نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الخطّاب إلى تطبيق المواعدة... حين تجمع الخوارزميات بين القلوب - المصدر 7, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 09:38 صباحاً
المصدر 7 - لم تكن قصة زواج العمدة الجديد لمدينة نيويورك، زهران ممداني، قصة تقليدية. فقد تعرّف على زوجته راما دواجي، وهي من جيل "زد"، عبر تطبيق تعارف في الولايات المتحدة. وتعيد هذه القصة إلى الأذهان التحوّل الكبير الذي أحدثته التكنولوجيا في العلاقات الإنسانية، إذ بات من الصعب تجاهل الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة في إعادة رسم الطريقة التي يلتقي بها الناس بشركائهم حول العالم.
فبضع نقرات على الشاشة باتت كافية ليجمع القدر بين شخصين من ثقافتين مختلفتين، كما حدث تماماً مع ممداني ودواجي اللذين تعارفا عبر تطبيق "Hinge"، الذي يُعدّ من أبرز التطبيقات التي تروّج للعلاقات الجديّة القائمة على التوافق.
زهران ممداني وزوجته راما دواجي (إنستغرام)
وفي المقابل، يبرز في لبنان حضور متزايد لتطبيقات المواعدة أيضاً. يقول جاد، أحد مستخدمي هذه التطبيقات، لـ"النهار": "تمكّنت من التعرّف إلى فتيات من مختلف الأعمار والديانات. وعلى الرغم من أنني لا أبحث عن علاقة جدّية حالياً، إلا أنني ألتقي أحياناً فتيات تجذبني شخصياتهن وصورهن، ما يدفعني للتعرّف إليهن عن قرب".
أما يوسف، فهو شاب عربي يستخدم تطبيق "Bumble" أثناء سفره إلى بلدان مختلفة، للتعرّف إلى فتيات من ثقافات متعدّدة، ويقول لـ"النهار": "أعتبر هذه التجربة وسيلة اكتشاف للتعرّف على شريك خلال السفر، والتعرّف على ثقافات أخرى، فكلّ لقاء يحمل حكاية جديدة ويضيف منظوراً مختلفاً للحياة. وهذا ما اختبرته بعد تعرّفي على شابة لاتينية كانت سبباً في غوصي أكثر في كل ما له علاقة بثقافتها".
وفي حديث خاص لـ"النهار"، أوضح كمال فرنّ، صاحب الشركة المطوّرة لتطبيق "تعارف" اللبناني، أن الهدف الأساسي من التطبيق هو مساعدة اللبنانيين العازبين على التعارف بهدف بناء علاقات جديّة، مشيراً إلى أن "التطبيق يعتمد على مبادئ تقوم على الصدق والجدّية، فالمستخدمون الذين يسعون فعلاً إلى الحب والارتباط الحقيقي يجدون في التطبيق مساحة آمنة للقاء شركاء يتشاركون التوجّه نفسه".
وتابع فرنّ: "نحرص على إزالة الحسابات غير الجديّة أو تلك التي تهدف إلى التسلية، لضمان بيئة ملائمة لنشوء علاقات حقيقية. ففكرة التطبيق جاءت لتواكب نمط الحياة المعاصر، حيث لم يعد لدى الناس الوقت الكافي للتعارف عبر الطرق التقليدية كما في الماضي".
تطبيقات المواعدة (غوغل).
وأضاف: "كان التعارف في السابق يتم في مناسبات اجتماعية كثيرة، أما اليوم فأصبحت هذه اللقاءات محدودة، ما جعل تطبيقات المواعدة خياراً أسهل وأسرع وأكثر تنوّعاً. يمكن للمستخدم أن يختار شريكه وفق المواصفات التي يرغب بها، ومع اللقاء الأول يتبيّن مدى التوافق، لتأخذ الأمور بعدها مجراها الطبيعي".
وأكد فرنّ أن العديد من القصص التي بدأت عبر التطبيق تُوّجت بالزواج، فيما تطوّرت أخرى إلى خطوبة أو علاقات جديّة ناجحة.
يحاول مستخدمو هذه التطبيقات إبراز أجمل صفاتهم، بل إنّ بعضهم يكتب في خانة الوصف طلباته وأهدافه بوضوح. فكتبت إحدى الفتيات على تطبيق مواعدة: "مرحباً، أنا لا أقيم علاقات عابرة، ولا أتعرف إلى أشخاص من ديانة مختلفة. سمعتي تهمّني كثيراً، ونيّتي الزواج فقط". فيما كتبت أخرى: "أنا ذات قلب طيّب، وعقل فضولي، ولديّ حبّ حقيقي للروابط الصادقة. أقدّر الدفء والصدق".
أما ثالثة فقالت: "أنا شابة لطيفة تجمع بين الجدّية والمرح. أحبّ الضحك والاستمتاع برفقة طيّبة. أبحث عن شخص صادق وجادّ، وإذا كان بيننا انسجام... فليكن ذلك".
في حين يشجّع البعض هذه الطرق في بناء العلاقات، يرى آخرون أنّ التعارف التقليدي أفضل للعلاقات الجديّة. ويقول نهرا الهاشم، وهو رجل مسنّ يُحب التوفيق بين الأشخاص الراغبين بعلاقات جدّية ويُعرف بلقب "الخطّاب": "على الرغم من انتشار التطبيقات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ العديد من الأشخاص ما زالوا يطلبون منّي الوساطة، وقد وفقت بين عشرين ثنائياً، فـ "نيّال اللي بيجمع راسين ع فرد مخدّة".
ويؤكد "الخطّاب" أنّه يستمتع بجمع الأشخاص وتوفيق بعضهم بالبعض الآخر، لأنّه يعتبر نفسه طيّب القلب ويشعر بالسعادة حين يجمع الناس من أجل هدف سامٍ، مضيفاً: "في النهاية، الزواج قسمة ونصيب، وكلّ شيء يأتي بعده".




