نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استشاري علم النفس الرقمي لـ 'تحيا مصر': القمار الإلكتروني يهدد الصحة النفسية والمالية ويعرض حياة الشباب للخطر - المصدر 7, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 11:50 صباحاً
المصدر 7 - مع تطور التكنولوجيا الرقمية، ظهرت العديد من الألعاب الإلكترونية التي أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، لكن من بين هذه الألعاب، هناك نوع جديد ينطوي على رهانات مالية أو قيم افتراضية يمكن تحويلها إلى أموال حقيقية.
هذه الألعاب، التي يطلق عليها "القمار الإلكتروني"، انتشرت بسرعة بفضل الهواتف الذكية والإنترنت، مما جعل من الصعب التمييز بين ما إذا كانت مجرد تسلية أو مدخلًا للإدمان والمخاطر النفسية والاجتماعية، يمثل هذا النوع من القمار تحديا جديدا في مجال الصحة النفسية والمجتمعية.
الدكتورة نيڤين حسني: القمار الإلكتروني وأثره النفسي
في تصريح خاص لموقع "تحيا مصر"، قالت الدكتورة نيڤين حسني، استشاري علم النفس الرقمي وعضو الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوجيا المعلومات، إن القمار الإلكتروني هو شكل حديث من أشكال المقامرة عبر الإنترنت، ويتضمن ألعاب الفيديو التي تتطلب رهانات مالية أو استخدام عملات افتراضية، مثل بطاقات الجوائز أو العملات الرقمية.
وأضافت أن القمار الإلكتروني يمثل تهديدًا كبيرًا للصحة النفسية؛ حيث إنه يجمع بين الإثارة والمكافآت غير المتوقعة، مما يؤدي إلى انغماس الأشخاص في هذه الألعاب لفترات طويلة، وأشارت إلى أن هذه الألعاب قد تتحول إلى إدمان، ويصعب على الأشخاص الخروج منه بمجرد أن يتورطوا فيه.
العوامل النفسية المسببة للإدمان
أوضحت الدكتورة حسني أن الإدمان على القمار الإلكتروني يرتبط بعدد من العوامل النفسية والسلوكية التي تجعل الشخص أكثر عرضة له. من أبرز هذه العوامل: السعي وراء الإثارة والمخاطرة، ضعف التحكم في النفس، التعرض لضغوط نفسية مثل الاكتئاب والقلق، والتاريخ العائلي للإدمان. هذه العوامل تجعل من الصعب على الشخص التوقف عن اللعب، حتى وإن كانت خسائره تتزايد باستمرار.
المخاطر الصحية والاجتماعية لإدمان القمار الإلكتروني
إدمان القمار الإلكتروني لا يؤثر فقط على الصحة النفسية، بل يمتد ليشمل مشاكل اجتماعية ومالية ضخمة، فقد يسبب هذا النوع من الإدمان القلق والاكتئاب، ويؤدي إلى اضطرابات في النوم وفقدان التركيز.
من الناحية المالية، يترتب عليه تراكم الديون والمشاكل الاقتصادية، بينما تؤدي العزلة الاجتماعية إلى ضعف العلاقات الأسرية والصداقة، وبالتالي، يصبح من الضروري التوعية بهذه المخاطر والتعامل معها بشكل علمي ومدروس.
طرق العلاج والدعم النفسي الرقمي
أحد الحلول المهمة للتعامل مع إدمان القمار الإلكتروني هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يمكن تقديمه عبر التطبيقات أو من خلال جلسات استشارية افتراضية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول أضرار القمار الإلكتروني وتقديم الدعم النفسي من خلال مجموعات الدعم والبرامج العلاجية الرقمية.
الأسباب النفسية للهروب: حالة "منتصر" كدراسة حالة
واحدة من أبرز القصص التي تعرض كيفية تأثير القمار الإلكتروني على حياة الأفراد هي قصة "منتصر"، الشاب الذي كان يعيش في قرية الشطب بمحافظة أسوان، بدأ منتصر في لعب القمار الإلكتروني بشكل عادي، لكن الأمور سارت بشكل سريع نحو التدهور حتى وقع في فخ الإدمان، مما دفعه إلى فقدان كل شيء. لقد تحول الفضول البسيط إلى إدمان حقيقي، فخسر أمواله وأصبح مديونًا بمبالغ ضخمة، وصلت إلى ما يقارب 3 مليون جنيه.
السقوط الكبير: الخسارة والهروب
في حديثه، قال منتصر: "في البداية، كانت خسائري بسيطة، لكنني كنت أعتقد أنني سأستطيع تعويضها في النهاية. ومع الوقت، تحولت الأمور إلى دوامة من الخسائر، وكنت أبحث عن أي طريقة لاستعادة ما فقدته.
وفي النهاية، كنت مدينا للناس في قريتي بـ 700 ألف جنيه، بالإضافة إلى قروض من البنوك، مما دفعني إلى الهروب إلى القاهرة في 2018".
التوبة والعودة: لقاء غير متوقع وغير حياة منتصر
في أحد أيام شتاء 2024، بينما كان منتصر يتجول في شوارع القاهرة، صادف صانع محتوى معروفا على مواقع التواصل الاجتماعي.
تحدث منتصر عن قصته مع هذا الشخص قائلاً: "هو الشخص الذي أنقذني من نفسي. هو الذي أقنعني بأن أروي قصتي للجميع، وأخبرهم بما مررت به". وظهر منتصر في فيديو مع هذا البلوجر، ليحكي تجربته ويكشف للجميع عن الدمار الذي جلبه له القمار الإلكتروني.
المعجزة الإنسانية: رد الديون والتوبة أمام الجميع
انتشر الفيديو بسرعة، وبدأ العديد من المصريين في تقديم الدعم لمنتصر، حتى أن مجموعة من الشباب قاموا بجمع التبرعات لسداد ديونه.
وفي مشهد مؤثر، عاد منتصر إلى قريته في أسوان، حيث وقف أمام أهله وجيرانه ليعترف بأخطائه، ويقوم برد الأموال التي كان قد اقترضها منهم. وأكد منتصر: "كنت خائفًا من عدم قبولهم لي، لكنهم سامحوني وأعادوا لي ثقتي بنفسي".
الدرس المستفاد: رسالة لليافعين والشباب
اليوم، يعيش منتصر حياة جديدة خالية من القمار، ويحاول من خلال تجاربه أن يساعد الآخرين على تجنب الوقوع في نفس الخطأ، وفي رسالته الأخيرة، قال: "القمار ليس لعبة، إنه نار تحرقك دون أن تشعر.
لا تتوقع أن تكون أنت الاستثناء، لأنك قد تجد نفسك يومًا ما في نفس المأساة التي مررت بها".
في ختام حديثه، يحذر منتصر الشباب من الوقوع في فخ القمار الإلكتروني، مستندًا إلى التحذيرات الدينية التي أطلقها الأزهر الشريف بشأن تحريمه. وقد أشار الأزهر إلى أن القمار الإلكتروني يشكل خطرًا على الفرد والمجتمع، وأنه يجب على الشخص أن يلتزم بالتوبة الصادقة ويعود إلى الطريق الصحيح.
إن قصة منتصر هي تذكير مهم بأن العودة إلى الطريق الصحيح ممكنة، وأن الاعتراف بالأخطاء والتوبة عنها هو السبيل الوحيد لاستعادة الحياة والكرامة.















0 تعليق