المصدر 7 - شكرًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي انحاز للوطن وأعاد للإنتخابات هيبتها ولصوت المواطن إحترامه، فقد حسم بيان فخامته للشعب المصري الثوابت التي يجب أن تتسم بها العملية الإنتخابية، شكرًا لما تضمنه البيان من رسائل تؤكد حرص سيادتكم الواضح على ترسيخ النزاهة والشفافية وصون إرادة الشعب المصري في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ الوطن، شكرًا لتدخلكم لحماية أصوات الناخبين وتأكيدكم على الإلتزام بروح المسؤولية الوطنية في كل مراحل العملية الإنتخابية لتقديم نموذج مشرف في المنافسة السياسية الرشيدة.

بيان الرئيس بالأمس يجدد تأكيده على إعلاء إرادة الشعب المصري من خلال دعم تشكيل برلمان متوازن يعبر بصدق عن الناس، ويعكس تنوع المجتمع، ويستحق ثقتهم، ويعمل من أجل مصالحهم الحقيقية، بما يتسق مع رؤية الجمهورية الجديدة في بناء مؤسسات قوية تستند إلى الديمقراطية وسيادة القانون.
الرئيس السيسي فعل ما لم يفعله الرئيس مبارك في إنتخابات 2010، المشهدان تقريبًا متشابهان عدا رد فعل القيادة السياسية، كلمات رئيس الجمهورية لم تكن مجرد لفت نظر بل هو توجيه لكافة الأجهزة بإلتزام الحيادية وإعادة الإحترام لصوت المواطن الذي بات يدرك أن صوته بلا قيمة فلم يعد يهتم بالتصويت، والمشهد المخزي في إنتخابات مجلس الشيوخ لم يمض عليه سوى أيام!.

الرئيس السيسي طالب الأجهزة بغسل سمعتها مما ردده بعض المرشحين أنهم مدعومون مما أطلقوا عليه الجهات الداعمة، وأحرج الإعلام وكشف زيف القنوات والصحف التي صدّرت صورة زائفة للإنتخابات البرلمانية، ووصفتها بالنزيهة حتى أن أحدهم قال أنها أنزه انتخابات في تاريخ مصر! فاليوم الدولة قالتها بوضوح: «لا أحد فوق صوت الناس، ولم يضيع صوت، ولن تغطي على أي خطأ».

الحقيقة بهذا البيان أعاد الرئيس السيسي، الأمور إلى نصابها الصحيح، رافعًا شأن الحق والعدل، ومؤكدًا أن صوت الشعب وحده هو الفيصل، وأن الهيئة الوطنية للإنتخابات ملزمة بالتدقيق الكامل ومراجعة كل الطعون دون تهاون أو مجاملة، فما قام به الرئيس بالأمس يمثل نقطة تحوّل ستبدد الكثير من الصورة القاتمة التي خيّمت على المشهد السياسي المصري خلال الأيام الماضية.

ولعل من أهم رسائل الرئيس في بيانه: «لا تهاون في ضمان نزاهة الإنتخابات وحماية إرادة الشعب - التدقيق التام في فحص الأحداث والطعون الإنتخابية - تعزيز الشفافية في الإجراءات الإنتخابية - الرقابة الفعالة على الدعاية الإنتخابية»، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان أن تبقى الإنتخابات نزيهة وشفافة، وأن يظل ممثلو الشعب في البرلمان هم صوت الشعب الحقيقي.

رسائل الرئيس السيسي تؤكد أن صوت المواطن يُتابَع ويصل إلى القيادة السياسية، فعبارة «وصلني» تؤكد أن كل صغيرة وكبيرة تصل إلى الرئيس، بما في ذلك الاستغاثات التي وردت خلال الفترة الأخيرة بشأن تعذر حصول الناخبين على كشوف الحصر المبدئي في اللجان الفرعية، وهذه المتابعة الدقيقة من فخامته تعبّر بوضوح عن أن صوت المواطن المصري يصل مباشرةً إليه، وأن هذا النهج يرسخ مبادئ الجمهورية الجديدة القائمة على إحترام الإرادة الشعبية وحماية حقوق الناخبين.

إن الخطوة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، من توجيهات بشأن إنتخابات مجلس النواب تمثل عملاً عملاقاً كشف أعماق الشارع المصري وأرضى المواطن والناخب وكل المتعاملين في العملية الإنتخابية، ولاقت ارتياحًا واسعًا لدى الشارع المصري، واثلجت قلوب الشعب، ورفعت سقف الثقة عند الناخب بأن صوته سيصل وأصبح له قيمة، وأكدت أن الرئيس يحترم شعبه، ويجاهد من أجله.

بيان الرئيس السيسي جاء بمثابة «مشرط الجراح» الذي وضع يده على كل ما أُثير خلال الفترة الماضية من شكاوي واستغاثات بعض المرشحين، سواء المتعلقة بقطع لافتات دعائية أو مشكلات إدارية وغيرها، فسارع على الفور واستجاب لجميع المواطنين والمرشحين الذين يسعون لمستقبل أفضل لمصر، موجهًا رسالة واضحة تعيد الطمأنينة للجميع.
الرئيس وضع يده على مواضع الخلل واستجاب لاستغاثات المصريين، وهذا التوجّه ستكون له آثار سياسية مهمة، أبرزها زيادة كثافة التصويت من جانب المواطنين، وتعزيز حماس المرشحين لبذل جهد أكبر للوصول إلى الناخبين، كما سيترك أثرًا اقتصاديًا إيجابيًا يتمثل في تعزيز ثقة العالم في الدولة المصرية وفي التشريعات الصادرة عن مجلس النواب والبرلمان بغرفتيه.

البيان يؤكد أن الرئيس يحترم شعبه وينحاز له دائماً وأبداً تحت أي ظرف، فحتى بعض الأصوات الغاضبة التي عبرت عن غضبها على «السوشيال ميديا» لم تكن مجرد أصواتًا فردية بالنسبة له، ولم يقلل من حجمها ولا من حقها في التعبير عن رأيها، فاستمع لها واستجاب إلى شكواها، وأصدر توجيهاته إلى الجهة المختصة - بالفحص - والتدقيق من أجل ضمان عملية إنتخابية نزيهة وشفافة للجميع. 

في النهاية.. بيان الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد أنه يضع مصلحة الوطن في المقام الأول، وأن الشعب سيد الموقف ورأيه يُحترم وصوته مسموع، كما يمنح الهيئة الوطنية للإنتخابات كامل الصلاحيات لتقوم بدورها بشكل مستقل، مع وضع الجميع «الناخب - المرشح - الأحزاب - الجهات الرسمية المختصة» أمام مسؤولياتهم الوطنية لضمان إنتخابات نزيهة وشفافة تعكس إرادة الشعب المصري الحقيقية، حتى نصل إلى برلمان يعبر عن الجمهورية الجديدة ومبادئها القائمة على العدالة وتطبيق دولة القانون.. حفظ الله مصر أرضًا وشعبًا وجيشًا وقيادة.