عادات زفاف غريبة حول العالم لن تصدِّقيها - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عادات زفاف غريبة حول العالم لن تصدِّقيها - المصدر 7, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 04:37 مساءً

المصدر 7 - لا يقتصرُ الزّفافُ على احتفالٍ يُعلنُ اتحادَ اثنينِ في حبٍّ، بل هو مرآةٌ تَنعكسُ فيها جذورُ الثقافاتِ والعاداتُ الاجتماعيةُ التي قد تبدو غريبةً أو غيرَ مألوفةٍ لدى كثيرينَ. من بلادٍ تشترطُ على العروسِ والبائعِ أن يُشاهداه عدمَ الابتسامِ، إلى طقوسٍ تُغطي فيها العروسُ بالطّين والمُخلّفات.

1. «سوادُ العروس» في أسكتلندا

في بعضِ مناطقِ شمالِ شرقِ أسكتلندا، تُمارسُ عادةٌ تُدعى Blackening the Bride، إذ يتمّ قبل الزّفافِ بأيامٍ قيامُ أصدقاءِ العروسِ أو الزوجِ بتغطيتِهما بمُركّباتٍ متنوّعةٍ كالزّيتِ، والشّحمِ، والطّينِ، والأطعمةِ الفاسدةِ، وحتى الريشِ. يُعتقدُ أنّ اجتيازَ هذا التحدّي يُعدّ اختبارًا لتحمّلِ الزوجينِ معًا الصّعابَ المُقبِلة، فـ«من استطعنا أن يصمدَ في هذا، فسيصمدُ في الحياة». 
لكنَّ الباحثَةَ شِيلا يونغ من جامعة أبردين ترى أن أصلَ هذه الطّقوسِ كان طقوسَ غسيلِ أرجلٍ قبل الزّفاف ثمّ تطوّر إلى «تلوينِ» أو «سَوْداءِ» العروسِ أو الزوجِ كجزءٍ من احتفالٍ خارِج المنزلِ. 
في عالمِ الزّفافِ الحديثِ، تبدوُ هذه الطّقوسُ خارجةً عن المألوفِ لكنها تحملُ رمزيةً قويةً في تحضيرِ الزوجينِ لاستقبالِ مسارِ حياةٍ جديدٍ بكلّ مُختلِفِه.

2. «البكاءُ المُنظَّمُ» في الصين

في مجتمعاتٍ مثلَ Tujia في الصين، يُطلبُ من العروس أن تبكيَ، لا مرّةً واحدةً فقط، بل ساعةً واحدةً على الأقلّ كلّ يومٍ لمدّةٍ تصلُ إلى شهرٍ، قبل الزّفافِ. في البدايةِ تبدأُ هي، ثمّ بعد عشرةِ أيامٍ تُشاركُها أمّها، وبعدَ عشرةٍ أخرى جدّتها، لتتحوّلَ البكاءَ إلى نوعٍ من الاحتفالِ المُشترَكِ بين نساءِ العائلةِ. 
يُعزَى هذا الطقسُ إلى ما يُعرفُ بتعبيرِ «الحُزنِ المبكّر» كدلالةٍ على الحبّ والامتنانِ للعائلةِ وسنواتِ العُزّ قبلَ الانتقالِ إلى حياةٍ زوجيّةٍ. بيدَ أنَّ كثيرينَ يرونه اليوم طقسًا ثقافيًّا يُحلّ محلّ العباراتِ المُباشِرةِ في إعلانِ الامتنانِ والتوجّسِ على حدّ سواء.

3. تبليغُ العروسِ بالرمزِ… والبصاقِ في كينيا

عند Maasai في كينيا، يسبِقُ الزّفافُ طقسٌ يبدو للوهلةِ الأولى غريبًا: إذ يقومُ والدُ العروسِ ببصقِ قليلٍ من اللّعابِ على رأسِها وصدرِها. لكنّ ما يبدو “إهانةً” لم يُعتبر كذلك في هذه الثقافةِ، بل هو بركةٌ تُمنَحُ للعروسِ أملًا في أن تكونَ ولودةً ونموًّا لحياتها الزوجيّة. 
الطقسُ هنا يجسّدُ علاقةَ الرمزيةِ في التقاليدِ الأفريقيّةِ بين القيمِ العائليةِ والمباركةِ، ويُبيّنُ أنّ ما لمفهومِنا قد يبدو غريبًا، يحملُ في ثقافةٍ أخرى مدارسَ رمزيّةً عميقةً.

