المصدر 7 - المشروع الجديد، المدعوم بالذكاء الاصطناعي من خلال مساعده "غروك"، يسعي لتقديم محتوي بديل يزعم الحياد، لكن ملامحه الأولي تكشف أنه لا يخلو من التوجيه.

ورغم أن النسخة الحالية تضم أقل من مليون تعريف مقارنة بملايين المقالات في ويكيبيديا، فإن ماسك وعد بأن الإصدارات القادمة ستكون أفضل بعشر مرات.

الموقع الجديد يثير نقاشًا واسعًا حول مستقبل المعرفة الرقمية، إذ يري البعض أنه محاولة من ماسك لتصحيح ما يعتبره هيمنة فكرية لليسار، بينما يعتبره آخرون خطوة جديدة لترسيخ نفوذه في تشكيل الرأي العام، اللافت أن بعض المقالات في "غروكيبيديا" تعيد صياغة الأحداث بزاوية مختلفة، مثل وصفها لتظاهرات "حياة السود مهمة" بأنها أعمال شغب مكلفة بدلًا من احتجاجات سلمية في أغلبها.

وبينما تواصل ويكيبيديا التمسك بمبدأ الحياد، يبدو أن ماسك يسعي لخلق فضاء معرفي يعكس رؤيته الخاصة للعالم، في معركة جديدة بين حرية المعلومات وتوجيهها.

ومع أن "غروكيبيديا" ما زالت في مراحلها الأولي، إلا أنها تفتح الباب أمام سؤال أعمق: هل يمكن فعلاً بناء موسوعة "محايدة" في زمن الاستقطاب السياسي والتكنولوجي؟ فبينما يعتمد المشروع علي الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوي، يبقي هذا الذكاء في النهاية نتاجًا لبيانات بشرية تحمل تحيزاتها الخاصة.

وهكذا. يجد المستخدم نفسه أمام معادلة جديدة، إذ تتنافس الخوارزميات لا علي تقديم الحقيقة المطلقة، بل علي صياغتها بطريقة أكثر إقناعًا. وربما يكون ما يفعله ماسك اليوم هو إعادة رسم خريطة المعرفة، لكن السؤال الأهم: هل يسعي لتنوير العقول أم لتوجيهها وفق رؤيته الخاصة؟.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل