وقد مارست عبيدي في أيديها قبل عرض فكرة "العابرين" الذين يمرون في الحياة دون ضوضاء، وتركز على الأشخاص الذين يتحملون عبء حقيقي بالرغم من تجاهل الآخرين لهم.

ويسرد الفيلم قصة "عايدة"، موظفة مركز اتصالات دخلته بحثت شيئاً عن وظيفة مؤقتة ثم علقت فيه عشر سنوات، لتجد نفسها وحيدة بلا دعم عائلي أو صداقات.

ويروج المركز الشامل لرحلات سياحية وترفيهية، وينضم إلى عناصر كبيرة ومتنوعة منهم العمل في الجازات والمناسبات، بما في ذلك حرمان نساء من أجور إجازة الوضع، ما يبرز التناقض بين صورة العمل المبهرة والواقع المرهق.

وتأخذ الأحداث بعد استقالة زميلاتها "يحيى" بسبب "الاحتراق الوظيفي"، وتضيف ما تحول في حياة عايدة البرازيلية المتزايدة، إذ كانت تكن لها مشاعر لم تتفصح عنها.

إلا أن ترقيتها لتصبح المشرفة العامة، فإن شعارها ضغوطاً حيث تطلب مالكة منها المركز تسريحة عدد من الموظفين، ما تضعها في صراع بين إنسانيتها ومسؤولياتها الجديدة.

قاومت عايدة بحضورها وشاعرها المكبوتة، لكن موقفها حاسم في الدفاع عنها بالتأكيد واستعادة حريتها تؤكد اعتراف الفردوس ضد القيود الوطنية ويبرز قيمة الإنسانية في مواجهة الحرية.

أكملت بطلة فيلم زينب بالباني أن تم تصميمها بإيقاعه البطيء الذي يعكس حياة رتابة الشخصيات، وتم اختيارها بشكل ساخر أن الفيلم "بوليسي بشخصيته الخاصة، حيث قتلت التسلسلون بكل تأكيد والوحدة".

يُذكر أن "كأن لم تكن" يعد الفيلم الروائي الطويل الثاني لسارة عبيدي بعد ثلاثة أفلام قصيرة، ويشارك في بطولة نور الهاجري ومحمد يحيى الجزيري ويسر قلعي ووفاطمة فالحي وسندس بلحسن، على أن يُعلن عن نتائج جوائز مهرجان القاهرة السينمائي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني).