نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
برنامج سرّي للحد من الهيرويين... واشنطن زرعت "أفيوناً بلا مخدر" في أفغانستان! - المصدر 7, اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 03:33 مساءً
المصدر 7 - في عملية سرية امتدت أكثر من عقد، شرعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) بتنفيذ خطة غير مسبوقة، هدفها الحد من إنتاج الأفيون في أفغانستان، المخدر الذي كان يمثل العمود الفقري لاقتصاد المخدرات ويدر أموالاً طائلة على جماعة طالبان، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
تضمنت الخطة الاستخبارية الأميركية استخدام الطائرات لرشّ الحقول الأفغانية بالمليارات من بذور الخشخاش المعدلة وراثياً، كي تنتج نباتات شبيهة شكلاً بالأفيون، لكنها خالية بنسبة كبيرة من المواد الكيميائية اللازمة لتصنيع الهيرويين.
وبحسب الصحيفة الأميركية، بدأ هذا البرنامج السري في خريف 2004، مستخدماً طائرات بريطانية كانت تحلق ليلاً لتفادي الرصد والرادارات. وكان التركيز بدايةً على ولايتي ننغرهار وهلمند، وهما من أهم مناطق زراعة الأفيون في أفغانستان. ما كانت البذور التي رُشّت حينها مهندسةً وراثياً بتقنيات متقدمة، إنما تم تعديلها من خلال تهجين انتقائي استغرق سنوات عدة، لإنتاج نبات مخدر ضعيف التأثير، لكنها تجذب المزارعين بأزهارها الحمراء الزاهية، وبسرعة نموها.
كان الهدف الأساس من رشّ الحقول الأفغانية بهذه البذور أن تتزاوج النباتات الناتجة مع النباتات الأصلية، فتتفشى بين مواسم الأفيون الصفات المعدلة، وتصبح أغلبية المحصول ضعيفة الفعالية على المدى البعيد... وبالتالي، يتم تقويض اقتصاد المخدرات الذي يمول نشاط طالبان، ويعزز الفساد في الحكومة الأفغانية.
حافظت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على سرية هذا المشروع، وأخفته حتى عن بعض كبار مسؤولي وزارتي الدفاع والخارجية. كما لم يُخطر به الرئيس الأفغاني آنذاك حميد كرزاي أو حكومته التي كانت موالية لواشنطن، بينما وثقته الإدارة الأميركية رسمياً بخطاب تفويض سري أضفى عليه الصبغة القانونية داخلياً.
مروحية تابعة لمشاة البحرية الأميركية تحلق فوق حقول الخشخاش في أفغانستان، 2009. (غيتي)
ورغم الإبداع في الأسلوب، وعدم اللجوء إلى العنف، فإن ذلك البرنامج أثار جدلاً واسع النطاق في الدوائر الأميركية والغربية، بسبب تكلفته الباهظة وفاعليته المحدودة في الأمد الطويل. فقد أظهرت التقارير لاحقاً أن إنتاج الأفيون في أفغانستان لم يتراجع بشكل دائم، رغم انخفاضه المؤقت بين عامي 2007 و2011، إنما حقق ارتفاعاً قياسياً بعد 2016، ليمثل بين 9 و14% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، حتى الانسحاب الأميركي في 2021.
ومع عودة طالبان إلى الحكم، حظرت زراعة الأفيون مؤقتاً، فتراجع الإنتاج بنسبة 95% في 2023، ليعود إلى الارتفاع لاحقاً، كما انتقلت زراعته إلى شمال شرق البلاد.
تكشف هذه الحكاية جانباً غير مألوف من محاولات واشنطن لمحاربة تجارة المخدرات بابتكار وسائل غير اعتيادية استخباراتية وزراعية، لكنها تؤكد أيضاً حدود الحلول التقنية عندما تصطدم بعوامل الفساد المحلي، والمتغيرات السياسية، والتقاليد الزراعية المتجذرة في المجتمعات الريفية.












0 تعليق