كيف تهدد الأطعمة المعَالجة صحة الأمعاء وتُسرّع سرطان القولون؟ - المصدر 7

ميديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تهدد الأطعمة المعَالجة صحة الأمعاء وتُسرّع سرطان القولون؟ - المصدر 7, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 12:26 صباحاً

المصدر 7 - تدق دراسة عالمية حديثة ناقوس الخطر بشأن تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على صحة الأمعاء، ودورها المحتمل في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، خصوصاً لدى النساء الشابات، في ظل ارتفاع ملحوظ لحالات هذا السرطان بين الفئات العمرية الصغيرة مقارنة ببقية أنواع السرطان.

وكشفت الدراسة أن النساء تحت سن الـ50 اللواتي يتناولن الأطعمة فائقة المعالجة بانتظام يواجهن خطراً أعلى بنسبة 45% لتطور سلائل في الأمعاء الغليظة أو المستقيم، وهي نموات غير سرطانية في البداية لكنها قد تتحول مع الوقت إلى أورام خبيثة، ما يربط بين نمط الغذاء الصناعي وبين التغيرات المبكرة في بطانة الأمعاء.

دراسة طويلة الأمد

الدراسة أُجريت ضمن مبادرة «تحديات السرطان الكبرى» الممولة من منظمة أبحاث السرطان البريطانية ومعهد السرطان الوطني الأمريكي، واعتمدت على تحليل نتائج منظار القولون لأكثر من 29,100 امرأة ضمن دراسة «صحة الممرضات» في الولايات المتحدة، وهي دراسة طويلة الأمد بدأت منذ عام 1989، وشملت ممرضات تراوح أعمارهن بين 25 و42 عاماً.

وجمع الباحثون بيانات نمط الحياة والتاريخ الطبي كل عامين، إلى جانب استبيانات غذائية مفصلة كل أربع سنوات تضمنت أكثر من 130 نوعاً من الأطعمة، صُنّفت وفق نظام «نوفا» الذي يقسم الغذاء إلى أطعمة غير معالجة، ومكونات معالجة، وأطعمة معالجة، وأطعمة فائقة المعالجة. واستُبعدت المشاركات اللواتي لديهن تاريخ سابق لالتهاب الأمعاء أو سلائل أو سرطان قبل إجراء المنظار، لضمان التركيز على الحالات الجديدة.

نظام غذائي صناعي وخطر أورام مبكرة

أظهرت النتائج أن النساء اللواتي شكّلت الأطعمة فائقة المعالجة نسبة تقارب 35% من سعراتهن اليومية، أي نحو 5.7 حصة في اليوم، كن أكثر عرضة لتطور أورام مبكرة وآفات مسننة في القولون والمستقيم، وهما المساران الرئيسيان المؤديان إلى سرطان القولون والمستقيم. وشملت هذه الأطعمة بشكل خاص الخبز المصنع، ووجبات الإفطار الجاهزة، والصلصات، والمشروبات المحلاة صناعياً، وهي منتجات غالباً ما تكون غنية بالمستحلبات والمواد المضافة وفقيرة بالألياف.

وقاد الدراسة خبير علم الأوبئة السريرية في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة الدكتور أندرو تشان، الذي أوضح أن الزيادة الملحوظة في حالات سرطان القولون لدى البالغين الأصغر سناً ما زالت غير مفهومة بالكامل، لكن البحث يشير إلى أن النظام الغذائي، وقلة النشاط البدني، واضطراب الميكروبيوم المعوي قد تعمل معاً في تشكيل بيئة تسهم في تسريع هذه الإصابة.

المشروبات المحلاة صناعياً في دائرة الاتهام

وخلال 24 عاماً من المتابعة، سُجلت 1,189 حالة أورام مبكرة و1,598 آفة مسننة بين المشاركات. وأظهرت التحليلات أن المشروبات المحلاة صناعياً كانت العامل الأبرز المرتبط بزيادة خطر الأورام المبكرة، وإن لم ترتبط بشكل واضح بالآفات المسننة، ما يلفت الانتباه إلى تأثير خاص لهذه الفئة من المشروبات في التغيرات التي تسبق السرطان.

كما بيّنت الدراسة أن النساء الأكثر استهلاكاً للأطعمة فائقة المعالجة كن في الغالب أكثر عرضة للسمنة، وأكثر ميلاً للتدخين، ومعرضات للإصابة بالسكري من النوع الثاني، إضافة إلى أن نشاطهن البدني أقل، واستخدامهن للمكملات الغذائية أقل، في حين أن استخدام مسكنات مضادة للالتهاب مثل الأسبرين كان أعلى، وهي عوامل مجتمعة تزيد من عبء المخاطر الصحية العامة.

