نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين تتقاطع الأخطار: من “إيران 2.0” إلى مؤامرة الخيانة… إسرائيل في زمن الهروب الكبير - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 10:30 صباحاً
كتب زياد فرحان المجالي – تحليل خاص
في مساءٍ يقترب فيه الشرق الأوسط من رائحة حربٍ جديدة، وتتنفّس إسرائيل على حافة الانهيار الداخلي، تبدو الصورة أوضح من أي وقت مضى: الأزمة لم تعد أزمة جبهة… بل أزمة وهم.
لوحة معقدة تتداخل فيها ثلاثة محاور: تهديد إيراني يتطور بصمت، خطر تركي يصعد بثقة، وبيتٌ سياسي إسرائيلي مشتعل لا يجد من يطفئه. وبين هذه المحاور، يقف رجل واحد يشكل نقطة الارتكاز والاضطراب معًا: بنيامين نتنياهو، الذي تحوّل من صانع معادلات الردع إلى رئيس حكومة يهرب من معادلات العدالة.
بهذه الزاوية، يصبح من الواضح أن مقالات عميت سيغل، واستطلاع "معاريف”، ومقال أييلت شاكيد ليست نصوصًا منفصلة، بل سردية واحدة لدولة فقدت البوصلة.
الفصل الأول: انقلاب المعادلة… حين أصبحت إسرائيل تطلب الهدوء بدل فرضه
قبل السابع من تشرين الأول، كانت قواعد الاشتباك واضحة:
إسرائيل تهاجم، والآخرون يرتدعون.
لكن ما كشفه الصحفي الإسرائيلي عميت سيغل في مقالته "إيران 2.0” هو أن هذه المعادلة انقلبت رأسًا على عقب.
فجأة أصبحت إسرائيل الطرف الذي يتوسّل الهدوء ويقول: "أمسكوا بي قبل أن أخطئ الحساب”.
حماس طالبت بإشارات حياة، وبشروط تبادل، وبقائمة سجناء، وإسرائيل وُضعت لأول مرة منذ عقود في زاوية المفاوض الضعيف.
الأدهى أن إسرائيل — التي اعتادت دفع "الجزية الأمنية” عبر صيغة "هدوء مقابل مال” — عادت لتدفع من جديد:
الضغط العربي، وخاصة من الأردن، فرض إيقاعه.
قطر أمسكت بالمفاتيح دون أن ترفّ لها عين.
وواشنطن باتت تحسب خطوات تل أبيب قبل أن تحسب خطوات طهران.
ما يقوله سيغل بوضوح هو أن إسرائيل لم تفشل استخباريًا فقط…
بل فشلت وجوديًا: تعاملت مع حماس كتنظيم، بينما حماس بنت نفسها كـ كيان سياسي–عسكري له مؤسسات وعمق اجتماعي وبنية ردع.
وفي اللحظة التي اكتشفت فيها تل أبيب هذا التحول، كان الفخ قد أُغلق.
الفصل الثاني: تركيا… الخطر الصامت الذي لا تراه إسرائيل بوضوح
النقلة النوعية في مقال سيغل لم تكن إيران، بل تركيا.
الأرقام التي ذكرها صادمة حتى للشارع الإسرائيلي:
خمسون دبلوماسيًا تركيًا داخل إسرائيل.
نشاط استخباري ناعم في القدس.
حراك ديني–اجتماعي يتسلل في المساجد والمؤسسات.
قواعد عسكرية تركية من إفريقيا حتى آسيا.
علاقة مباشرة وشخصية بين أردوغان ودونالد ترامب.
سيغل يصرّح دون مواربة:
تركيا—not إيران—ستكون التهديد الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل في العقد القادم.
السبب؟
أن إيران تتحرك خارج حدود إسرائيل، أما تركيا فتتحرك داخل البيت الإسلامي، وتملك أدوات تأثير ناعمة وصلبة في آن واحد.
وما يزيد الخطورة هو تضعضع مركز القرار في إسرائيل، مما يجعل مواجهتها لأنقرة معركة غير محسوبة النتائج.
الفصل الثالث: دولة بلا زعيم… وزعيم بلا مخرج
تأتي نتائج استطلاع "معاريف” لتؤكد الانهيار:
67% يريدون لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر.
78% من جمهور اليمين مستعدون لدعم عفو كامل لنتنياهو.
المعارضة تصعد إلى 62 مقعدًا مقابل 48 فقط للائتلاف.
الليكود يهبط إلى 24 مقعدًا.
حزب "بنت 2026” يقفز بثبات.
هذه ليست مجرد أرقام… بل حكم إعدام سياسي على الحكومة الحالية.
المشهد القضائي يضاف إلى الصورة:
أهارون باراك يقدّم "صفقة ناعمة”: اعترف، اعتزل، ولن تُدان.
ترامب يقدّم "صفقة صلبة”: لا تعتذر، لا تنسحب، ولن يُسمح بمعاقبتك.
وبين هذين العرضين يقف نتنياهو، الرجل الذي يريد كل شيء دون أن يدفع أي شيء.
لا يريد الاعتراف
ولا يريد الاعتزال
ولا يريد المحاكمة
ولا يريد خسارة السلطة.
هكذا تصبح إسرائيل كلها معلّقة على قرار رجل واحد.
الفصل الرابع: مؤامرة الخيانة… صناعة هروب لا صناعة حقيقة
في مقاله، تذهب أييلت شاكيد إلى أخطر نقطة في النقاش الإسرائيلي:
44% من جمهور الائتلاف يؤمنون بأن ما حدث في 7 أكتوبر كان خيانة داخلية.
هذه ليست نظرية عابرة… بل شبكة حماية سياسية لنتنياهو.
فحين يصدق الناس أن "الدولة العميقة” تآمرت لإسقاط رئيس الحكومة، فإن نتنياهو يتحول من متهم إلى ضحية.
لماذا تنتشر هذه الخرافة؟
لأن مواجهة الحقيقة أصعب من الهروب منها:
حكومة اليمين التي وعدت الإسرائيليين بالأمن المطلق، سقطت في أسوأ فشل أمني منذ 1948.
وحتى لا ينهار الإرث السياسي لنتنياهو، تولد فكرة "الخيانة”.
شاكيد تقول بوضوح:
كان بإمكان نتنياهو أن يطفئ هذه النار بكلمة واحدة… لكنه يرفض.
يرفض لأنه يستفيد:
يشغل الرأي العام.
يخلق عدواً غيره.
يبرئ نفسه من الفشل.
ويحافظ على صورته كزعيم مطارد من "مؤامرة كبرى”.
إنها ليست سياسة… إنها هروب بنيوي.
الفصل الخامس: التهديد الحقيقي… إسرائيل نفسها
بعد دمج النصوص الثلاثة، تظهر ثلاثة تهديدات جوهرية:
1. تهديد خارجي مزدوج
إيران تتحرك كدولة عميقة.
تركيا تتحرك كإمبراطورية متجددة.
وإسرائيل تفتقد رؤية استراتيجية ثابتة.
2. تهديد داخلي سياسي–مؤسسي
انهيار الثقة بحكومة نتنياهو.
انقسام المجتمع الإسرائيلي.
غياب مركز القرار.
وصعود معارضة لا تخشى المواجهة.
3. تهديد نفسي–إعلامي
نظريات "الخيانة” التي تشلّ القدرة على الاعتراف بالفشل.
وقيادة سياسية تحتمي بهذه النظريات لتجنب المساءلة.
في هذه الثلاثية، يصبح واضحًا أن الخطر الحقيقي على إسرائيل ليس حماس ولا غزة…
بل إسرائيل نفسها.
الفصل السادس: إسرائيل الجديدة… دولة فقدت مركز الثقل
الصورة النهائية لدولة الاحتلال تكشف:
جيش فقد الثقة بقيادته.
مجتمع انقسم حول روايته لنفسه.
طبقة سياسية تعتبر البقاء أهم من الحقيقة.
أجهزة أمنية محاصَرة بين السياسة والشارع.
ونظام حكم ينجو بالأزمات لا بالإنجاز.
إسرائيل التي كانت "دولة تردع الآخرين”، باتت اليوم دولة تخاف الجميع:
إيران، تركيا، غزة، والشارع الإسرائيلي نفسه.
الخاتمة: إسرائيل ليست خطر خارجي… بل في أزمة وجود
في لحظتها الأخطر، لا تقف إسرائيل أمام تهديد خارجي حقيقي بقدر ما تقف أمام أزمة داخلية بنيوية.
الدول لا تنهار حين يحيط بها الأعداء…
بل تنهار حين تتآكل من الداخل، حين لا تعترف بخطئها، وحين تتحول القيادة إلى مشروع شخصي لا مشروع دولة.
وما دامت إسرائيل تُدار بعقلية الهروب، وما دامت نظريات المؤامرة تحجب الحقيقة، فإن المعركة التي تخوضها ليست مع إيران ولا مع غزة…
بل مع نفسها.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : حين تتقاطع الأخطار: من “إيران 2.0” إلى مؤامرة الخيانة… إسرائيل في زمن الهروب الكبير - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 10:30 صباحاً

















0 تعليق