نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الثقافة جسـر السلام.. الجامعة العربية تطلق مبادرات لتعميق الحوار مع الصين - المصدر 7, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 02:15 مساءً
المصدر 7 -
دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إلى تعزيز دور الثقافة كقوة ناعمة في دعم السلام العالمي، مؤكدة أن الثقافة أداة للبناء والتقريب بين الشعوب، وليست وسيلة للفرقة أو الصراع. وشددت على أن تعزيز التبادل الثقافي بين الدول العربية والصين بات ضرورة أخلاقية واستراتيجية، كونه يسهم في تفكيك خطاب صراع الحضارات، ويرسّخ الثقة المتبادلة بدلاً من التوتر.
جاء ذلك في ورقة عمل قدّمها المستشار يوسف بدر مشاري، مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالجامعة العربية، خلال الدورة الحادية عشرة للحوار الصيني–العربي لعام 2025، تحت عنوان: "تعزيز التبادل الثقافي والإنساني بين الحضارتين العربية والصينية في إطار مبادرة الحضارة العالمية".
وأوضحت الورقة أن هذا التعاون يستند إلى رؤية مشتركة تهدف إلى ترسيخ مفهوم "مجتمع مصير مشترك للبشرية"، من خلال تعميق الشراكة الحضارية بين الجانبين، بما يتجاوز حدود التعاون الاقتصادي ليشكل إطارًا أعمق يقوم على القيم الإنسانية والتواصل الثقافي.
وأكد مشاري أن التفاهم الحقيقي لا يُصنع بالاتفاقيات وحدها، بل عبر التفاعل المباشر بين الشعوب، من خلال تبادل المعرفة والفنون واللغات، مشيرًا إلى أن قراءة طالب عربي لشعر وانغ وي أو اطّلاع طالب صيني على فلسفة ابن خلدون هو ما يخلق التقارب الحقيقي، كما أن المشاركة الفنية والسينمائية المتبادلة تعزز روح الحوار الحضاري.
وأشار إلى أن هذا التقارب هو نتيجة طبيعية لتلاقي حضارتين عريقتين؛ فالحضارة العربية تقوم على التسامح والانفتاح والروحانية، بينما ترتكز الحضارة الصينية على الانسجام والانضباط والحكمة المتراكمة. وشدد على أن الاختلاف بين الحضارات ليس عائقًا، بل مصدر ثراء إنساني وأخلاقي، مؤكدًا أهمية احترام الخصوصيات الثقافية وفق فلسفة "الانسجام دون التماثل" التي يعتز بها الفكر الصيني.
وفي ما يتعلق بالتعليم والتبادل الأكاديمي، دعا مشاري إلى مضاعفة المنح الدراسية المتبادلة في مجالات اللغة والثقافة والدراسات الحضارية، وضمان تنوع هذه المنح واستدامتها. كما اقترح تأسيس "الرابطة الصينية–العربية للجامعات" لتبادل المناهج والأساتذة وإطلاق منصات تعليمية إلكترونية مشتركة. ودعا إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة بدراسة تاريخ طريق الحرير والتفاعل الحضاري بين الطرفين، على أن تُنشر نتائج الأبحاث في مجلات محكّمة مشتركة.
كما أوصى بإطلاق "سنوات ثقافية متبادلة" كل ثلاث سنوات، تتضمن فعاليات أدبية وفنية وسينمائية في كلا الجانبين، إضافة إلى دعم مشاريع الترجمة المنهجية للأعمال الكلاسيكية والمعاصرة، بتعاون لجان لغوية وثقافية عليا لضمان دقة الترجمة وجودتها.
وفي مجال التراث، شدد على ضرورة الاستفادة من الخبرة الصينية في التوثيق الرقمي والترميم باستخدام الذكاء الاصطناعي لحماية التراث العربي المادي وغير المادي ونقله للأجيال المقبلة.
وأوضح مشاري أهمية تشجيع السياحة المتبادلة عبر تسهيل إجراءات التأشيرات، وتقديم تذاكر مخفضة، وتنظيم رحلات ثقافية للطلاب والفنانين والباحثين، مؤكدًا أن السياحة وسيلة فعالة لتعزيز الثقة بين الشعوب.
كما دعا إلى توسيع برامج الشباب والتطوع وورش العمل المشتركة في قضايا البيئة والتعليم والتسامح، على أن تُدعَم هذه المبادرات بخطط تقييم واضحة وتمويل مستدام.
وفي الجانب الإعلامي، طالب مشاري بتوقيع اتفاقيات تعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية والصينية لبناء خطاب إعلامي مشترك يواجه الصور النمطية ويحد من انتشار خطاب الكراهية، مع وضع معايير أخلاقية ضابطة للمحتوى.
واختتم بدعوة إلى تشكيل لجنة تنفيذية عليا تضم وزارات الثقافة والتعليم والخارجية، والجامعات، ومراكز الأبحاث، ومنظمات المجتمع المدني، لمتابعة تنفيذ البرامج وتقييم الأداء بصورة دورية، مع تخصيص ميزانيات مستقرة وشفافة لدعم مشاريع الترجمة والتعاون البحثي.
وأكد أن بناء التفاهم الثقافي يتطلب إرادة سياسية ثابتة، وشفافية في التنفيذ، واستثمارًا مستمرًا في الإنسان والتبادل المعرفي، بما يعزز القيم المشتركة بين الحضارتين العربية والصينية.


















0 تعليق