ألمانيا بحاجة إلى قوة «صلبة» لدعم دورها العالمي - المصدر 7

جديد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ألمانيا بحاجة إلى قوة «صلبة» لدعم دورها العالمي - المصدر 7, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 02:07 صباحاً

المصدر 7 - ألمانيا بحاجة إلى إعادة النظر في توازن قوتها الصلبة والناعمة، إذا أرادت تعزيز دورها العالمي في ظل التدهور السريع لظروف بسط قوتها الناعمة. ومنذ إعادة التوحيد في عام 1990، اكتسبت برلين مكانة مميزة في العلاقات الدولية، إذ ركزت على القوة الناعمة والتأثير غير القسري، وأعطت الأولوية للتعاون والدبلوماسية والترابط الاقتصادي كبدائل وظيفية للسياسة القوية.

وفي هذا الإطار، اعتبرت ألمانيا نفسها قوة مدنية و«قوة معتدلة تستثمر من خلال الدبلوماسية والتنمية والدفاع»، في المؤسسات الإقليمية والعالمية لتوفير السلع العامة.

وتعكس قيادتها في الدبلوماسية المناخية، ومكانتها كواحدة من أكبر مقدمي المساعدة الإنمائية الرسمية في العالم، هذا الدور بوضوح.

وكانت هذه الأدوات الليبرالية المؤسسية للسياسة الخارجية مناسبة للعقود الأولى من حقبة ما بعد الحرب الباردة، وساعدت في تعزيز مكانة ألمانيا كواحدة من القوى الاقتصادية والسياسية الرائدة في العالم.

لكن هذا النجاح عزز أيضاً الصورة القائمة على قيم اعتبرتها برلين «حميدة ومتفوقة»، وغالباً ما تم تقديمها بجرعة كبيرة من الأخلاقية.

وعلى الرغم من أن مفهوم «القوة المدنية» لايزال صالحاً، فالسلع العامة لاتزال تعتمد على مقدمي الخدمات والمدافعين عنها الذين يتصرفون بشكل جماعي وتوافقي، إلا أنه يأتي في خضم تنافس متجدد بين القوى العظمى، ولكي تحافظ القوة المدنية الألمانية على نفوذها، يجب أن يتم استكمال جوهرها المؤسسي بمكونات أكثر صرامة وواقعية.

بعبارة أخرى، توفر القوة الصلبة فرصة إبراز القوة الناعمة بشكل فعال في التكوين الجيوسياسي الحالي. وقد تعلمت قوى متوسطة أخرى، مثل بريطانيا وفرنسا، هذا الدرس منذ زمن بعيد.

لكن بالنسبة للنخب السياسية والمجتمع المدني في ألمانيا، فإن ذلك يستلزم إعادة تفاوض عميق حول القيم والمصالح التي تقوم عليها سياستها الخارجية.

وفي هذا السياق، فتحت الحرب في أوكرانيا الباب فعلياً أمام نقطة تحول حقيقية في السياسة الدفاعية الألمانية، أطلق عليها المستشار السابق، أولاف شولتس، في عام 2022 اسم «التحول الزمني».

وفي مواجهة التحالفات غير الليبرالية والتجمعات الاستبدادية، ينبغي أيضاً النظر إلى استثمارات ألمانيا الدفاعية على أنها مساهمة في تقاسم الأعباء العالمية داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يمكّن الحلفاء الآخرين من التركيز بشكل أكبر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتعمل هذه الجهود أيضاً كإشارة تحالفية، تظهر التضامن مع شركاء «الناتو» الإقليميين، ويعززها وجود أكبر، وإن لم يكن أكثر عدوانية، للقوات المسلحة الألمانية.

ومن الأمثلة على ذلك، عبور الفرقاطة الألمانية «بادن-فورتمبيرغ» لمضيق تايوان في عام 2024، ومشاركة وحدات النقل الجوي والمظليين الألمانية في عام 2025 في تدريبات «تاليسمان سيف» إلى جانب أستراليا والولايات المتحدة و16 دولة أخرى.

وستواصل البحرية الألمانية نشر سفنها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على الرغم من أن وجودها لا يعني استمراريتها، فإلى جانب التعاون الوثيق مع بولندا ودول البلطيق والدول الإسكندنافية، تظل أولوية القوات المسلحة الألمانية هي تعزيز الجناح الشرقي للحلف.

وعلى الرغم من عيوبها، تمثل السياسة الدفاعية الألمانية علامة فارقة حاسمة في السياسة الخارجية الألمانية، مع إمكانية إعادة تنشيط القوة الصلبة الألمانية، ليس فقط في الأطر الأوروبية والأطلسية، بل أيضاً على الصعيد العالمي، ما قد يوسّع نطاق القوة الناعمة التقليدية لألمانيا.

لكن إعادة التفكير الواقعية هذه يجب أن تأخذ منظوراً عالمياً حقيقياً، وهي تتطلب إعادة تعريف تحالفات ألمانيا، واستكمال الشراكات التقليدية، القائمة على القيم المشتركة داخل مجموعة السبع الكبار، وغيرها من الأطر الديمقراطية، بعلاقات أكثر واقعية مع الدول ذات التفكير المماثل في مناطق أخرى، لاسيما منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يتركز العديد من أصحاب المصلحة في النظام الدولي.

وعلى الرغم من أن ألمانيا لا تستطيع تقديم أطر تعاون مماثلة لاتفاقية «أوكوس»، التي تنقل بموجبها الولايات المتحدة تكنولوجيا الغواصات النووية إلى أستراليا، فإن هذا النهج الجديد يتطلب إعادة النظر في أدوات السياسة الخارجية، واتباع نهج أكثر واقعية، يتمثل في إعادة تصميم سياسات التنمية والعلوم والتكنولوجيا، وتصدير الأسلحة لتقديم تعاون أكثر جاذبية في المجالات ذات الأولوية للشركاء.

ويجب دمج العديد من هذه الدروس، وقد بدأ بالفعل دمجها، في إعادة النظر الاستراتيجية الأوسع نطاقاً لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. عن «ذا استراتيجست»

. منذ إعادة التوحيد في عام 1990، اكتسبت برلين مكانة مميزة في العلاقات الدولية، إذ ركزت على القوة الناعمة والتأثير غير القسري.

. تمثل السياسة الدفاعية الألمانية علامة فارقة وحاسمة في السياسة الخارجية، مع إمكانية إعادة تنشيط القوة الصلبة الألمانية، ليس في الأطر الأوروبية والأطلسية فحسب، بل على الصعيد العالمي أيضاً.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ألمانيا بحاجة إلى قوة «صلبة» لدعم دورها العالمي - المصدر 7, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 02:07 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق