يحسَب لديوان العبيدات وهيئته الإدارية أنهم فتحوا نوافذ الديوان على الثقافة، وصار الديوان العائلي محورًا لنقاشات ثقافية، وسياسية، وشبه سياسية محترمة! ضمت مثقفين يساريّين، ويمينيّين! معارضين، ومؤيّدين !وينعم الكل ب "كباب العبيدات" في نهاية كل ندوة!

(١)

الروابدة في ديوان العبيدات

مساء الثلاثاء ١٧ / ١١، تحدث الروابدة حديث العقل للعقل بعيدًا عن الرغائبية، والشعبوية.

فتح قلبه السياسي، وعقله السياسي، تحدث واستمع لجمهور لم تنقصه الثقافة العالية، ولا المكانة المرموقة.

تحدث عن فلسطين، والأردن، والسياسة الدولية، ونهايات الحرب وبداياتها، وقال بأن الانتصار الوحيد لنا هو ارتكاب إسرائيل حرب الإبادة التي ضبطت متلبسة بها عند الرأي العام العالمي الرسمي، والشعبي.

انتهت الحرب تمامًا، واختلطت الانتصارات بالهزائم، وانتشر الضباب كالعادة! وها نحن نتحدث لنبحث عن الحقيقة معًا! فليس هناك من يدُعي امتلاكها!

(٢)

هكذا تكلم الروابدة!

سأنقل ما فهمت من الندوة؛ محاولًا عدم تحميل أي طرف مسؤولية الحديث! فأنا أسجل ما فهمت، وليس ما قيل!

- حين يتحدث مواطن حرّ عن الولايات المتحدة قد يقول: إنها دولة الشر ، وداعمة العدو الإسرائيلي، ومموّل أعدائنا بالمال، والمعرفة، والسلاح!

- ⁠وحين يتحدث سياسي أردني عن الولايات المتحدة، يقول: إنها دولة صديقة داعمة لنا، ترفد موازنتنا بما يمكّننا من البقاء!

- ⁠هذا هو الفرق بين النائب، والمواطن، وبين رأي السياسي، والمسؤول!!

- ⁠من الصعب التحدث عن أمة عربية بعد كامب ديفيد، وحتى أوسلو؛ ليبدأ بعدها صراع عربي عربي، أو شيعي سنّي… إلخ، في حين ذاب الصراع العربي- الإسرائيلي.

- ⁠تحقق الإبراهيمية تقدمًا كل يوم، فالبحث عن دين جديد مشترك تم العثور عليه، وسيكون هذا الدين دينًا رسميّا لدى عدد من المجتعات العربية والإسلامية.

- ⁠كثر التدين وقل الدين، وانتشر الشكل على حساب القيم الأصلية للدين!

(٣)

الأردن إلى أين؟

أوضح الروابدة أن الدولة البديلة هي أمر ضعيف الاحتمال، أو منعدم. فالدولة البديلة في الأردن هي دولة فلسطينية، وهذا ما لا تقبله إسرائيل!!

إسرائيل لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية تحيي أمل الشعب الفلسطيني في تحرير فلسطين!

نعيش حالة وهم حزبي، وحالة

أوهام تحديثية، وحتى فترة تغييرات مفروضة على تقاليد الأردنيين؛ لأن الأحزاب العقائدية يجمعها الفكر المشترك، في حين تحتاج الأحزاب البرامجية إلى قيادات كاريزمية!! وهذا ما لم تنتجه الأحزاب حتى الآن!!

(٤)

قيمة ما يقوله الروابدة!

موضوعيّا؛ يُحسَب للروابدة بأنه المتحدث الوحيد في الساحة بعد اختفاء الجميع! قال الروابدة: الويل لمن يتحدث، فالإعلام يخلق له عشرات المصائد! لذلك

خاف الجميع، سكت الجميع!

وحده الروابدة من نزل إلى الساحة السياسية؛ مسلحًا بيقظته الذهنية، ومعرفته بما يتحدث، وبما يترتب على حديثه!

وحده الروابدة من يبدي رأيه في قضايا ٧ اكتوبر وغزة، وقضايا التحديث، وقضايا الهوية الأردنية الجامعة!

قيمة حديث الروابدة في تفرده، ويقظته، وذكائه النادر في مواجهة قناصي التفسير، والاقتطاع، والقص واللصق للحصول على تشهير بشخص!

نعم، الروابدة وحده من يتحدث إلى الجمهور، في حين غاب أصحاب الدولة والمعالي!

الروابدة لا يخاف؛ لأنه يعرف ما يقول!!

فهمت عليّ؟!!