نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أوروبا... بين أوكرانيا وطيف "الحرب العظمى" - المصدر 7, اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 06:55 صباحاً
المصدر 7 - نادراً ما تحفّز الحرب العالمية الأولى مخيّلة المراقبين على استرجاع دروسها؛ هذا على الأقل عند مقارنتها بالحرب العالمية الثانية. إلى جانب السبب الكامن في الفارق الزمني، يمكن فهم ذلك من خلال وضوح الحدّ الفاصل بين الأطراف الخيّرة والأخرى السيّئة في الحرب الثانية، بعكس الحرب الأولى، هي التي شهدت أيضاً تبدلاً في التحالفات أو دخولاً متأخراً إليها. علاوة على ذلك، لم تعمّر فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى طويلاً وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى تجددها بشكل أعنف بعد نحو 21 عاماً.
لسخرية القدر، لم تكن الحرب العالمية الأولى هي "الحرب العظمى" بحسب تسميتها الأولية، أو حتى "الحرب التي ستنهي الحرب"، بحسب عبارة الكاتب البريطاني إتش جي ويلز والتي روّجها لاحقاً الرئيس الأميركي وودرو ويلسون.
لكنّ حرب أوكرانيا دفعت المحللين إلى استرجاع بعض ذكريات الحرب الأولى والتي انتهت في مثل هذا الأسبوع من سنة 1918، مع توقيع ألمانيا على اتفاقية وقف إطلاق النار. بما أن الحرب شهدت تبادلاً بطيئاً جداً في السيطرة على الأراضي، خصوصاً منذ خريف 2022، كانت المقارنات بحرب الخنادق والاستنزاف حاضرة في تغطيات الحرب بين الروس والأوكرانيين.
هدم الحسابات القديمة
عام 2024، قال مقاتل أجنبي في أوكرانيا لـ"يورونيوز" إن الحرب الحالية "كأنها الحرب العالمية الأولى مجدداً، باستثناء المسيّرات. أنت تركض في الخنادق. أنت تهرول في المخابئ".
دفعت أوكرانيا المخططين إلى إعادة حساباتهم الأولية التي صاغوها بعد حربي العراق الأولى والثانية. حينها ساد الاعتقاد بأن الحرب الخاطفة ممكنة بفعل التفوق التكنولوجي والاستخباري، بالحد الأدنى ضد الجيوش الكلاسيكية. اليوم، يعيد محللون تذكير الحكومات بأن الحرب المطولة هي القاعدة. الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كلية الملك بلندن لورنس فريدمان كتب قبل أشهر أن قبول هذا الواقع هو ما سيمكّن المخططين العسكريين من تغيير ذهنيتهم. لكن الصعوبة، دائماً بحسب فريدمان، تكمن في أن الاستعداد لحرب طويلة يعني أيضاً التخطيط لنزاع يملك نظرية انتصار مقترنة بأهداف واقعية، على المستويين العسكري والمدني. بيدَ أن نظرية الانتصار هذه، على تعقيداتها الهائلة، تظل أسهل من عوامل أخرى لا يملك المخططون مقداراً كبيراً من التحكم بها.
جنود أميركيون في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى (أ ب)
فثمة ما هو أكثر حيوية من الاستعداد النفسي والمادي لحروب طويلة المدى. قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان النمو السكاني يسمح على الأقل باستدامة نزاعات مطولة. في ذلك الوقت، وللمرة الأولى في التاريخ تقريباً، عملت زيادة الثروة والسكان والقوة العسكرية بالتضافر لتوليد إمكانية شن حروب من هذا النوع. في القرن التاسع عشر مثلاً، زاد عدد سكان العالم بمعدل 10 أمثال ما كان عليه الأمر طوال القرون السابقة. اليوم، تعاني جميع القوى الكبيرة، باستثناء الولايات المتحدة، من نمو ديموغرافي سلبي. في هذا السياق، كان أحد أهم العوامل التي منحت إسرائيل القدرة على شن حرب طويلة ضد "حماس" تمتعها بنسبة خصوبة يفوق معدل الإحلال، مع نحو ثلاثة أطفال لكل امرأة، وهو المعدل الأعلى بين كل الدول المتقدمة. في مقارنة سريعة، ينخفض هذا المعدل إلى نحو 1.38 في دول الاتحاد الأوروبي. هذا من دون التطرق أيضاً إلى الركود الاقتصادي.
تصورات غريبة
بحسب نظرية الجنرال البروسي كارل فون كلاوزفيتز، "لكل عصر نوعه الخاص من الحروب، ظروفه المقيّدة الخاصة وتصوراته المسبقة الغريبة". من هذه الزاوية، ثمة فعلاً تصورات خاطئة مشتركة بين الحرب العالمية الأولى وحرب أوكرانيا. ففي صيف 2014، ساد توقع لدى الدول المتحاربة بأن جنودهم سيعودون إلى الديار بحلول عيد الميلاد. القيصر فيلهلم الثاني وعد جنوده بالعودة حتى قبل الخريف.
نهاية الحرب العالمية الأولى (أ ب)
كذلك، توقع الإعلام الروسي، ومعه قادة عسكريون غربيون، أن تسيطر موسكو على كييف في غضون أيام. قريباً، ستتخطى الحرب الروسية على أوكرانيا كامل المدى الزمني للحرب العالمية الأولى.











0 تعليق