المصدر 7 - شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة خلال الساعات الماضية بعد تداول مقطع فيديو يظهر القارئ عبدالرحمن الزقيطي أثناء تلاوته داخل أحد سرادقات العزاء، حيث اتهمه عدد كبير من المتابعين بارتكاب مخالفات واضحة خلال التلاوة، أبرزها ما وصفوه بـ"سرقة النفس" و"التمايل المبالغ فيه"، الأمر الذي اعتبروه لا يليق مع قدسية القرآن الكريم، مطالبين نقابة القراء بالتدخل الفوري والتحقيق في الواقعة.

اتهامات بـ"مهزلة" في تلاوة القرآن داخل العزاء

بدأت موجة الجدل عندما نشر رواد مواقع التواصل المقطع المتداول، حيث بدا القارئ وهو يتمايل يمينًا ويسارًا أثناء القراءة، وسرقة النفس بالإضافة إلى قطع النفس بطريقة غير منضبطة، وهو ما أثار اعتراض العديد من المشايخ والمختصين. 

واعتبر المنتقدون أن التصرفات التي ظهرت في الفيديو تجاوزت حدود الأداء المقبول في تلاوة القرآن، مؤكدين أن مثل هذه السلوكيات تسيء إلى كتاب الله وإلى المقرئين الملتزمين بأحكام التلاوة وضوابط الوقار.

انتقادات حادة من أئمة وخطباء

من بين أبرز الأصوات التي هاجمت القارئ، كتبت سعيد محمد، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، منشورًا شديد اللهجة عبر حسابه على فيس بوك، وصف فيه ما حدث بأنه "أعاجيب راقصات العزاءات"، مطالبًا المسؤولين في نقابة القراء - ومنهم كبار المشايخ مثل الشيخ محمد حشّاد والشيخ عبدالفتاح الطاروطي والشيخ محمود الخشت والشيخ أحمد فرج الله الشاذلي- بفتح تحقيق عاجل في الواقعة.
وأكد الإمام أن الأمر لا يتعلق فقط بالسلوك الظاهر بل بخطورة التطاول على هيبة القرآن، مشددًا على أن الجميع سيُسأل أمام الله عن ترك مثل هذه "المهزلة" دون محاسبة أو تصحيح للمسار.

أخطاء تلاوة وصفها المشايخ بـ"الشنيعة"

كما علق الشيخ سامي الشاذلي على الفيديو، معتبرًا أن ما ظهر خلال التلاوة لا يليق أبدًا بمن يتصدر لقراءة القرآن في سرادق عزاء أو أي محفل عام. 

وأوضح أن الأخطاء لم تقتصر على التمايل أو سرقة النفس وعدم ضبط النفس، بل شملت أخطاء فنية واضحة، مثل التهليل والتحميد والتكبير في غير مواضعها الصحيحة، والتنفس غير المنضبط، وخلط بعض أحكام التلاوة، مما اعتبره الشيخ "تجاوزًا كبيرًا في قراءة كلام الله".

مطالب بالتحقيق وتدخل النقابة

ومع اتساع موجة الانتقادات، تصاعدت المطالبات لنقابة القراء لاتخاذ موقف رسمي من الواقعة، حفاظًا على هيبة التلاوة وضبط سلوك بعض المقرئين الجدد الذين يلجؤون إلى أساليب وصفها البعض بـ"الاستعراضية" بحثًا عن الانتشار. 

ويرى كثيرون أن القضية يجب ألا تمر مرور الكرام، وأن دور النقابة أصبح ضرورة قصوى لضبط الأداء وإعادة الاعتبار لطبيعة التلاوة التي تعتمد على الخشوع والضوابط الشرعية والفنية.