لماذا لا ينسى البعض الوجوه أبداً؟ العلم يكشف سرّ العقول الخارقة - المصدر 7

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا لا ينسى البعض الوجوه أبداً؟ العلم يكشف سرّ العقول الخارقة - المصدر 7, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 09:25 مساءً

المصدر 7 - يواجه الكثيرون موقفاً محرجاً حين يتفاجأون بشخص يتذكرهم من لقاء عابر قبل سنوات، بينما هم لا يملكون أي ذاكرة عنه، وهو ما أعاد العلماء لدراسة فئة نادرة تُعرف باسم أصحاب الذاكرة الخارقة للـ الوجوه (Super-recognizers) الذين يمتلكون قدرة مذهلة على تذكّر الوجوه بمجرد رؤيتها مرة واحدة، وقد كشفت دراسة حديثة من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية (UNSW) أن السرّ لا يكمن في قوة النظر، بل في الذكاء البصري الفائق الذي يجعلهم يلتقطون التفاصيل الجوهرية بدقة لا واعية.

كيف يرى الدماغ الفائق الوجه؟

أظهرت الدراسة، المعتمدة على تقنية تتبّع حركة العين لدى 37 من أصحاب القدرات الاستثنائية و68 شخصاً بقدرات عادية، أن الفئة الأولى لا تتأمل الوجوه أكثر من الآخرين، لكنها تركّز مباشرة على أكثر الملامح تميّزاً مثل الانحناءات الدقيقة، والفروق الصغيرة بين أجزاء الوجه، والمسافات الدقيقة بين العينين والفم، ما يجعل عملية التعرف لديهم أسرع وأدق وبمجرد نظرة واحدة، وبطريقة ديناميكية تعمل دون أي جهد واعٍ كما أكد الباحث الرئيسي جيمس دان.

ذكاء بصري لا يمكن تعلّمه

خلص الباحثون إلى أن هذه المهارة ليست مجرد حيلة يمكن اكتسابها، بل آلية فطرية في الدماغ تبدأ من المستويات الأولى للمعالجة البصرية وربما من الشبكية نفسها، الأمر الذي يفسّر لماذا لا يستطيع معظم الناس الوصول إلى هذا المستوى من التعرّف مهما تدربوا، لأن الدماغ لدى السوبر-ريكونايزرز يتعامل مع الوجه كما لو كان قطع بازل تُفكك وتُعاد تركيبها بسرعة مذهلة في صورة واحدة واضحة.

الخوارزميات تتعلم من البشر الخارقين

وعند إدخال أنماط النظر الخاصة بالسوبر-ريكونايزرز إلى خوارزميات تعلّم آلي متطورة، أصبحت الأنظمة أكثر دقة في التعرف على الوجوه مقارنة بالاعتماد على أنماط النظر العادية، ما يشير إلى إمكانية تطوير تقنيات التعرف على الوجوه مستقبلاً عبر محاكاة هذه الآليات البشرية الفطرية التي تُشبه – كما يصف الباحثون – أسلوب الكاريكاتير الذي يُبرز الملامح الفريدة ويجعلها أسهل للحفظ والتعرّف.

قدرات وراثية وعالم لا يقتصر على البشر

ترجّح الأدلة العلمية وجود جذور وراثية لهذه المهارة، كما أنها ليست حكراً على البشر، إذ تلعب القدرة على تمييز ملامح الأفراد دوراً مركزياً في السلوك الاجتماعي لدى العديد من أنواع الرئيسيات، ما يشير إلى أن القدرة على التعرف على الوجوه ليست مجرد مهارة فردية، بل عنصر أساسي في تطوّر التواصل الاجتماعي.

البشر ما زالوا يتفوّقون على الذكاء الاصطناعي

رغم التطور الكبير في أنظمة الذكاء الاصطناعي، يؤكد العلماء أن البشر ما زالوا يتقدمون بفضل قدرتهم على التقاط الإشارات الاجتماعية والسياقية التي لا تزال تمثل نقطة ضعف لدى الأنظمة الآلية، مما يجعل الذاكرة البشرية للوجوه حتى الآن معجزة عصبية يصعب منافستها.

أخبار ذات صلة

0 تعليق