المصدر 7 - في مفاجأة علمية قلبت المفاهيم الرومانسية رأساً على عقب، كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة Evolution and Human Behavior أن أول قبلة وأول تبادل للقبلات في التاريخ لم يكن بين البشر كما يتصور البعض، بل بين أسلاف الرئيسيات الكبيرة قبل نحو 16.9 إلى 21.5 مليون سنة.

الدراسة أشارت بوضوح إلى أن التقبيل كان عادياً بين القردة العليا، وأن هذا السلوك ربما انتقل لاحقاً إلى أسلاف الإنسان الحديث.

أول “رومانسيين” في العصور البدائية

وبحسب التحليل، يرجّح العلماء أن إنسان نياندرتال كان يمارس التقبيل أيضاً، اعتماداً على ملاحظات لسلوكيات القردة العليا الحديثة.

وتشير الدراسة إلى أن هذا السلوك لم يكن وليد اللحظة، بل جذورُه متجذّرة في التطور منذ ملايين السنين، ما يعني أن القبلات ليست اختراعاً بشرياً بحتاً، بل ميراث تطوري طويل.

تعريف علمي للقبلة… بعيد عن العواطف

الدراسة نفسها قدّمت تعريفاً “جافاً” للقبلة، بعيداً عن الرومانسية، حيث وصفتها بأنها تفاعل موجّه غير عدواني، قائم على الاتصال الفموي أو حركة الشفاه، من دون ارتباط بنقل الطعام. 
 

التعريف يفتح الباب لفهم سبب وجود سلوك مشابه لدى طيف واسع من الحيوانات:
من النمل والطيور وصولاً إلى الدببة القطبية—لكن بشكل أوضح لدى الرئيسيات.

لغز تطوري محيّر

ورغم انتشار التقبيل بين الحيوانات، إلا أن العلماء ما زالوا يعتبرونه لغزاً تطورياً.

فالتقبيل لا يقدم فائدة مباشرة للبقاء أو التكاثر، بل يحمل مخاطر نقل الأمراض. إذن، لماذا بقي؟
تقدّم الدراسة تفسيراً مرجحاً: الانتقاء الجنسي بعد التزاوج، أي أن القبلات ربما لعبت دوراً في تعزيز الروابط أو اختيار الشريك الأكثر ملاءمة بعد العملية التناسلية نفسها.

السجل التاريخي… يعيد كتابة الزمن

وإن كان التطور قد بدأ القبلات قبل عشرات الملايين من السنين، فإن السجلات البشرية الموثقة تعود إلى ما يقارب 2500 قبل الميلاد، وفق دراسة نُشرت في مجلة ساينس عام 2023، وهو أقدم بألف عام مما اعتقده الباحثون سابقاً.

هذا الكشف يدعم فكرة أن التقبيل عادة ضاربة في القدم، ليس فقط بيولوجياً، بل حضارياً أيضاً.

القبلة أقدم من البشر وأصغر من الفيروسات!

الدراسة الحديثة تعيد صياغة السؤال الأبدي: من أين جاءت أول قبلة؟
الجواب العلمي الآن: من ملايين السنين، ومن مملكة الحيوانات قبل أن نفهم نحن معنى الحب.

أما الرومانسية؟
يبدو أنها مجرد “تحديث” بشري لسلوك قديم… قديم جداً!