نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوق الخداع الرقمي - المصدر 7, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 09:11 صباحاً
المصدر 7 - أصبحت المنصّات الرقمية اليوم المكان الذي يبحث فيه الناس عن الأخبار، والنقاشات، وحتى النصائح الصحية والنفسية. لكن خلف هذا الاستخدام الواسع مشكلة لا يمكن تجاهلها: كثير مما نراه ليس موجهاً لمساعدتنا، بل لجذبنا واستغلالنا. وهنا يبدأ "الخداع الرقمي" بطرق تتجاوز ما كنا نعرفه من أساليب الاحتيال التقليدية.
الخداع اليوم لا يأتي دائماً في شكل رسالة تطلب تحويل مال، بل قد يأتي في هيئة فيديو منسّق جيداً، أو منشور يقدّم نفسه كحقيقة حاسمة. بعض المؤثرين يبني شهرته على نشر أفكار مثيرة فقط لأنها تجلب المتابعة، حتى لو لم تكن دقيقة أو كانت مبنية على الخوف والشك. وكلما كان المحتوى صادماً أو غريباً، زاد انتشاره، وزادت معه الأرباح.
المشكلة الأكبر أن المستخدم قد لا يشعر أنه يتعرّض للتأثير. فهو يرى معلومات كثيرة، لكنه لا يعلم أن الخوارزميات تختار له ما يثير انفعالاته، وليس ما يفيده. ومع الوقت، قد يجد نفسه محاطاً بفكرة واحدة تُعاد بصيغ مختلفة، حتى يظن أنها حقيقة راسخة.
عندما تنصرف نسبة من الجمهور عن متابعة جهات الاختصاص - سواء في الإعلام المهني الذي يتحقق من معلوماته، أو في الهيئات الصحية والعلمية التي تبني توصياتها على أدلة واضحة - يصبح المجال مفتوحاً أمام أصوات أخرى أقل خبرة لكنها أكثر حضوراً على المنصّات. هذه النسبة من الناس قد تجد المحتوى السريع والمبسّط أكثر جاذبية من المعلومات المتخصصة، فيتجهون نحو مؤثرين يقدمون آراء حاسمة كأنها حقائق جاهزة. ومع تكرار هذا النمط، يبدأ بعض المستخدمين بالاعتماد على هذه المصادر غير المتخصصة، والابتعاد تدريجاً عن المعلومات الدقيقة التي يمكن التحقق منها.
صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي
هذا النوع من الخداع لا يترك أثراً مالياً فحسب، بل قد يؤثر على الصحة النفسية، ويخلق حالة من العداء أو التشكيك المستمر في كل شيء. والأسوأ أنه يعزل الإنسان عن محيطه عندما تصبح أفكاره مبنية على محتوى غير موثوق لكنه مؤثر جداً.
التعامل مع هذا الواقع لا يعني الخوف من التكنولوجيا، بل التنبه إليها. لا بد من سؤال بسيط قبل تصديق أي معلومة: هل هذا المحتوى يقدّم معرفة حقيقية، أم أنه يحاول فقط السيطرة على انتباهي؟










0 تعليق