هل يمنع ترامب أوروبا من التحرك في شرق آسيا؟ - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يمنع ترامب أوروبا من التحرك في شرق آسيا؟ - المصدر 7, اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 06:48 صباحاً

المصدر 7 - لعل "نذير الشؤم" الأول الذي رأته أوروبا مقبلاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية كان "المحاضرة" التي ألقاها نائبه جي دي فانس في "مؤتمر ميونيخ للأمن" بعد أقل من شهر على استلام الإدارة الجمهورية مقاليد الحكم. حينها، قال فانس إن "الخطر الحقيقي" على أوروبا هو الهجرة غير المنظمة وإبعاد اليمين المتشدد من الحكم والقيود على حرية التعبير.

 

كان ذلك أسوأ من أميركا انعزالية. على الأقل، كان يُفترض، في الحالة الأخيرة، أن تترك أميركا الأوروبيين وشأنهم، في شؤون الدفاع كما في شؤون الحكم الداخلي. في تلك اللحظة، بدا أن أوروبا تحصل على أسوأ العوالم الممكنة: تدخل أميركي في حكم القانون الأوروبي مقابل تخلٍّ أميركي عن أمنها.

 

بمرور الأشهر، تحسنت العلاقات بين الطرفين، بعد جهد أوروبي كبير لفهم ترامب، وكذلك لتلبية مطالبه. لكن ثغرة ظلت واضحة.

 

اتفاق تجاري بين أميركا والاتحاد الأوروبي (أ ب)

اتفاق تجاري بين أميركا والاتحاد الأوروبي (أ ب)

 

تحرك جريء

تظهر تطورات عدة نية أوروبية لتأدية دور أمني واقتصادي في شرق آسيا على قاعدة أن ما يحصل هناك يؤثر على أمنها وازدهارها. مَن المُستاء من الدور الجديد؟ نائب وزير الدفاع الأميركي لشؤون السياسة إلبريدج كولبي. منع في أيار/مايو الماضي بريطانيا من إرسال حاملة طائرات إلى "الإندو-باسيفيك"، طالباً منها التركيز على التهديدات القريبة. "لا نريدكم هناك"، قال كولبي بحسب "بوليتيكو".

 

وخلال حوار منتدى شانغري-لا الماضي، أكبر مؤتمر دفاعي سنوي في آسيا، طلب وزير الدفاع بيت هيغسيث من الأوروبيين التركيز على قارتهم، قائلاً إن حرف "النون" في الناتو يشير إلى "شمال الأطلسي".

 

إلبريدج كولبي خلال جلسة المصاقة على التعيين (أ ب)

إلبريدج كولبي خلال جلسة المصاقة على التعيين (أ ب)

 

إذا كانت الإدارة الأميركية ترى في الصين التحدي الأكبر لها فالبديهي أن ترحب بأي دور أوروبي في شرق آسيا، لأنه يمثل إضافة ولو متواضعة للإمكانات الأميركية هناك، تماماً كما أن روسيا ترحب بإمكانات كوريا الشمالية والصين (المتباينة) في جهودها الحربية الأوروبية.

 

أليس انتصاراً؟

تعدّ الرؤية الأوروبية هذه افتراقاً ناعماً عن دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوروبا إلى عدم الانجرار نحو صراع حول تايوان. جاء ذلك خلال زيارته الصين في ربيع 2023. حينها، ومن بين الأصوات الأميركية الغاضبة، برز صوت السيناتور (ووزير الخارجية الحالي) ماركو روبيو: إذا لم تكن أوروبا تريد "تأييد طرف بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان، فعندها ربما يجب ألا نؤيد طرفاً" في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

 

بمعنى آخر، كان يُفترض بالدور النشط الجديد لأوروبا في شرق آسيا أن يمثل انتصاراً لرؤية ترامب لا إزعاجاً لها. مجدداً، تبدو "الانعزالية" الانتقائية أو العشوائية لأميركا أكثر ضرراً أو تقييداً لأوروبا، بالمقارنة مع الانعزالية الأميركية التامة. مع ذلك، قد يكون تصريحا هيغسيث وكولبي معبّرين عن نظرة شخصية لا عن نظرة عامة للإدارة، بما أنهما افترقا أحياناً عن ترامب في قضية مد أوكرانيا بالسلاح.

 

كذلك، إن التأرجح الأميركي في النظرة إلى أوروبا سيدفع الأخيرة، بما فيها فرنسا ولو لأسبابها الخاصة، إلى عدم خفض حضورها في المنطقة، بحسب دراسة صادرة في حزيران/يونيو لـ"المعهد الدولي للدراسات الأمنية". وربما بدأت الإدارة إدراك أنه ليس بوسعها الضغط على أوروبا كثيراً لخفض حضورها في المنطقة، بعد خسارة أميركا النسبية في الحرب التجارية.

 

في الخلاصة، إن أسوأ مخاوف بروكسل من ترامب لمّا تتحققْ بعد. نهاية سنة 2025 أفضل لأوروبا من بدايتها.

 

ما إذا كان ذلك سينطبق على السنوات المقبلة يحتمل وجهات نظر مختلفة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق