في قلب المشهد المتكرر…. أين يقف حسام حسن؟ - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في قلب المشهد المتكرر…. أين يقف حسام حسن؟ - المصدر 7, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 05:47 مساءً

المصدر 7 - في فيلم "1000 مبروك" لأحمد حلمي، يجد البطل نفسه عالقاً في اليوم ذاته، يتكرّر بلا نهاية، يوم يعيد فيه أخطاءه حتى يدركها ثم يصحّحها، ليتحرّر أخيراً من الدائرة المغلقة.

ما يبدو درساً سينمائياً لطيفاً تحوّل في الكرة المصرية إلى واقع أكثر صلابة وقسوة؛ فالأحداث تتكرر، والأخطاء ذاتها تعود، والقرارات تُعاد وفق وتيرتها القديمة، ووحدها الوجوه تتبدّل، بينما تبقى النهاية ثابتة. الفارق الجوهري أن حلمي تعلّم في النهاية، بينما يبدو أن المشهد الكروي لا يزال يرفض التعلّم.

في خضم هذا المشهد المكرّر، يقف حسام حسن عند واحدة من أكثر اللحظات حساسية منذ تولّيه مسؤولية المنتخب. فبدل أن يتقدّم المشروع بثبات، تتصاعد موجات الانتقاد حتى وصلت إلى الحديث عن سيناريو رحيله، وكأن الجميع يترقّب لحظة السقوط، حتى قبل أن تبدأ بطولة كأس أمم أفريقيا 2025، التي تستضيفها المغرب في الشهر المقبل، حتى أن الشارع الرياضيّ بات مقتنعاً بأن الإقالة "جاهزة"، وأن أي تعثر سيكون مجرد توقيع أخير على قرار مُتخذ مسبقاً.

 

بصمة حسن الفنية غائبة رغم تأهل منتخب الفراعنة إلى كأس الأمم ومونديال 2026. (وكالات)

 

جاء حسام حسن إلى المنتخب بشخصيته الصارمة وحضوره القوي، وهي الصفات نفسها التي كانت سبباً في ترشيحه للمنصب. لكن هذه القوة تحولت سريعاً إلى عبء، فالجماهير تنتظر تأثيراً فورياً. فكل مباراة تهتز فيها الصورة، وكل قرار فني يبدو مثيراً للجدل، ويتحوّل إلى وقود جديد في دائرة الانتقاد، حتى أصبح الرجل في مرمى الغضب مهما كانت الظروف أو النتائج.

الصورة تصبح أكثر تعقيداً مع تضارب الآراء حول أداء المنتخب. فالبعض يرى أن المستوى لم يصل إلى الحد اللائق بتاريخ الفراعنة، وأن الأخطاء تتكرر، والبصمة الفنية غائبة، رغم التأهّل إلى كأس الأمم ومونديال 2026. ويعتبر هؤلاء أن الطريق لم تكن كافية للحكم على مشروع "العميد"، بسبب ضعف المنافسة. لكن آخرين يؤكدون أن الحكم ما زال مبكراً، وأن أيّ مشروع يحتاج وقتاً واستقراراً لا يتوفران وسط بيئة تحكمها ردود الفعل السريعة.

تاريخ المنتخب لا يمنح مدربه الوقت الكافي. أسماء عديدة تولّت المهمة ثم غادرت مع أول اهتزاز، حتى أصبحت "الضحية التالية" جزءاً من الثقافة الكروية في مصر؛ والإدارة في أوقات كثيرة لم تُظهر صبراً طويلاً، ما يجعل أي تراجع يُقرأ كعلامة على بداية النهاية.

 

إقرأ أيضاً: صلاح لا يسلم من الانتقادات... هل تُشكّل كأس الأمم الأفريقية ضربة قاضية لـ"الفرعون"؟

 

أما جوهر الأزمة فيتجاوز المدرّبين إلى طريقة إدارة اللعبة نفسها. فمشاهد الترقيع الفني، وتعيين مدربين بلا خبرة أو تكوين حقيقي، والإدارة الرياضية التي تعمل بفكر قديم، كلّها أسباب صنعت الواقع الحالي. المنتخب ليس إلا مرآة لمشكلات أعمق تضرب الأندية والاتحادات والكوادر الفنية.

لكن المؤكد أن بطولة الأمم الأفريقية ستكون نقطة مفصلية، فإمّا أن ينجح حسام حسن في تثبيت مشروعه وكسر الحلقة المكررة، وإما أن يجد نفسه فصلاً جديداً في رواية لا تتغير نهايتها. في كل الأحوال، السؤال الحقيقي ليس: "هل يرحل حسام حسن؟" بل: "متى تتوقف الكرة المصرية عن تكرار اليوم نفسه كل مرة؟".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق