المصدر 7 - تحولت مكافحة الشيخوخة خلال السنوات الماضية إلى واحدة من أكثر القضايا جذباً لاهتمام العلماء والأطباء، ليس فقط لأنها ترتبط بتحسين جودة حياة كبار السن، بل لأنها تفتح الباب أمام الوقاية من أمراض عديدة مرتبطة بالعمر وتقدم حلاً لحياة أطول وأكثر صحة. ومع هذا الاهتمام العلمي، نشأ قطاع ضخم يتسع عاماً بعد عام، يضم برامج بحثية متطورة وابتكارات طبية ومنتجات تعد بإبطاء التقدم في العمر، وتحسين الوظائف الحيوية للجسم.

وفي تقرير حديث نشره موقع ساينس أليرت، أُشير إلى أن الطريق نحو إبطاء الشيخوخة قد لا يكون معقداً كما يبدو، إذ أكد التقرير وجود خمس عادات أساسية يمكن لأي شخص اتباعها وتؤدي إلى إبطاء التغيرات البيولوجية المرتبطة بالتقدم في العمر، ما يمنح الإنسان عمراً أطول وجودة حياة أفضل.

وأوضح التقرير أن لكل فرد "عمرًا بيولوجيًا" يختلف عن عمره الزمني، وهو المؤشر الأكثر دقة لتوقع طول العمر؛ فبينما قد يبلغ شخصان الستين عاماً، قد يكون أحدهما بيولوجياً أصغر بسنوات، ما يمنحه فرصاً أعلى لحياة أطول وصحة أفضل.

أول هذه العادات هي النشاط البدني المنتظم، إذ تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام تقلل بوضوح من مخاطر الوفاة. وبينت إحدى الدراسات أن أشخاصاً قلّ نشاطهم البدني، واستمروا على برنامج رياضي لمدة ثمانية أسابيع فقط، تمكنوا من خفض عمرهم البيولوجي بما يقارب عامين. كما أدى الجمع بين تمارين القوة والتحمل ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً إلى تقليل علامات الشيخوخة بشكل ملحوظ.

ثاني العادات هي الالتزام بنظام غذائي صحي، إذ أثبتت الأبحاث أن اختيار الطعام المناسب ينعكس مباشرة على العمر البيولوجي. وبينت دراسة شملت حوالي 2700 امرأة أن اتباع نمط غذائي صحي لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى عام أدى إلى إبطاء الشيخوخة بمعدل يصل إلى 2.4 سنة. ويشمل هذا النظام زيادة تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات، والحد من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة والسكر والصوديوم.

أما ثالث العوامل فهو النوم الجيد، الذي يعد من أقوى مؤشرات الشيخوخة الصحية، لما له من دور في إصلاح الحمض النووي، واستعادة التوازن الهرموني، وتقليل الالتهابات وتعزيز صحة الجهاز المناعي والعصبي.

العامل الرابع يتمثل في تجنب العادات غير الصحية، مثل التدخين بأنواعه واستهلاك الكحول، إذ توضح الأبحاث أن التدخين يسرّع شيخوخة الرئتين بما يزيد على أربع سنوات، ويرفع مؤشرات التقدم البيولوجي في العمر.

وأخيراً، يأتي التحكم في التوتر كأحد أهم مفاتيح مكافحة الشيخوخة، إذ تشير الدراسات إلى أن الإجهاد يسرّع التغيرات الجينية المرتبطة بالعمر، ويزيد من اضطرابات الهرمونات ويؤثر سلباً على المناعة. وقد بينت دراسة أن العمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعياً يزيد العمر البيولوجي بنحو سنتين نتيجة التعرض المستمر للضغوط.

ويخلص التقرير إلى أن تبني هذه العادات الخمس لا يتطلب تقنيات باهظة أو تغييرات معقدة، بل مجرد خطوات بسيطة قادرة على إحداث تحولات عميقة في صحة الإنسان وطول عمره.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل