بين حلم الازدهار وشبح الانهيار.. هل باتت OpenAI خارجة عن السيطرة؟ - المصدر 7

البوابة العربية للأخبار التقنية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين حلم الازدهار وشبح الانهيار.. هل باتت OpenAI خارجة عن السيطرة؟ - المصدر 7, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 08:02 مساءً

المصدر 7 - تحوّلت شركة OpenAI خلال سنوات قليلة من مشروع ناشئ يهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية، إلى عملاق تقني يُثير القلق حول مدى اعتمادية الاقتصاد الأمريكي عليه، وإلى أي مدى يمكن أن يتسبب إخفاقها بأزمة مالية قد يتردد صداها في العالم بأسره.

ومع أن الشركة لم تُحقّق أرباحًا بعدُ، ولا تتجاوز عائداتها السنوية 2% من مبيعات أمازون، فإنها بلغت تقييمًا ضخمًا يُقدّر بنحو 500 مليار دولار، وسط رهانات على مستقبل قد يغيّر شكل العمل والحياة كما نعرفهما. لكن السؤال الذي يلوح في الأفق: ماذا لو فشلت OpenAI؟

مخاوف من “فشل متسلسل”

يرى محللون أن الشركة، عبر سلسلة من الصفقات التقنية والمالية المعقّدة مع كُبرى شركات التكنولوجيا، باتت “أكبر من أن تفشل Too big to fail”،  أي أن انهيارها قد يُحدث أثرًا متسلسلًا في الاقتصاد الأمريكي، يشبه ما حدث في الأزمة المالية عام 2008 عندما تسبّب سقوط المؤسسات المالية الكبرى بانهيار الأسواق العالمية.

وترتبط شركات مثل مايكروسوفت وإنفيديا وأوراكل اليوم بـ OpenAI بشبكة من الاستثمارات المتبادلة والالتزامات الطويلة الأمد، ويشمل ذلك صفقات ضخمة في مجالات الرقاقات الإلكترونية والبنى التحتية الحاسوبية.

دعم حكومي ورهانات اقتصادية

تزامن صعود OpenAI مع توجّه الإدارة الأمريكية نحو تبنّي سياسات تدعم الذكاء الاصطناعي كجزء من الأمن القومي ومحركًا للنمو الاقتصادي. ويعتقد بعض الاقتصاديين أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة لإنعاش الاقتصاد الأمريكي المثقل بديون تتجاوز 30 تريليون دولار، من خلال زيادة الإنتاجية وتحفيز الابتكار.

وكان المستثمر ديفيد ساكس، الذي يشغل حاليًا منصب منسق الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض، قد صرّح في وقت سابق قائلًا: “إن اقتصاد بهذا الحجم من الديون يحتاج إلى دفعة إنتاجية يُمكن أن يوفّرها الذكاء الاصطناعي”.

من منظمة غير ربحية إلى شركة عملاقة

أُسست OpenAI عام 2015 كمؤسسة غير ربحية، لكنها سرعان ما أعادت هيكلة نفسها لتصبح كيانًا تجاريًا يسهل عليه جذب الاستثمارات.

وفي خطوة وُصفت بأنها تمهيد لطرحها في البورصة، أعلنت الشركة حديثًا تبسيط هيكلها الإداري بهدف تمكينها من جمع تمويلات إضافية، وربما الاستعداد لأكبر طرح أولي في التاريخ، إذ يتوقع بعض المحللين أن تبلغ قيمتها السوقية تريليون دولار عند الإدراج في البورصة.

وصرّح رئيس مجلس الإدارة بريت تايلور حديثًا بأن الشركة “بُنيت لخدمة الجميع”، في حين يستمر الرئيس التنفيذي سام ألتمان بطرح رؤيته الطموحة حول حلم الوصول إلى ذكاء اصطناعي فائق “قد يُسهم في علاج السرطان وإنقاذ البشرية”.

وكتب ألتمان سابقًا عبر حسابه في منصة إكس: “إنني أعتقد أن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) ضروري لبقاء الإنسانية، فمشكلاتنا أكبر من أن نحلها دون أدوات أفضل”.

مقالات ذات صلة: فقاعة الذكاء الاصطناعي تطل برأسها من جديد.. هل نكرر أخطاء الماضي؟

ترابط السوق وصعود الكبار

أدت أخبار إعادة هيكلة OpenAI إلى ارتفاع أسهم مايكروسوفت، التي تمتلك حصة قدرها 27%، لتتجاوز قيمتها 4 تريليونات دولار، كما قفزت قيمة إنفيديا، التي أعلنت استثمار 100 مليار دولار في OpenAI، لتصبح أول شركة في العالم تتجاوز قيمتها 5 تريليونات دولار.

ويذكّر هذا الترابط الشديد بين شركات التكنولوجيا الكبرى بما حدث خلال الأزمة المالية عام 2008، عندما كان انهيار البنوك الكبرى كفيلًا بتهديد النظام الاقتصادي بأكمله.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أصوات تدعو إلى حد نفوذ OpenAI، أبرزها من السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز الذي قال إن الشركة ومنتجها الشهير “ChatGPT” يجب تفكيكهما، مُشبّهًا الذكاء الاصطناعي بـ”نيزك قادم إلى الكوكب”، داعيًا إلى الاستعداد لمواجهة آثاره المعقدة.

الحلم والفزع

فيما يتعلق بداعمي الشركة، فإن OpenAI تُعد فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، فهم يرونها شركة تجمع في جوهرها بين طموحات آبل وجوجل وتسلا في آن واحد.

وأما منتقدوها، فيرون فيها فقاعة جديدة تشبه جنون “فقاعة الإنترنت” مطلع الألفية أو “هوس التوليب” في القرن السابع عشر، وقد تتحول إلى تهديد لسوق العمل وتحدٍ أخلاقي غير مسبوق.

وفي عالم يزداد اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، تُجسّد OpenAI المفارقة الكبرى في عصرنا؛ شركة وُلدت لخدمة البشرية، لكنها قد تُصبح – إن لم تُحسن إدارة طموحها – خطرًا على توازن الاقتصاد العالمي ذاته.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق