كيف تغيّر غوارديولا من أجل مانشستر سيتي؟ - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تغيّر غوارديولا من أجل مانشستر سيتي؟ - المصدر 7, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 09:20 مساءً

المصدر 7 - لم يعد بيب غوارديولا ذلك المدرب الذي يرفض التنازل عن أفكاره حتى لو كلّفته الخسائر. فبعد تسع سنوات من العمل في إنكلترا، بات الإسباني أكثر مرونة، يدير المباريات بعقلية "المهندس" لا "الفيلسوف"، ويختار طريق الفوز بحسب ما يفرضه الخصم لا ما يفرضه التاريخ. انتصاره الأخير على ليفربول بثلاثية نظيفة لم يكن مجرد فوز في قمّة الدوري، بل تجسيد حيّ لتطوّر فكره وأساليبه داخل مانشستر سيتي.

على مدار سنوات، ارتبط غوارديولا بفلسفته الثابتة: الاستحواذ، الضغط العالي، والتمرير السريع. كانت أفكاره بمثابة قانون مقدّس لا يقبل المساس. لكن القمّة أمام ليفربول كشفت عن وجه جديد له، وجه المدرّب الذي تخلّى عن بعض أفكاره من أجل الفوز.

الأرقام أوضحت ذلك بوضوح: امتلك ليفربول الكرة بنسبة 51 في المئة مقابل 49 في المئة فقط لسيتي، وبلغ عدد تمريرات "الريدز "471 تمريرة مقابل 452 لسيتي، حتى في الضغط العالي، تفوّق ليفربول بـ20 مرة ضغط ناجح مقابل 18 فقط لمنافسه، الذي اعتمد هذه المرة على التحولات السريعة بدلاً من الضغط المستمر.

 

غوارديولا. (أ ف ب)

 

هذا التحول لم يكن مجرد اختيار عابر، بل انعكس على توزيع الأدوار داخل الملعب. منح غوارديولا حرية أكبر لبعض لاعبيه، وعلى رأسهم دوكو الذي تحرك بذكاء بين العمق والأطراف، مستفيداً من قدرته على التحول السريع وصناعة الفارق في المساحات. إلى جانبه غونزاليس الذي يجيد الربط بين الخطوط وكسر التمركز الدفاعي بتمريرات طويلة متقنة نحو هالاند ودوكو، وهي لمسات لم تكن معتادة في أسلوب غوارديولا "الكلاسيكي".

غوارديولا وأسلوب برشلونة؟
الحقيقة أن تطور فكر غوارديولا لم يبدأ في مباراة ليفربول، بل منذ اللحظة التي وطئت فيها قدماه مانشستر سيتي.

فعندما تولى تدريب الفريق عام 2016، حاول تطبيق أسلوب برشلونة القائم على الاستحواذ المفرط والتمرير حتى المرمى، لكنه اصطدم بواقع "البريميرليغ": قوة بدنية، سرعة انتقال، وضغط لا يهدأ. بعد موسم أول بلا ألقاب، أدرك أن التكيّف هو مفتاح النجاح، فبدأ رحلة التحوّل من مدرب مثالي إلى قائد "براغماتي" يعرف متى يغامر ومتى يتراجع دون أن يتخلى عن هويته الفنية. 

التحول في فكر غوارديولا لا يقتصر على أرضية الميدان. فالرجل أصبح يشرف على كل تفاصيل مشروع مانشستر سيتي، من تطوير الأكاديمية إلى سياسة الانتدابات.  

 

غوارديولا. (أ ف ب)

غوارديولا. (أ ف ب)

 

غوارديولا وغروره القديم
بيب غوارديولا تغيّر من أجل مانشستر سيتي، لكنه في الحقيقة طوّر نفسه من أجل كرة القدم كلها، ليثبت الإسباني أنه لا يتراجع أمام التحديات، بل يتطور بفضلها. وإن كان جزءاً من تاريخ برشلونة، فإنه في المقابل صانع تاريخ مانشستر سيتي، المؤسس الحقيقي لعصره الذهبي، والعقل الذي منح النادي هوية أوروبية خالدة. 

هو إرث غوارديولا الحقيقي الذي تخلى من أجله عن غروره القديم، فهو لم يعد يبحث عن الجمال الفنّي فقط، بل الاستدامة الفنية التي تضمن بقاء الفريق في القمّة مهما تغيّرت الظروف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق