خاص – حذّر الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد من أن المرحلة المقبلة قد تشهد مواجهة إعلامية حادة بين إسرائيل والرئيس الأميركي دونالد ترامب، على خلفية تحولات في مواقف الأخير المتعلقة بالملف الفلسطيني وطرح "صفقة جديدة” قد تُعدّ أكثر قابلية للقبول عربياً ومن قِبل قوى المقاومة.

وقال أبو زيد ل الأردن ٢٤ إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى بشكل واضح إلى تحويل ما يُعرف بـ"الخط الأصفر” إلى ما يشبه جدار برلين جديد، في خطوة تعكس توجهاً لعزل غزة بالكامل وإعادة تشكيل البيئة الأمنية المحيطة بها. وأضاف أن عمليات القصف داخل نطاق هذا الخط خلال الأسابيع الأخيرة تبدو كأنها تمهيد لخلق واقع أمني جديد تتولّى فيه المليشيات المدعومة من الاحتلال – مثل مجموعتي أبو شباب وحسام الأسطل – إدارة المشهد الميداني لصالحه.

وأشار أبو زيد إلى أن إعادة طرح مشروع ترامب لكن بصيغة جديدة أكثر مرونة، والتي قد تتضمن بنوداً مقبولة عربياً ومن المقاومة، وخصوصاً فيما يتعلق بالإشارة إلى إقامة دولة فلسطينية، يمكن أن تفتح الباب أمام مرحلة دبلوماسية مختلفة تتواجد فيها المقاومة كجزء من المشهد في غزة وبقبول أميركي غير مسبوق.

وبيّن أن الاقتراب النسبي بين خطاب ترامب ورؤية الشارع العربي، بل وحتى بعض اتجاهات المقاومة، يشكّل مصدر قلق كبير لإسرائيل، التي ترى في أي صيغة أميركية جديدة قد تمنح الفلسطينيين دوراً سياسياً اعترافاً ضمنياً بواقع ما بعد الحرب في غزة.

ويرى أبو زيد أن هذا التقارب "غير المريح” من جانب ترامب قد يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى شن حرب تسريبات إعلامية منظّمة ضده، بهدف التأثير على موقفه أو إحراجه في ملف الشرق الأوسط، خصوصاً أن نتنياهو – رغم تحالفاته السابقة مع ترامب – بات عبئاً سياسياً عليه في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة والدوائر الأميركية.

وختم أبو زيد بالقول إن المرحلة المقبلة قد تحمل مواجهة إعلامية أميركية ـ إسرائيلية مكتومة أو علنية، عنوانها الصراع على شكل الحل النهائي في غزة، ومحاولة كل طرف فرض رؤيته قبل الدخول في أي تفاهمات سياسية جديدة.