نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تاجر الخردة استدرجها بـ عروسة لعبة طمعا في قرطها الذهبي و خنقها حتى الموت - المصدر 7, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 05:49 مساءً
المصدر 7 - قصة مأساوية جديدة تعيد إلى الأذهان جرائم الطفولة المنكوبة، وتؤكد أن الخطر لا يأتي دائمًا من المجهول، بل من بشر تجردوا من إنسانيتهم في وضح النهار.
المأساة من البداية
في ظهيرة يومٍ عادي من يوليو الماضي، طلبت والدة الطفلة جنى منها أن تشتري بعض الخضروات من سوق السنتر بالمجاورة 62 بمدينة العاشر من رمضان، خرجت الصغيرة بابتسامتها المعتادة، ترتدي قرطها الذهبي الذي أهداه لها والدها في عيد ميلادها الأخير، ولم يكن في خيال أحد أن هذا الحلق الصغير سيكون سبب نهايتها.
مرّت الساعات ولم تعد جنى، لتبدأ رحلة البحث بين الشوارع والمحال والمستشفيات، ثم تحوّل القلق إلى رعب، حينما رصدت كاميرات المراقبة آخر ظهور لها وهي تلعب مع كلب صغير قرب السوق، قبل أن تختفي فجأة.
الصدمة الكبرى
بعد ثلاثة أيام من القلق والدموع، تلقى والد الطفلة مكالمة من رجال المباحث حملت الخبر الذي هزّ العائلة بأكملها: تم العثور على جثة الطفلة داخل عقار مهجور في حالة تحلل جزئي.
هرع الأب إلى المكان غير مصدق، وما إن رأى ملامح ابنته البريئة وقد فارقتها الحياة حتى انهار قائلًا: "جنى خرجت تشتري حاجات حلوة.. رجعتلي جثة! اللي عمل كده فيها ما عندوش قلب ولا ضمير".
خيط يقود إلى الجاني
لم تستسلم الأجهزة الأمنية في الشرقية، فبدأت على الفور عمليات التحري وتتبع الكاميرات، خلال ساعات، قادت المعلومات رجال المباحث إلى بائع خردة يدعى "محمد أ. ج. ع"، يبلغ من العمر 36 عامًا، مقيم بمحافظة أسيوط، وله سوابق في قضايا سرقة ومشاجرات.
وبمواجهته، انهار المتهم واعترف تفصيليًا بالجريمة، مؤكدًا أنه استدرج الطفلة بحيلة شيطانية بعدما أوهمها بأنه سيشتري لها "عروسة لعبة" ليلهو بها أولاده، ثم اصطحبها إلى عقار تحت الإنشاء في منطقة مجاورة، وهناك شدَّ القرط الذهبي من أذنيها بعنف، ولما صرخت من الألم خنقها بيديه حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
جريمة من أجل قرط ذهبي
لم يكتفِ المتهم بجريمته، بل باع القرط المسروق بمعاونة خمسة آخرين، بينهم صديقه من جنسية سودانية وامرأة قامت ببيعه لأحد محال الصاغة بالقاهرة.
أُلقي القبض على جميع المتهمين، وأحيلوا إلى النيابة العامة التي نسبت إليهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والخطف، وإخفاء أشياء مسروقة.
محاكمة وانتصار للعدالة
أحالت النيابة المتهمين إلى محكمة جنايات الزقازيق التي باشرت نظر القضية وسط اهتمام شعبي وإعلامي واسع.
وجاء حكم المحكمة حاسمًا: الإعدام شنقًا لبائع الخردة القاتل، وتخفيف عقوبة المتهمين الخمسة الآخرين إلى السجن لمدة عام واحد لكل منهم بعد إدانتهم بالمساعدة في بيع المسروقات.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد عبد الكريم وعضوية المستشارين خالد علي وحاتم السيد مصطفى وأحمد عبد السميع شرف الدين، وسكرتارية محمد إبراهيم.
دموع الأب وصوت العدالة
وقف والد جنى أمام المحكمة بعد النطق بالحكم، وعيناه مغرورقتان بالدموع، قائلاً:"أنا مش هسترجع بنتي، بس عدل ربنا رجعلي حقي، بنتي راحت ضحية واحد معدوم الضمير، ربنا ينتقم منه".
قالت والدة الطفلة جنى محسن وهي تجهش بالبكاء وتحتضن صورة ابنتها الصغيرة كأنها ما زالت على قيد الحياة: "منه لله.. حرمنا من فلذة كبدنا، من ضحكتها اللي كانت بتنور البيت، من صوتها اللي كان بيصحيني كل صباح وهي بتقولي صباح الخير يا ماما.. كانت ملاك مايعرفش الأذى، كانت بتحب كل الناس وبتفرح بأبسط حاجة، راحـت من غير ذنب ولا خطأ. قلبي اتحرق عليها ومش هيبرد غير لما آخد حقها.. إعدامه هو اللي هيريّحني، هو القصاص اللي يشفي غليلي ويطمن روحها في قبرها. بنتي راحت، لكن وجعها باقي في كل ركن من بيتنا، في سريرها الفاضي، في لعبتها المكسورة، في هدومها اللي لسه ريحتها فيها.. ربنا ينتقم منه، زي ما حرمنا من ضنايا، اللي كانت كل أملي في الدنيا.
وتابعت والدة الطفلة جنى محسن حديثها بنبرة امتزج فيها الحزن بالفخر قائلة:أنا بشكر القضاء المصري العادل اللي رجّعلنا حق بنتنا، واللي أنصفنا وخلّى العدالة تاخد مجراها. حكم الإعدام اللي صدر كان بردًا وسلماً.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل











0 تعليق