نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقدم الجيش السوداني في شمال دارفور يغيّر ميزان القوى في الإقليم - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 08:47 مساءً
المصدر 7 - شهدت الساعات الماضية تطورًا ميدانيًا لافتًا بعد تمكن الجيش السوداني من التقدم نحو مناطق استراتيجية في شمال دارفور، في خطوة اعتبرها مراقبون نقطة تحول مهمة داخل مسار الصراع الممتد، حيث يعكس هذا التقدم قدرة الجيش على إعادة تنظيم صفوفه واستعادة زمام المبادرة في إقليم لطالما كان مركزًا لتقاطع النفوذ وتعدد الولاءات، وهو ما يبرز الدور المحوري لمناطق الشمال باعتبارها العقدة الحيوية التي تربط بين وسط دارفور وشرقها وجنوبها، وتتحكم في طرق الإمداد والتنقل والسيطرة الأرضية، وهو ما يجعل هذا التقدم أشبه بإعادة ترتيب للوحة الجغرافيا العسكرية من جديد.
أهمية شمال دارفور في معادلة السيطرة السودان
يشكل شمال دارفور، وخاصة المناطق القريبة من مدينة الفاشر، مساحة ذات قيمة استراتيجية عالية، حيث تُعد نقطة تمركز مهمة لأي طرف يسعى إلى فرض السيطرة على عموم الإقليم، نظرًا لطبيعة الأرض المفتوحة واتصالها بالطرق الصحراوية التي تصل إلى ليبيا وتشاد، الأمر الذي يمنح الجيش - مع استمرار تقدمه - قدرة أكبر على تضييق الخناق على قوات الدعم السريع عبر محاصرة خطوط الإمداد، وتقليص حركة وحداتها التي تعتمد غالبًا على التنقل السريع في المناطق الوعرة والشاسعة، مما يجعل السيطرة على الشمال خطوة قد تُفضي إلى تغييرات عميقة في توزع القوة داخل الإقليم.
انعكاسات سياسية وتوازنات متغيرة
ويمتد تأثير هذه التطورات إلى المشهد السياسي، إذ يسعى الجيش عبر هذا التقدم إلى تحسين موقعه التفاوضي في أي محادثات مستقبلية، من خلال فرض معادلة جديدة على الأرض تُظهر تفوقه الميداني وقدرته على استعادة الأراضي الحيوية، الأمر الذي يمنح القيادة العسكرية مساحة أوسع للتأثير في مسار العمل السياسي، سواء داخل السودان أو على مستوى الوسطاء الإقليميين والدوليين، كما أن نجاح الجيش في تثبيت هذا التقدم قد يدفع بعض الأطراف المحلية إلى إعادة حساباتها والتحول إلى مواقف أكثر حذرًا أو تقاربًا، في ظل توقعات بمرحلة جديدة قد تعيد توزيع التحالفات داخل دارفور.
تحديات أمنية وإنسانية موازية
ورغم الزخم العسكري الذي رافق هذا التقدم في السودان، إلا أن التحديات الأمنية والإنسانية تبقى حاضرة بقوة، حيث تواجه المنطقة خطر اتساع دائرة النزوح، وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان في ظل استمرار العمليات، فضلًا عن التعقيد الاجتماعي الذي يتطلب آليات دقيقة لتأمين المناطق المستعادة وبسط سلطة الدولة عليها دون إشعال توترات قبلية أو فتح المجال أمام الجماعات المسلحة الصغيرة لاستغلال حالة الفراغ، ما يجعل المرحلة المقبلة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الجيش على إدارة المكاسب الميدانية وتحويلها إلى استقرار دائم.

















0 تعليق