في تقدم علمي قد يحدث ثورة في علاج السرطان، نجح باحثون يابانيون في تطوير علاج جديد يعتمد على البكتيريا ولا يحتاج إلى جهاز مناعي لمهاجمة الأورام السرطانية.

 ويعود تاريخ فكرة استخدام البكتيريا لعلاج السرطان إلى عام 1868، عندما لاحظ طبيب ألماني أن مريضا مصابا بالسرطان شهد تراجعا في المرض بعد إصابته بعدوى بكتيرية متعمدة.

وقد طور فريق بحثي بقيادة البروفيسور إيجيرو مياكو من المعهد الياباني المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (JAIST)، بالتعاون مع شركة داييتشي سانكيو المحدودة وجامعة تسوكوبا، طريقة جديدة تسمى AUN، تعتمد على شراكة ميكروبية فريدة لتشكل أساسا للعلاج البكتيري المستقل عن المناعة.

ويعتمد العلاج الجديد المسمى AUN على نوعين من البكتيريا الطبيعية:

• بكتيريا "بروتيوس ميرابيليس" (A-gyo) التي تعيش بشكل طبيعي في الأورام

•بكتيريا "رودوبسيودوموناس بالوستريس" (UN-gyo) القادرة على التمثيل الضوئي

وتعمل هذه البكتيريا بتناغم، حيث تستهدف الأوعية الدموية للورم وتدمر الخلايا السرطانية في كل من النماذج الحيوانية والبشرية. والمثير للدهشة أنها تنجح في ذلك حتى عندما تكون الوظيفة المناعية ضعيفة. وأظهر AUN توافقا قويا مع الجسم البشري وآثارا جانبية قليلة، بما في ذلك كبح متلازمة إفراز السيتوكين (CRS)، وهي استجابة مناعية خطيرة محتملة.

ويكمن سر نجاح هذا العلاج في قدرة البكتيريا على تغيير تركيزها داخل الورم بشكل تلقائي وذكي. إذ تبدأ البكتيريا بنسبة قليلة من النوع المهاجم للسرطان (3%)، ثم تزداد هذه النسبة تدريجيا حتى تصل إلى 99%، ما يزيد من قوة العلاج وقدرته على تدمير الخلايا السرطانية.

ويخطط الفريق البحثي الآن لتأسيس شركة ناشئة لمواصلة تطوير هذا العلاج، على أمل بدء التجارب السريرية خلال السنوات الست المقبلة. وهذا الإنجاز العلمي يمثل أملا جديدا لمرضى السرطان الذين لا تستجيب أجسامهم للعلاجات التقليدية المعتمدة على المناعة.

المصدر: ساينس ديلي