفترات طويلة — تمتد إلى ثلاثة أشهر أو أكثر — حيث يدخل المريض في حلقة مفرغة من الألم والاستخدام المتكرر للأدوية، دون وعي بأن الدواء أصبح جزءاً من المشكلة. وتشمل الأدوية المسببة لهذه الحالة ليس فقط المسكنات القوية مثل الكودايين، بل أيضاً الأدوية الشائعة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، وحتى التريبتان المستخدم لعلاج الصداع النصفي.
وأكد الخبراء أن علاج هذه الحالة يعتمد على التوقف التدريجي عن الدواء تحت إشراف طبي، مع تبني استراتيجيات بديلة مثل تحسين نمط الحياة ودعم الصحة النفسية، والابتعاد عن الاستخدام المفرط لأي نوع من المسكنات، حتى وإن كانت متاحة من دون وصفة طبية.
ضرورة التشخيص الدقيق
تتعدد أسباب الصداع المحتملة، لذلك يعد أخذ التاريخ الطبي المفصل والفحص السريري خطوة أساسية لتحديد مصدر الألم، وقد تستدعي بعض الحالات إحالة المريض إلى اختصاصي.
ويكمن التحدي أمام الأطباء في التفرقة بين الصداع الناجم عن مشكلة خطيرة وذلك الناتج عن أسباب حميدة، مع التأكيد أن الصداع "غير الخطير" يمكن أن يؤثر بشدة على جودة الحياة اليومية.
علاج الصداع يعتمد على نوعه
يختلف العلاج تبعا لنوع الصداع؛ فالصداع النصفي يمكن التعامل معه بأدوية مضادة للغثيان أو حاصرات بيتا، بينما قد يستفيد المصابون بصداع مرتبط بالقلق أو الاكتئاب من دعم الصحة النفسية. كما تساهم تغييرات نمط الحياة – مثل ممارسة الرياضة وتحسين النظام الغذائي – في تقليل نوبات الصداع المزمن.
ويلاحظ الأطباء أحيانا نوعا آخر من الصداع يتسم بنمط واضح، إذ يبدأ أو يزداد سوءا بعد تناول المسكنات لفترة طويلة. ويحدث ذلك عادة بعد استخدام منتظم للأدوية لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
ويمكن أن يصيب هذا النوع من الصداع الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أو صداع التوتر أو حتى آلام الظهر والمفاصل. وغالبا ما يلجأ المرضى إلى عدة أنواع من المسكنات بجرعات متزايدة دون وعي بأنهم عالقون في حلقة مفرغة.
المسكنات الشائعة ليست بريئة
تتراوح الأدوية المسببة لهذه الحالة من المسكنات القوية مثل الكودايين – المستخدم بعد الإصابات أو العمليات الجراحية – إلى المسكنات الشائعة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين. بل إن بعض التركيبات، مثل الكوكودامول، تجمع بين الباراسيتامول ومادة أفيونية في دواء واحد.
وعلى الرغم من أن الباراسيتامول يعد آمنا عند الالتزام بالجرعات الموصى بها، إلا أن الإفراط في استخدامه أو تجاوز الحد اليومي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فشل الكبد. كما تشير دراسات إلى أن استخدامه بانتظام قد يسبب صداعا مزمنا لدى بعض الأفراد.
ولا تقتصر المشكلة على المسكنات فقط، فحتى أدوية التريبتان المستخدمة لعلاج نوبات الصداع النصفي قد تسبب "صداع الإفراط في الاستخدام" عند تناولها بصورة مفرطة.
وقد يظن البعض أن الإفراط يعني تجاوز الجرعة اليومية المسموح بها، لكن الأمر لا يقتصر على ذلك. فحتى الالتزام بالجرعة، عند تكرار الاستخدام لفترات طويلة، قد يؤدي إلى الصداع.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن تظهر الأعراض إذا استُخدم الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لمدة 15 يوما أو أكثر شهريا، أو عند استخدام المواد الأفيونية عشرة أيام فقط في الشهر.
لذا، يُنصح بمراجعة الطبيب عند الحاجة لاستخدام أي مسكن للألم لفترة طويلة – حتى وإن كان متاحا دون وصفة طبية – لأن القابلية للإصابة تختلف من شخص لآخر.
طريق العلاج
يعد علاج هذا النوع من الصداع تحديا، لأن المريض غالبا لا يدرك أن الدواء الذي يخفف ألمه هو السبب الحقيقي وراء استمرار الصداع.
ويتمثل العلاج الأمثل في التوقف التدريجي عن الدواء تحت إشراف طبيب حتى التوقف الكامل عنه. وقد يخشى المريض تفاقم الألم أثناء تقليل الجرعة، لذا فإن التعاون المستمر مع الطبيب ضروري لتأكيد التشخيص ومتابعة التحسن ووضع خطة علاجية مناسبة.
ورغم أن السبب الدقيق لتفاقم الصداع نتيجة بعض الأدوية لا يزال غير مفهوم تماما، فإن الصلة بينهما مؤكدة علميا، ما يجعل الوعي بهذه الظاهرة خطوة أساسية نحو الوقاية والعلاج.
التقرير من إعداد دان بومغاردت، المحاضر الأول في كلية علم النفس وعلم الأعصاب، جامعة بريستول.
نقلا عن روسيا اليوميمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل











0 تعليق