نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"سياحة القنص"... أثرياء من ميلانو دفعوا المال لاصطياد مدنيين في البوسنة - المصدر 7, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 12:06 صباحاً
المصدر 7 - أدى الإعلان عن تحقيق في إيطاليا بشأن "قنّاصة عطلة نهاية الأسبوع" الذين يُشتبه بأنهم كانوا يدفعون أموالا لقاء "اصطياد" مدنيين خلال حصار ساراييفو، إلى نكء جراح العاصمة البوسنية التي تعرضت لأطول حصار في التاريخ الحديث.
وأفادت وسائل إعلام إيطالية بأن النيابة العامة في ميلانو فتحت تحقيقا في رحلات يُشتبه بأن أثرياء إيطاليين كانوا يقصدون فيها البوسنة للترفيه عن أنفسهم بإطلاق النار من التلال المحيطة بساراييفو على المدنيين المحاصرين فيها بين نيسان/أبريل 1992 وشباط/فبراير 1996. ولكن لم يرشَح من التحقيقات سوى نذر يسير من التفاصيل.
ويؤكد القضاء البوسني الذي تولى التحقيق في الاتهامات نفسها عام 2022، أن تحرياته لا تزال جارية.
وفي ما يأتي أبرز المعلومات عن هذه القضية بعد ثلاثين عاما من الحرب التي خلّفت أكثر من 100 ألف قتيل.
ماذا حصل خلال الحصار؟
في مطلع نيسان/أبريل 1992، عمدت قوات صرب البوسنة بعد استيلائها على أسلحة من الجيش الاتحادي اليوغوسلافي، إلى فرض حصار على ساراييفو. وطوال السنوات الأربع التي استمر خلالها هذا الحصار، قُتل أكثر من 11500 شخص في المدينة، من بينهم مئات الأطفال، وفقا للأرقام البوسنية الرسمية.
ويخلّد نصب تذكاري في وسط المدينة أسماء الأطفال القتلى، في تذكير يومي بالمأساة التي عاشتها ساراييفو.
ساراييفو
وقُتِل كثر من هؤلاء الضحايا برصاص قناصة كانوا يتمركزون على التلال المحيطة بالمدينة. وأطلق صحافيون أجانب على الشارع الرئيسي في ساراييفو خلال الحرب اسم "طريق القناصة" Sniper alley. وكان القنص إحدى الوسائل المتبعة لإرهاب السكان المدنيين، على ما لاحظت أحكام عدة للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.
لكنّ أيّ قنّاص لم يُحاسب بصفة شخصية، بل استهدفت الإدانات المسؤولين والقيادة.
سَفاري القناصة
كانت صحيفة "أوسلوبودينيي" أول وسيلة إعلامية نشر مقالات عن سياحة الحرب التي كانت تضيف المزيد من الأهوال إلى مآسي الحصار.
وتحت العنوان العريض "سَفاري القناصة في ساراييفو" (رحلات صيد القناصة)، أوردت "أوسلوبوديينيي" في الأول من نيسان/أبريل 1995 "روايات مُرعبة عن سياحة الحرب" وأشارت مثلا إلى أن "ضابطا صربيا عرض على صحافي إيطالي إطلاق النار على امرأة كبيرة السن".
وجاء في عنوان فرعي آخر "إنهم يُفضلون إطلاق النار على الأطفال".
واستشهد المقال بوسائل إعلام إيطالية تُغطي "حرب نهاية الأسبوع" في ساراييفو وبالاتهامات المرفوعة إلى "المحكمة الشعبية" في ترينتي.
وبعد 30 عاما، وفي مقال رأي نُشر في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر على الموقع الإلكتروني لـ"راديو ساراييفو"، روى ضابط المخابرات السابق في الجيش البوسني إدين سوباسيتش، كيف عثر عام 1993 على محاضر استجوابات أدلى فيها صربي وقع أسيرا، بأن صيادين إيطاليين في طريقهم إلى ساراييفو برفقة متطوعين صرب.
ونقل سوباسيتش في روايته عن السجين قوله إنهم "رجال أثرياء سيدفعون للقوات الصربية في ساراييفو للسماح لهم بإطلاق النار على مسلمين".
لم يُفتح حينها أي تحقيق قضائي. وأفادت التقارير بأن الاستخبارات البوسنية أبلغت عملاء لنظيرتها الإيطالية في سراييفو بالأمر. إلاّ أن القضية لم تُعاوِد الظهور إلاّ بعد عقود.
تحقيقات
كانت بنيامينا كاريتش تبلغ عاما واحدا عندما اندلعت الحرب.
وفي 2022، عندما أصبحت رئيسة بلدية ساراييفو، حضرت عرضا لفيلم تسجيلي أثّر فيها بشدة ضمن مهرجان للأعمال الوثائقية نظمته قناة "الجزيرة البلقان". وتناول الوثائقي الذي حمل عنوان "سفاري ساراييفو" (Sarajevo safari) وأخرجه السلوفيني ميران زوبانيتش، هذه الاتهامات المتعلقة بسياحة الحرب.
وما هي إلا أيام بعد مشاهدته، حتى رفعت رئيسة البلدية دعوى، ووضعت النيابة العامة البوسنية يدها على القضية، لكنّ أية تفاصيل في شأنها لم تُعرف مذّاك.
وفي آب/أغسطس المنصرم، تواصلت مع الصحافي الإيطالي إزيو غافاتزيني الذي كان رفعَ دعوى في ميلانو، وأرسلت هي الأخرى دعوى إلى القضاء الإيطالي بواسطة السفارة الإيطالية في ساراييفو.
وأشارت كاريتش في منشور أوردته أخيرا على "فيسبوك" إلى أن "فريقا كاملا من الأشخاص المتفانين يعمل لضمان عدم بقاء الدعوى حبرا على ورق". واضاف "لن نستسلم!".
وأوضح القاضي السابق غيدو سالفيني الذي ساعد غافاتزيني على تكوين ملفّ دعواه، في حديث أدلى به الاثنين خلال برنامج تلفزيوني إيطالي، أن الصحافي أجرى "عملا كبيرا" اعتمد فيه "على مصادر محلية وشهود من كلا الجانبين".
ولم تعلق النيابة العامة في ميلانو على مضمون الدعوى. ولم تستجب لطلبات وكالة فرانس برس للحصول على معلومات.









0 تعليق