إبراهيم مازا... من قلب الصغر يولد الكبار - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إبراهيم مازا... من قلب الصغر يولد الكبار - المصدر 7, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 01:44 مساءً

المصدر 7 - بهدوء الواثقين الذين يتركون أفعالهم تتحدث بدلاً من الكلمات، يواصل اللاعب الجزائري إبراهيم مازا شق طريقه نحو النجومية مبكراً، ليقدم نموذجاً مميزاً لموهبة شابة تحمل عبق خبرة تتجاوز عمرها.

مع صغر سنّه وحداثة تجربته، نجح مازا خلال فترة وجيزة في جذب الأنظار إليه بفضل تركيزه، وثقته بنفسه، ونضجه التكتيكي الذي يمنحه ملامح لاعب خبير تجاوز سنواته الكروية.

يعتمد مازا في أدائه على التفكير أكثر ممّا يعتمد على عمره الفعلي، فلا تقتصر مهارته على تقديم حركة أنيقة أو هدف بديع، بل يفرض حضوره داخل الملعب ويترك بصماته في كل لحظة تتاح له.

في عصرٍ لم يعد فيه العمر حاجزاً أمام النجاح والتألق، يثبت مازا أن المستقبل يُبنى في الحاضر، وأن خطوات ثابتة ومدروسة كفيلة بصناعة نجم يعد بالكثير في الأعوام المقبلة.

إبراهيم مازا، ابن أكاديمية هيرتا برلين، بدأ مسيرته الكروية من هناك، وصعد قبل عامين إلى الفريق الأول، إلا أن فرص اللعب أساسياً كانت محدودة حيث شارك في مباراتين فقط كبديل، لكن تلك الفرص القليلة كانت كافية ليصنع تاريخاً بتسجيله هدفاً أصبح به أصغر لاعب يسجل بقميص النادي في تاريخ الدوري الألماني.

بعدما هبط فريق هيرتا برلين إلى الدرجة الثانية الموسم الماضي، استمر مازا في صفوف الفريق حتى جاءت فرصة الانتقال إلى باير ليفركوزن مقابل 12 مليون يورو، ومنذ لحظاته الأولى في ليفركوزن، خطف الأضواء سريعاً، وقد برز تحديداً في مواجهة فريق هايدنهايم بفضل تألقه اللافت وتسجيله هدفين، وهي أول مرة ينجح فيها في تحقيق ثنائية بالدوري في عمر الـ19 عاماً فقط.

إنجازات مازا لم تقتصر على الأهداف فقط؛ ففي نفس المباراة سجل حضوراً مميزاً بأرقامه، حيث لمس الكرة 119 مرة، ونجح في أربع مراوغات من أصل أربع، وحقق الفوز في 8 مواجهات ثنائية من أصل 9، وهذا الأداء الشامل عكس إمكانياته الكبيرة كلاعب صاعد.

 

يبدو مازا مرشحاً بقوة ليكون ركيزة أساسية مستقبلية لمنتخب الجزائر. (وكالات)

 

ما يثير الإعجاب هو استمرارية نجاحاته؛ ففي آخر أربع مباريات شارك فيها مع ليفركوزن حصد جائزة رجل المباراة ثلاث مرات خلال عشرة أيام فقط، ونال الجائزة في أول مباراة له كلاعب أساسي بالدوري الألماني، وأعاد السيناريو في أولى مبارياته ضمن كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.

يعيش إبراهيم مازا حالياً واحدة من أزهى مراحل تطوره مع ليفركوزن، ومع كل مباراة يخوضها، يتضح أن دوره داخل الفريق يصبح أكثر حيوية وتنوّعاً، حيث يستخدمه المدرب كلاعب وسط ارتكاز لبناء الهجمات من الخلف بفضل هدوئه تحت الضغط وقابليته لتوزيع الكرة بدقة ومثالية.

وعلى الصعيد الهجومي، يتحول مازا إلى محور ديناميكي يساعد في صناعة الفرص وإضافة العمق الهجومي وضبط إيقاع اللعب للفريق، لذلك، لم يعد تركيزه مقتصراً على تسجيل الأهداف فقط، بل بات دور اللاعب يتسع لصناعة الهجمات وإدارة الخطوط بنجاح استثنائي.

في مواجهتي هايدنهايم وبنفيكا، برهن مازا على نضج لافت حيث أظهر قدرة استثنائية على تحمّل أدوار مختلفة بكفاءة لاعب يبدو أكبر من سنواته بسنوات.

اليوم يُعد إبراهيم مازا إحدى أثمن الإضافات التي حققها باير ليفركوزن هذا الموسم، ومع استمراره في تقديم مستويات متصاعدة وازدياد وعيه التكتيكي مباراة بعد أخرى، يبدو مرشحاً بقوة ليكون ركيزة أساسية مستقبلية لمنتخب الجزائر، وقائداً متوقعاً لجيل جديد من "محاربي الصحراء" يعد بالكثير في السنوات المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق