المصدر 7 - أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن انتصارات أكتوبر المجيدة نغمة تتردد فى وجدان الشعب المصري كالنغمات التى تزداد توهجا كلما مرت عليها الايام وتعاقبت عليها السنين، وتستدعي الذاكرة الوطنية المصرية فى أكتوبر من كل عام ذكرى تلك اللحظات الفارقة التى أذهلت العالم كله وأذهلت العدو ذاته، استعادت مصر فيها روح أجدادنا  القدماء الذين شيدوا وبنوا  الأهرامات، ويشهد كنوزهم العالم بأسره فى المتحف المصري الكبير، الذي يعد من أهم إنجازات مصر فى السنوات العشر الأخيرة، مضيفة أن  نصر أكتوبر جاء ليؤكد على أن الإرادة المصرية لا تموت ابدا بل تتجدد عندما يناديها الوطن للنهوض  .

تحدث فى الملتقى اللواء محي نوح أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة ومن قادة قوات الصاعقة المصرية، عن حياته العسكرية واستعرض عدد من المواقع الحربية التى شارك فيها منذ ٦٧ وحتى حرب أكتوبر المجيدة، وكيف كبدت القوات المسلحة المصرية العدو خسائر فادحة، بعد أن تعلم المقاتل المصري الدرس جيدا، واستعرض أحداث ٩ مارس ١٩٦٧ يوم استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكيف قامت كتيبته بتدمير موقع للعدو بالكامل ردا على هذا الحدث، وذكر أنه أصيب فى ذلك اليوم، وزاره الرئيس جمال عبد الناصر وأثنى على روح الجندى المصري وشجاعته .

وقال اللواء الدكتور محمد الهمشري المتخصص فى الاستراتيجيات وإدارة الأزمات والمخاطر بالاكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن معركة رأس العش تثبت أن المواطن المصري لايعرف الهزيمة ولا يستسلم أبدا، مشيرا إلى أنه بعد أن استرد الشعب المصري دولته فى ٢٠١٣، وفى ظل عالم يتقاتل على مصالحه، كان لابد أن تمتلك الدولة المصرية قوة تستطيع بها أن تدافع عن مصالحها، فكان لابد للقوات المسلحة أن تحصل على أحدث الأسلحة من مختلف الدول، وهذا التنوع فى الأسلحة أعطى لمصر الميزة التنافسية بعيداً عن ارتباطها بمعسكرات او تكتلات بعينها، مؤكدا أن مصر دولة وطنية قومية من الدرجة الأولى .

من جانبه، طالب اللواء محمد ربيع مهندس الصواريخ المضادة للدبابات من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، الأجيال الجديدة بضرورة معرفة تاريخ بلدهم الذى يمثل عظمة مصر وقوتها، مؤكدا أن جيش مصر الذى لم يحارب فى ٦٧ وظلم، هو نفسه الجيش الذى حارب فى ٧٣ وانتصر وأذهل العالم بقدراته وشجاعته وصموده، واستعرض ماتعرضت له مصر من مؤامرات على مر التاريخ، منذ وعد بلفور ١٩١٧ وبدء اليهود فى مهاجمة فلسطين، كما تحدث عن تأميم قناة السويس وصداه على العالم، وما تعرضت له مصر من عدوان .

الأستاذ الدكتور خلف الميري أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، قال إن الأمن القومي لكي نحميه فلابد من وجود كتلة صلبة تحيط به وتحميه مثل نظرية اللب والقشرة، ولو لم يكن هناك كتلة صلبة متمثلة فى الجيش العظيم لما استمرت مصر هكذا، وهذا الشعب المصري الأصيل لديه جينات موروثة، ويعلم جيدا أن الأرض هى العرض، ومصر دولة ذات حضارة وجيشها على مر العصور من الشعب وإلى الشعب، مشيرا إلى أننا بالفعل نستحق أن نكون أحفاد من بنوا الأهرامات وشيدوا تلك الحضارة العظيمة، فهناك الكثير من الإنجازات الضخمة تحققت فى ظل الجمهورية الجديدة .

الأستاذ الدكتور شحاتة غريب أستاذ القانون ونائب رئيس جامعة أسيوط سابقا، قال إن جماعة الإخوان المتأسلمة أرادت طمس معالم نصر أكتوبر والتشكيك فيه، لأنها تدرك جيدا أن نصر أكتوبر أساس قوي فى توطيد العلاقة بين الجيش والشعب، لذا يعد من أعظم مكتسبات ثورة ٣٠ يونيو أنها حافظت على مكتسبات نصر أكتوبر، مشيرا إلى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير رسالة للعالم بقوة وعظمة مصر، وأن مصر تريد السلام لكل الشعوب حتى فى أوقات الصعوبات تنادي مصر دائما بالسلام، مشيرا أيضا إلى أن التنمية المستدامة حتى نستمر فى تحقيقها لابد أن يتحقق السلام والأمن، وهذا ما حققه جيش وشرطة مصر، الأمر الذى حقق لمصر قوة واستقرار يجعلها تستمر فى التنمية المستدامة .

وعن بطولات المرأة المصرية فى حرب أكتوبر، قالت الأستاذة الدكتورة آميرة جمال الأستاذ بكلية الطب جامعة قناة السويس وعضوة المجلس القومي للمرأة، إنه لدينا سجل حافل ببطولات المرأة المصرية فى نصر أكتوبر وحرب الاستنزاف، وساعدت الرجال فى الحفاظ على المعدات وحمل السلاح بالإضافة إلى جهودها فى التمريض والتبرع بالدم، ومشاركتها فى كل الاستحقاقات والمواقف التى تمر بها مصر، منوهة إلى دور المجلس القومي للمرأة فى توعية المرأة وتنمية قدراتها والحث على مساهمتها بشكل فعال فى المجتمع .

وأكد الأستاذ الدكتور أشرف عبد الرحمن رئيس قسم النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، أن القوى الناعمة وخاصة الغناء الوطنى له تأثير كبير وسريع على الفرد، ومصر تمتلك كم هائل من الأغانى التى تعبر عن مشاعر المواطن وتحمل دائما القوة والإصرار على النصر والأمل والحماس، وذكر عدد من الأغانى التى مازالت تعيش فى وجدان الشعب المصري تغنى بها كبار نجوم الطرب مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، موضحا كيف اختلفت مقامات الأغانى قبل وأثناء وبعد النصر، وذلك من أجل تأريخ أحداث وتاريخ مصر، وأن الفن عندما يؤرخ للأحداث التاريخية، فهو يؤرخ للإحساس الذى عاصر تلك الأحداث .

تخلل برنامج الملتقى باقة من الفقرات الغنائية لأشهر الأغاني الوطنية لكبار نجوم الطرب فى مصر، قدمتها فرقة شموع بقيادة الفنان "سعيد عثمان"، منها "عظيمة يا مصر، عاش اللى قال، لفي البلاد يا صبية، النجمة مالت على القمر، ابنك يقولك يا بطل، أحلف بسماها وبترابها، بسم الله الله أكبر" ، وكان هناك عدد من المداخلات القيمة من السادة الحضور منهم "الدكتور طايع عبد اللطيف، الدكتورة إيمان على، الدكتور أحمد البلاصي، الدكتورة أمانى وهبة، الدكتورة ولاء محمد" .

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل