إندونيسيا تسعى لدور متقدّم في الشرق الأوسط... ولكسب "ود" ترامب! - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إندونيسيا تسعى لدور متقدّم في الشرق الأوسط... ولكسب "ود" ترامب! - المصدر 7, اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 06:45 صباحاً

المصدر 7 - في ظل فوضى غزّة وزحمة الحركة الديبلوماسية التي شهدها الصراع بين إسرائيل و"حماس"، برزت إندونيسيا كطرف غير مألوف على خط الحرب ومحاولات التوصّل لحلول سياسية. طرحت إجلاء فلسطينيين من ضحايا الحرب، إضافة إلى إنشاء مخيّمات تقدّم الخدمات الإنسانية، والمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية بـ20 ألف جندي.

لا تؤدّي إندونيسيا بالعادة أدواراً سياسية وديبلوماسية محورية في قضايا الشرق الأوسط، نسبةً لبعد موقعها الجغرافي الكائن في شرق آسيا، وقدرتها التأثيرية المحدودة على الأطراف المتنازعة مقارنةً بإمكانيات الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا. لكن إندونيسيا سعت لحضور ملحوظ في صراع غزّة، بظل العلاقة الإسلامية التي تجمع بين سكّان الطرفين.

وارف قميحة، رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث، يتحدّث لـ"النهار" عن الدور الإندونيسي  في حرب غزّة، والذي ينطلق من كونها ضمن قائمة أكبر الدول الإسلامية في العالم، إضافة إلى مشاركتها ودورها المتنامي في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وبتقديره، فإن الهدف "تعزيز الحضور السياسي والديبلوماسي العالمي من خلال هذا الانخراط". 

دفع إندونيسيا باتجاه السلام يضعها في موقعين، الموقع الأول هو الوسطي الذي يعزّز قدراتها في محاولات المشاركة في رعاية الاتفاقات والتفاهمات، والموقع الثاني هو المساند للرئيس الأميركي دونالد ترامب في سعيه لإنهاء الحرب والفوز بجائزة نوبل للسلام. وبالتالي تحاول إندونيسيا حجز مقعد ديبلوماسي متقدّم لها على طاولتي المجتمع الدولي والبيت الأبيض.

 

إندونيسيا (أ ف ب).

 

التموضع على خط الرئيس الأميركي ومحاولة التقرّب منه هدفه كسب "ود ترامب"، لكن قميحة يشير إلى أن هذا التكتيك قد "لا يكون حاسماً" لجهة دور إندونيسيا في إنهاء الحرب، لأن أي دور إندونيسي يعتمد على "تفويض دولي"، وليس مجرد "إرضاء" أميركي، وأي خطوة تترجم بالداخل الإندونيسي على أنها محاولة "كسب ود" على حساب الفلسطينيين ستواجه اعتراضات قوية داخلياً، انطلاقاً من كون إندونيسيا دولة إسلامية والقضية الفلسطينية تحتل أهمية استثنائية لدى شعبها.

 

تحديات كبيرة
إلى ذلك، فإن ثمّة عوائق تصعّب المهمة الإندونيسية في غزّة. فإندونيسيا لم تطبّع مع إسرائيل ولا تربطها بها علاقات ديبلوماسية. وبرأي قميحة، فإن هذا الواقع "يعقّد" أي تنسيق أمني مباشر و"يحد" من نطاق مشاركتها العملية. ثم أن استقبال البلاد لأعداد كبيرة من ضحايا حرب غزّة سيرتّب أعباء قانونية واقتصادية – اجتماعية. وبالتالي، الجهد ينصب على المساعدات الإنسانية ضمن إطار أممي.

الدور الإندونيسي المحتمل يضيء على القوّة الناعمة والأدوار المعتدلة التي قد تؤديها بعض الدول في عمليات التفاوض وبناء السلام، وعلى المستوى الإنساني أيضاً. لا يرى قميحة مشاركة إندونيسية فعّالة ما لم تكن بشروط واضحة وضمن تفويض أممي وآليات محدّدة مرتبطة بعودة الفلسطينيين وإعادة الإعمار، وفي حال تحقّقت هذه المعايير، فيكون دورها مؤثراً.

في المحصّلة، فإن إندونيسيا تتطلّع لتأدية أدوار دولية، وتنطلق من جملة معايير في غزّة، أبرزها وحدة الدين الإسلامي الذي يجمع بين الطرفين، إضافة إلى أهمية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ضمن القضايا الدولية، والموقع المتقدّم الذي ستتبوؤه في حال نجاحها في المهمة الصعبة. لكن تبقى الأدوار الكبيرة حكراً على القوى الدولية الفاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق