خاص – حذّر أستاذ علم الاجتماع البروفسور حسين الخزاعي من خطورة الأرقام الحقيقية للبطالة بين الشباب الأردني، مؤكداً أن الوضع تجاوز بكثير الأرقام المتداولة رسمياً، وأن تجاهل حجم المشكلة يدفع الشباب إلى مساحات غير آمنة على الإنترنت ويزيد من الإحباط وعدم الثقة.

وقال الخزاعي في حديثه ل الأردن ٢٤ إن الأرقام الرسمية المتداولة حول البطالة أصبحت قديمة ولا تعكس الواقع، مشيراً إلى أن تقرير دائرة الإحصاءات العامة الأخير يكشف أن 43.6% من الأردنيين لم يسبق لهم العمل نهائياً.

وأوضح أنه عند التركيز على الفئة العمرية من 18 إلى 34 عاماً – التي تشكل جوهر القوى الشابة في الأردن – تظهر صورة أكثر خطورة، مشيراً إلى أنه بعد استثناء 500 ألف طالب جامعي من هذه الفئة، يظل لدينا:

"1,333,000 شاب أردني لم يعملوا يوماً واحداً"

وقال الخزاعي:

> "هذه أرقام حقيقية وواقعية… ويجب ألا نخفيها عن أبناء المجتمع. لا يجوز الاستمرار بالحديث عن 430 ألف أو 435 ألف. الواقع مختلف تماماً."

وأشار الخزاعي إلى أن الأرقام المتعلقة بخريجي الجامعات "مؤلمة وتبكي"، قائلاً:

> "76% من الإناث الحاصلات على درجة البكالوريوس متعطلات عن العمل، و44% من حملة البكالوريوس فأكثر – ذكوراً وإناثاً – بلا عمل."

وأكد أن هذه الفئات تقضي ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن متنفس أو فرصة أو معلومة، في ظل غياب الحلول الواقعية وانسداد آفاق التشغيل.

وأوضح الخزاعي أن الشباب الأردني يقضي ما معدله 8 ساعات ونصف يومياً على الإنترنت، وهو وقت كبير يجب استثماره في التعليم والعمل والتطوير، لا أن يُترك بلا توجيه.

وقال:

> "الشباب يبحثون عن محتوى يخصهم ويجيب عن أسئلتهم. وإن لم توفر الدولة المعلومات، سيبحثون عنها في أماكن أخرى، بعضها مضلل أو محرض."

ودعا الخزاعي الحكومة إلى مواجهة الحقائق كما هي، قائلاً:

> "بلدنا من أفضل دول العالم، ولكن لا يمكن بناء الثقة دون مصارحة. الحل يبدأ بالاعتراف بالأرقام الحقيقية والتعامل مع الشباب وفق احتياجاتهم الواقعية."

وأشار إلى أن جلالة الملك في خطابه الأخير قال بوضوح إن الأردن "لا يمتلك رفاهية الوقت"، مؤكداً أن البطالة والفقر هما أكثر الملفات إلحاحاً ويجب أن تكون على رأس الأولويات.