تأثير تراكمي على الحاجز المعوي والميكروبيوم

وخلص الباحثون إلى أن التعرض المتزامن لعدة مواد مضافة في الأطعمة قد يسبب تأثيراً تراكميًا ينعكس سلباً على صحة الأمعاء، عبر إضعاف الحاجز المعوي وتغيير تركيبة الميكروبيوم الذي يعيش في الأمعاء، ما قد يؤدي إلى التهابات مزمنة وتغيرات في الخلايا المبطنة للأمعاء تمهّد لظهور السلائل والآفات المسننة. وأكدوا أن تحسين جودة النظام الغذائي يمثل إستراتيجية أساسية لتقليل عبء سرطان القولون المبكر المتزايد.

وفي تعليق على نتائج الدراسة، قال رئيس اللجنة العلمية لمبادرة «تحديات السرطان الكبرى» البروفيسور تشارلز سوانتون، إن هذه النتائج تسلط الضوء على كيفية ارتباط النظام الغذائي بعوامل أخرى تؤثر في صحة الأمعاء والتغيرات المرتبطة بخطر السرطان، مشيراً إلى أن السببية لم تُحسم بعد بشكل كامل، لكن الجمع بين الدراسات السكانية واسعة النطاق والأبحاث المخبرية المتقدمة يساعد في بناء صورة أوضح للعوامل المساهمة وكيفية الحد منها لدى الأجيال القادمة.

ارتفاع مقلق لسرطان القولون بين الشباب

ويُعد سرطان القولون واحداً من أكثر السرطانات شيوعاً عالمياً، إذ يحتل المرتبة الرابعة في بريطانيا من حيث الانتشار مع تسجيل نحو 44 ألف حالة سنوياً، إلى جانب 142 ألف حالة تقريباً في الولايات المتحدة. كما ارتفعت الإصابات بين من تراوح أعمارهم بين 25 و49 عاماً في إنجلترا بأكثر من 50% منذ أوائل التسعينات، وسط توقعات بأن يصبح سرطان القولون الأكثر شيوعاً بين من هم دون الـ50 في الولايات المتحدة بحلول 2030، ما يعكس خطورة التغيرات الحديثة في نمط الحياة والغذاء.

وتشمل الأعراض التي تستدعي الانتباه والمراجعة الطبية المبكرة تغيرات مستمرة في عادات الإخراج، وإسهالاً أو إمساكاً لا يزول، ووجود دم في البراز، وألماً أو انتفاخاً متكرراً في البطن، إلى جانب فقدان وزن غير مبرر أو شعور دائم بالإرهاق. ويشدد الأطباء على أهمية عدم تجاهل هذه العلامات، خصوصاً لدى الفئات الأصغر سناً.

أكثر من نصف الحالات قابلة للوقاية

وتقدّر منظمة أبحاث السرطان البريطانية أن أكثر من نصف حالات سرطان القولون، بما يقارب 54%، يمكن الوقاية منها عبر تعديل عوامل الخطر، وعلى رأسها تحسين نوعية الغذاء وتقليل الاعتماد على الأطعمة فائقة المعالجة، وزيادة استهلاك الأطعمة الكاملة الغنية بالألياف، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والامتناع عن التدخين. كما تدعو المنظمة إلى تغييرات واسعة في السياسات الغذائية، وأساليب التسويق، وهيكل الأسعار، بما يسهل وصول الناس إلى غذاء صحي ومتوازن بدلاً من الخيارات الأرخص والأكثر معالجة.

وتؤكد رئيسة قسم المعلومات الصحية في المنظمة فيونا أوسغون، أن هذه الدراسة لا تقيس خطر السرطان بشكل مباشر لكنها تقدم رؤية مهمة حول كيفية تأثير النظام الغذائي في التغيرات المعوية المبكرة التي تسبق الإصابة، مشيرة إلى أن أنماط الغذاء ليست مجرد اختيارات فردية بل تتشكل إلى حد كبير وفق البيئة المحيطة، ما يجعل التدخلات على مستوى السياسات أمراً ضرورياً لجعل الغذاء الصحي خياراً متاحاً للجميع، لا رفاهية لفئة محدودة فقط.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : كيف تهدد الأطعمة المعَالجة صحة الأمعاء وتُسرّع سرطان القولون؟ - المصدر 7, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 12:26 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق