نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجمعة السوداء… موسم التخفيضات أم موسم الخسائر؟ - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 10:20 صباحاً
كتب وسام السعيد - تُعدّ "الجمعة السوداء” أحد أكثر المواسم التسويقية إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، إذ تحوّلت من حدث تجاري أمريكي محدود إلى ظاهرة عالمية تتجاوز حدود الزمان والمكان.
غير أن انتشارها في الأسواق العربية — وخصوصًا في الأردن والمنطقة — أثبت أن ليس كل ما يلمع ذهبًا، وأن استيراد الأفكار التجارية دون دراسة الواقع المحلي قد يترك آثارًا سلبية على السوق، والسلعة، وحتى على سلوك المستهلك.
أصل "الجمعة السوداء” يعود إلى الولايات المتحدة، حيث تُطلق التخفيضات في نهاية شهر نوفمبر استعدادًا لموسم الأعياد. لكن في بلداننا، يختلف المشهد تمامًا.
ففترة الحدث تتزامن غالبًا مع برد الطقس وركود المبيعات وتراجع الحركة التجارية، مما يجعل هذا الموسم مستنسخًا في التوقيت لا في الجدوى. ومع غياب التخطيط والدراسة، تحولت "الجمعة السوداء” إلى تقليد تجاري مقلق لا يناسب بنية السوق المحلي ولا نمط الاستهلاك في مجتمعاتنا.
رغم أن شعارات "خصومات تصل إلى 70%” تبدو مغرية، إلا أن الواقع غالبًا مختلف. فالكثير من التجار يُجبرون على خفض الأسعار بشكل مبالغ فيه لمجاراة المنافسة، حتى لو كانت البضاعة في الأصل منخفضة الربح.
بينما يلجأ آخرون إلى رفع الأسعار قبل الخصومات لتبدو التخفيضات "خيالية” أمام الزبائن، ما يؤدي إلى فقدان الثقة بين المستهلك والتاجر، ويشوّه سمعة السوق اقتصاديًا، "الجمعة السوداء” لا تنعش السوق كما يُروَّج لها، بل تُحدث خللاً في التوازن التجاري.
فما قبلها ركود بسبب انتظار المستهلكين، وما بعدها ركود بسبب إفراغ القدرة الشرائية في فترة قصيرة.
النتيجة:
حركة بيع مؤقتة أشبه بانفجار استهلاكي سريع، يعقبها جمود طويل المدى يضر بالمصانع والموردين والتجار الصغار على حد سواء.
حين تتحول التخفيضات من أداة جذب إلى غاية بحد ذاتها، تفقد السلع معناها وقيمتها.
فالزبون لم يعد يسأل عن الجودة أو بلد المنشأ أو الضمان، بل عن "نسبة الخصم”، وكأن السعر وحده هو المقياس. بهذا المنطق، تصبح السلعة ضحية، والتاجر تابعًا، والسوق ميدانًا للمضاربة ما بدأ كيوم واحد من التخفيضات أصبح يمتد أسابيع تحت مسميات متعددة: "أسبوع الجمعة السوداء”، "الشهر الأسود”، "عروض نهاية العام”…
وتحوّلت الإعلانات إلى عاصفة رقمية تُربك المستهلك وتدفعه إلى الشراء دون حاجة حقيقية. في المقابل، ترتفع معدلات الإرجاع والديون والاستهلاك غير المنطقي، مما يعكس هشاشة الثقافة الشرائية لدى فئة واسعة من الناس.
الجمعة السوداء ليست خطأ في حد ذاتها، لكنها غير ملائمة لطبيعة أسواقنا ولا لظروفنا المناخية والاقتصادية.
ومن هنا تأتي الدعوة إلى تبنّي مفهوم بديل أكثر اتزانًا:
الجمعة البيضاء، يوم للتسوق الواعي، يحدد تاريخة بما يتلائم مع الزمان المناسب وتُكرَّم فيه الجودة لا الرخص، وتُقدَّم فيه العروض الحقيقية لا الوهمية، ويُعزَّز فيه التاجر الموثوق والمستهلك الذكي.
فبدل أن نستورد "الفوضى التجارية”، يمكننا أن نصنع ثقافة تسويقية ناضجة تنعش الاقتصاد وتبني ثقة حقيقية بين أطراف السوق.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الجمعة السوداء… موسم التخفيضات أم موسم الخسائر؟ - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 10:20 صباحاً

















0 تعليق