4. سرقةُ حذاءِ العريسِ في الهند

في شمالِ الهندِ يُمارَسُ طقسٌ يُعرَفُ بـ Joota Chupai أو “سرقة الحذاء”: عند دخولِ العريسِ إلى قاعةِ العرسِ، تقومُ أخواتُ العروسِ أو صديقاتُها بسرقةِ حذائهِ وتُخليصةَ فقط مقابلِ فديةٍ نقديّةٍ أو هديةٍ رمزيّةٍ. 
هذه اللعبةُ الطريفةُ المُحمّلةُ بالتنافسِ تؤكّدُ على طابعِ الشّرطِ الاجتماعيّ والمرحِ في مراسمِ الزّفافِ، وتُشجِّعُ على التفاعلِ بينَ أهلِ العروسِ وأهلِ العريسِ بطرقٍ غيرِ تقليديّةٍ.
كما أنّها تُذّكرُ بأنّ الزّفافَ ليسَ فقط اتحادَ شخصَينِ، بل لقاءٌ بينَ عائلتينِ سواءٌ في التقاليدِ أو “المفاوضاتِ” الطريفةِ أيضًا.

5. تزويجُ الضّفادِع في الهند

في ولايةِ آسام الهنديّة، تُقامُ طقسٌ يُدعى Bhekuli Biya أو «زفافُ الضّفادع»: حيث يُزوّجُ القرويونَ ضفدعينِ كرمزٍ لاسترضاءِ آلهةِ المطرِ وجلبِ الماءِ للحقولِ والجفافِ. يتمّ ارتداءُ الضّفادعينِ ألبسةً زفافيّةً، وتُقامُ طقوسُ صلاةٍ ثمّ يُطلقانِ إلى حيّزِ البركةِ. 
بالرغم من غرابتها، إلا أنّها تعبّرُ عن ارتباطِ الطقسِ بالمناخِ والزّراعة، وعن محاولةِ الإنسانِ لربطِ مراحِلِ حياته (كالحياةِ الزوجيّةِ) بدورةِ الطبيعةِ الكبرى.

6. عدمُ الابتسامِ في الزّفافِ – الكنفو مهزلو أو لا؟

في جمهوريّةِ الكونغو الديمقراطيّة، يُتوقّعُ من العريسِ والعروسِ ألاّ يبتسما طوالَ مراسمِ الزّفافِ التي تُعدّ جدّيةً بامتيازٍ، إذ يُفهمُ الابتسامُ المبكرُ كدليلٍ على أنّ الزّفافَ ليسَ مُلتزمًا أو أنّ العروسَ/العريسَ ليسا جدّيّينَ في قرارهما. 
هذه القاعدةُ تطرحُ تساؤلاً عن الدورِ المُتعارَفِ للفرحِ في الأفراحِ، وتُذكّرُ بأنّ الزّفافَ في بعضِ الثقافاتِ ليسَ مرحًا فقط، بل لحظةٌ من المسؤوليّةِ والمَدحَةِ والتوقّعِ.

7. كسرُ الأطباقِ في ألمانيا

في ليلةِ ما قبل الزّفافِ في ألمانيا، تُمارَسُ عادةٌ تُعرفُ بـ Polterabend: يتجمّعُ الضّيوفُ ويكسرونَ صحونًا وخزفياتٍ على الأرضِ، ثمّ يُكلّفُ العروسانَ بتنظيفِ القِطعِ. يرمزُ هذا الطقسُ إلى العملِ الجماعيّ الذي سيُمارَسُ في الحياةِ الزوجيّةِ، ولحظةٍ رمزيّةٍ من «خوضِ الفوضىِ معًا». 
رغم أنّه قد يبدو للوهلةِ الأولى عبثًا، إلّا أنّه عمليٌّ من حيثِ الدرسِ الرمزيّ: الزواجُ ليسَ فقط احتفالاً، بل تعهّدٌ بمواجهةِ الواقعِ «المُكسَّرِ» معًا.

8. رقصةُ المالِ وحركاتُ التبرّعِ في الفلبين وكوبا

في بعضِ بلدانِ أميركا اللاتينيّة وأوروبا الشرقية، تُقامُ رقصةٌ يُطلقُ عليها «رقصةُ المال» أو Money Dance، إذ يُعلّقُ الضّيوفُ أوراقًا نقديّةً أو يضعونَ هداياَ نقديّةً على ملابسِ العروسِ أو العريسِ أثناءَ الرقصِ، بهدفِ دعمِهم ماديًّا لبدايةِ حياتِهما المشتركةِ. 
تجمعُ هذه الطقوسُ بين المرحِ، والمساعدَةِ الماليّةِ، والتعبيرِ التشاركيِّ عن الأمنياتِ بثراءِ العِشرةِ الزوجيّةِ.

