المصدر 7 - أفادت تقارير صحافية بأن ّكبار مسؤولي الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بدأوا فعلياً بإعداد استئناف عاجل لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في محاولة لتقليص عقوبة الإيقاف لثلاث مباريات المفروضة على كريستيانو رونالدو، وهي عقوبة تهدد حالياً بحرمان اللاعب البالغ 40 عاماً من المشاركة في الجولتين الافتتاحيتين من كأس العالم السادسة في مسيرته، المقرّرة الصيف المقبل.

وكان رونالدو قد طُرد خلال خسارة البرتغال 0-2 أمام جمهورية أيرلندا في دبلن يوم الخميس، بعدما أشهر الحكم البطاقة الحمراء المباشرة في وجهه إثر تدخّل تقنية الفيديو (VAR) التي أكدت أنه اعتدى بالمرفق على المدافع الأيرلندي دارا أوشي.

إقرأ أيضاً: كريستيانو رونالدو يهزم ميسي بـ"الطرد"... ونقطة سوداء في تاريخ بطل العالم!

خطر الغياب عن كأس العالم
وبموجب القرار الحالي، سيغيب رونالدو عن آخر مباراة للبرتغال في تصفيات كأس العالم أمام أرمينيا يوم الأحد. وإذا نجح منتخب روبرتو مارتينيز في الفوز وضمان التأهل المباشر عن المجموعة السادسة، فسيُحرم رونالدو أيضاً من المشاركة في أول مباراتين للبرتغال في كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. أما إذا تعثرت البرتغال واضطرّت لخوض الملحق، فسيكون الإيقاف في مباريات الملحق الحاسمة.

الاتحاد البرتغالي يُحضّر شكوى
وذكرت صحيفة "أ بولا" أنّ الاتحاد البرتغالي لكرة القدم (FPF) بصدد إعداد شكوى رسمية موجّة إلى "فيفا"، على أمل تقليص العقوبة إلى مباراة واحدة فقط. ويرتكز دفاع الاتحاد على ثلاثة محاور أساسية:

المحور الأول يتمحور حول الأجواء في ملعب أفيفا، والتي وصفوها بأنها "عدائية". ويشير الاتحاد إلى أنّ تلك الأجواء تأثرت بتصريحات مثيرة للجدل أطلقها مدرب أيرلندا هيمير هالغريمسون عشية المباراة، حين قال إنّ رونالدو "سيطر على الحكم" في مواجهة الذهاب التي انتهت بفوز البرتغال 1-0 الشهر الماضي. وقد أثارت تلك التصريحات غضب المعسكر البرتغالي.

أما المحور الثاني، فسيقوم الاتحاد بتسليط الضوء على شدّ وجذب حصل بين أوشي ورونالدو قبل لحظة الطرد، معتبراً أنّ النجم البرتغالي تفاعل بشكل غريزي بعدما تعرّض لشدّ متكرّر داخل منطقة الجزاء.

والمحور الثالث والأخير يتمثل في السجل الانضباطي المثالي لرونالدو على المستوى الدولي؛ فهو يملك رقماً مذهلاً قدره 225 مباراة دولية بلا أي بطاقة حمراء. ويعتبر الاتحاد أنّ ذلك دليل قوي على أنّ ما حدث يوم الخميس كان سلوكاً استثنائياً لا يعكس أي نية عدوانية. ويُقال إنّ رئيس الاتحاد بيدرو برونسا يشارك شخصياً في صياغة الاستئناف، ما يعكس مدى أهمية القضية بالنسبة إليهم.

روبرتو مارتينيز يدافع عن قائده
وقد غادر رونالدو معسكر المنتخب ولن يكون حاضراً في بورتو لخوض مباراة أرمينيا. وبعد الخسارة في دبلن، قدّم المدرب روبرتو مارتينيز دفاعاً هادئاً لكن حازماً عن قائده.

وقال مارتينيز: "البطاقة الحمراء ذهبت للاعب لم يُطرَد طوال 226 مباراة. أعتقد أنّ ذلك وحده يستحق التقدير. وبرأيي اليوم، كانت البطاقة قاسية بعض الشيء، لأنه يهتم بالفريق. لقد أمضى 60 دقيقة أو 58 دقيقة داخل المنطقة وهو يتعرّض للجذب والدفع والشد، وعندما حاول الابتعاد عن المدافع… أظن أنّ الحركة بدت أسوأ مما كانت عليه فعلياً. لا أراها ضربة مرفق، بل حركة جسدية كاملة، ولكن من زاوية الكاميرا تبدو وكأنها بالمرفق. لكننا نتقبل القرار".

وأضاف: "ما يترك مذاقاً مُراً في فمي هو أنّ مدربكم في المؤتمر الصحافي (الأربعاء) كان يتحدث عن كون الحكام عرضة للتأثر، ثم نرى قلب دفاع ضخم يسقط على الأرض بشكل درامي بعد دوران جسد كريستيانو".

ودخل رونالدو مباراة الخميس وهو يُدرك تماماً أنه سيكون هدفاً للجماهير المضيفة. حتى إنه مازح قبل المباراة قائلاً إنه سيكون "ولداً جيداً" وسط صافرات الاستهجان المتوقعة. وقد بدأت الهتافات العدائية مبكراً واستمرّت بلا توقف، واشتعلت أكثر بعد طرده.

وأثناء خروجه من الملعب، ردّ رونالدو على الجماهير بالتصفيق وإشارتَي إبهام مبالغ فيهما، في إيماءة تحمل الكثير من السخرية. كما تبادل كلمات حادة مع هالغريمسون أثناء خروجه. وعندما سُئل المدرب الأيرلندي لاحقاً عمّا قاله رونالدو له، أجاب بابتسامة ماكرة: "لقد شكرني على وضعي ضغطاً على الحكم. كانت حركته في الملعب هي التي كلفته البطاقة الحمراء. ليس لي علاقة بالأمر، إلا إذا كنت قد دخلت رأسه. كانت حركته هي السبب، إلا إذا كنت قد أثّرت عليه ذهنياً".

كذلك، كشف المدرب أنهما لم يتحدثا مجدداً بعد صافرة النهاية: "لا، أعتقد أننا تحدثنا بما فيه الكفاية عندما خرج. كانت مجرّد لحظة حماقة منه".

إقرأ أيضاً: أنشيلوتي يؤكد قدرة رونالدو على بلوغ "الرقم المستحيل"

"فيفا" لم يُحدد موعد القرار
ولم يُصدر "فيفا" حتى الآن أي إشارة إلى موعد إعلان القرار النهائي. عادةً ما ينشر الاتحاد أحكامه الانضباطية بعد نحو ثلاثة أسابيع من كل نافذة دولية، لكن بما أنه لا توجد مباريات ملحق حتى شهر آذار/ مارس، فقد لا تكون هذه القضية على رأس قائمة الأولويات.

وتتصدّر البرتغال المجموعة السادسة بفارق نقطتين عن المجر، وتعرف أنّ الفوز على أرمينيا سيمنحها بطاقة التأهل إلى كأس العالم العام المقبل. وسيضمن الانتصار حلم مشاركة القائد الأسطوري في كأس العالم السادسة، رغم ظل الإيقاف الذي لا يزال يخيّم على مشاركته.