9. زفافُ جذعِ الشّجرةِ في الهندِ

في حالاتٍ معيّنةٍ في الهند، يُطلبُ من العروسِ أو العريسِ أو كليهما أن يتزوّجا «شجرةً» أو قِطعةً من شجرةٍ أولًا كجزءٍ من تطهيرٍ رمزيٍّ أو للتّخفيفِ من ما يُعرفُ بـ «مانغليك دوشا» التي يُعتقدُ أنّها تجلبُ النحسَ على الزّوجِ أو الزّوجةِ لاحقًا. 
الطقسُ هذا يُعبّرُ عن رغبةٍ في ضمانِ بدايةٍ «محميّةٍ»، وتحوُّلٍ من العُزّ إلى التَشارُكِ مع عناصرِ الطبيعةِ.

10. غيرُها من العاداتِ الغريبةِ

تتنوّعُ العاداتُ من حقولٍ عديدةٍ: من الزواجِ ببابٍ أو مراقصٍ رمزيّةٍ، إلى سرقةِ الأحذيةِ والمساومةِ، إلى الصمتِ الإجباريِّ أو البكاءِ المُخطّطِ، وكلّ منها يُخبرُنا أنَّ «العرفَ» ليسَ دائمًا ما يبدو للوهلةِ الأولى. 

تُعزى الأسبابُ إلى عواملَ عدّةٍ:

حفظُ الهويةِ الثقافيّةِ والتّميّزِ عن الآخرينِ، فالعادةُ الغريبةُ تُصبحُ علامةً مميّزةً. التّوظيفُ الرمزيُّ للعاداتِ بهدفِ تأطيرِ الزواجِ كمرحلةٍ عبورٍ من العُزّ إلى المشاركةِ، ومن الفوضى إلى الانضباطِ. التّأثّرُ بالتربةِ والمناخِ والمعتقدِ؛ فمثلاً زفافُ الضّفادعِ مرتبطٌ بالمطرِ والزّراعةِ، والتّلوينُ في أسكتلندا مرتبطٌ بالتحمّلِ والاحتفالِ. رغبةٌ في خلقِ «طقسٍ تعليميّ» للمجتمعِ الصغيرِ يُعلّمُ العروسينَ وأهلَهُما أن الحياةَ الزوجيّةَ ليست فقط استقبالَ الحفلةِ، بل خوضُ تجاربَ وتقبّلُ اختلافاتٍ وتعايشٌ مع التحدّياتِ.

من منظورٍ حديثٍ، يمكنُ قراءتُها في ضوءِ ثلاثٍ محاورَ:

التنشئةُ الاجتماعيةُ التي تضعُ العروسينَ أمامَ واقعٍ يُستعدّان له، لا الحفلَ فقط. الرمزيّةُ الثقافيّةُ التي تعبّرُ عن قيمٍ مثلَ الصبرِ، والمشاركةِ، والعملِ الجماعيّ، حتى وإن بدا الطقسُ غريبًا. التمايزُ السياحيّ والإعلاميّ، فبعضُ هذه العاداتِ تتحوّلُ اليوم إلى محتوى يُلفِتُ الانتباهَ ويُسوَّقُ كـ«تجربةٍ فريدةٍ» ضمن صناعةِ الزّفافِ المعولمَةِ.

قد تبدو هذه العاداتُ الزّفافيّةُ عندَ كثيرينَ غريبةً أو طريفةً، لكنّها تمثّلُ نسيجًا غنيًّا من التعبيرِ الإنسانيِّ عن الزّواجِ والاحتفالِ والحياةِ المشتركةِ. إنّ الزّفافَ ليسَ فقط حفلاً يُحتفَلُ بلحظةٍ واحدةٍ، بل هو رحلةٌ رمزيّةٌ تُعَبّرُ عن التزامٍ، وتجربةٍ، وتفاعلٍ بينَ الماضي والحاضرِ، بينَ الفردِ والمجتمعِ. من العروسِ التي تُزيّنُ الأشجارَ في الهندِ إلى العريسِ الذي يُطالَبُ بدفعِ فديةٍ لحذائهِ في الهندِ، يظهرُ لنا أنَّ التنوّعَ العائليّ والثقافيّ هو أقوى من تقليدٍ واحدٍ يُصدّرهُ العالمُ الغربيّ كمقياسٍ وحيدٍ للزّفافِ.
فلنحتفلْ بالاختلافِ، ولنقرأَ فيه رسالةً: أنّ الزواجَ هو أكثرُ من يومٍ واحدٍ، بل هو ثقافةٌ تُبنى على طقوسٍ، وتُعيدُ صياغةً لقيمةِ الشراكةِ والالتزامِ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق